المنتجة و المربية و علاقتها بإنتاج الصلاح من العباد :

القمر و البلبل و سيدة المجتمع و كله , إنها المرأة التي لعبت و لا زالت تلعب أدوارا كبيرة , على مر التاريخ كانت لها قيمة , حيث كانت في عهد الرسل و الأنبياء و الأولياء مستشارة و سياسية محنكة , كانت قادرة على أن تحكم إمارة و تربي قبيلة و تنجب و تربي و حاكمة و حكيمة , كان آنذاك دورها لا يقتصر على ما هو جسدي و غرائزي , بكل افتخار فنحن أنتجنا بعلاقة جماع التي هي ضرورة حتمية للتكاثر , إلا أننا بدأنا نلاحظ في هذا الزمن العجيب الممسوخ فقيمة المرأة أصبحت تقدر بما تمتلكه من مؤهلات طبيعية و جمالية , فالرسول عليه أزكى الصلوات و السلام أمر بالرفق بهن و وصفهن بالقوارير , والقارورة إذا قمت بضربها مع جدار أو إذا مارست عليها الضغط ستنفجر حتما , نفس الشيء من الممكن أن يقع مع المرأة لذا سأتأسف عليك يا أيتها البلبل القمر , فأنت من أنتجت الكل تحتقرين و يتحرش بك و يعتدى عليك , ظانين في أنفسهم يمارسون القوامة و يطبقون أمر الإله ” و اضربوهن ” , ليس هذا هو أمره , منبع الحنان و مركز الحب و خط استواء المشاعر الإنسانية و الأحاسيس و الشعور تهان , تغتصب ,تنتهك حرمتها , خصوصا و أننا أصبحنا أمام عصر الحروب و الضروب و المحن .

هل تعلمون ما هو سبب ذكري للحروب , لأن من أقصى التعذيبات و أشدها في الحروب بالعالم الإسلامي هو الذي يمارس على النساء و خاصة الأطفال حيث يستميلون للثقافة العباسية و الأندلسية لقول ابن أبي البغل ” وإلا فالصغار ألذ طعماً، وأحلى إن أردت بهم فعالاً ” , العرب هم المنفردون بعشق المرأة كأنثى فقط و لا يستشعرون طعم المروءة , لدرجة أصبحوا يمارسون مع غير الإنسان .

أنت شريفة و عفيفة لكن منكم من كانوا ضحية مجتمع ذكوري , المرأة مارست مهن الرجولية ومؤخرا لاحظنا بالمغرب تقلدها لمنصب العدول و هذا أمر سيثبت هوية المرأة و يثبت حق المساواة و لمسه .

في سنة  1908 من نفس اليوم احتجت مجموعة من العاملات في مصنع النسيج بأمريكا فقط من أجل تحسين أجورهن , الشيء الذي جعل صاحب الورشة إغلاق جميع الأبواب و حرق المصنع و كانت داخله 129 امرأة فودعوا الحياة , و من أجل هذا السبب قرر العالم أن يعلن هذا اليوم يوما عالميا للمرأة , و قد أصبح رمزا و ذكرى لظلم المرأة و معاناتها , فأشكال التعدي للمرأة كثيرة و من أجل الحد من هذا الظلم , و محاولة مني كرجل جعل المرأة في القمة , قد ذكرت السلبيات في هذا الموضوع . أما الإيجابيات كثيرة فمن الرجال من يقدس المرأة و يجعلها من أولى اهتماماته , و سيدته الأولى و لا يسمح لأي كان أن يشتمها أو يحقر منها , إلا في حالة وحيدة ربما هي سبب شتات العائلات و سبب رئيسي في الطلاق هو عدم رعاية الأبناء رعاية سامية , فمن النساء من تحقر من أبنائها و تضربهم ضربا مبرحا لدرجة الجنون , و هذا ما ينتج لنا شعوبا متخلفة نوعا , فنجاح مشروع الزواج يرتبط بكيفية التربية و المعاملة .

أسلوب معاملة الأطفال هو المتحكم الرئيسي في نجاح عملية الإنتاج , فالإنتاج لا يقتصر فقط على الولادة فحسب , لنفترض مثالين , أم أنجبت طفل منذ الصغر تضربه و تشتمه و لا تستخدم إحساس الحنان الذي وهبه الله إياه , في كل حين , في كل محاولة استكشاف العالم و الأشياء تضربه تحقر منه , فتربية هذا الطفل ستكون نتيجته التعرض للهلاك بحيث هذا غالبا ما يؤدي إلى الطلاق و الطلاق يسبب الشتات و الشتات يسبب انحراف السلوك و ها نحن مجددا قد أنتجنا رجل يكره المرأة بسبب أمه , في حين إن كانت أم تصاحب ابنها لأي مكان يقصده و تكون صديقته تلهوا و تمرح معه , تعلمه كيفية أداء الواجبات للحصول على الحق و كيفية الصلاة و تشرح له طبيعة المرأة لما تكون في فترة المخاض , أنها تكون في حالة نفسية متدهورة و لا تسمح لأي كان أن يشتم جوهرها , و تحاول أن تتحدث له في طابو الجنس ليتعلم شيء من التربية الجنسية , حينها سننتج مجتمع مثقف واع بما له و ما عليه و ملتزم و لا يسمح لنفسه أن يعتدي على من لم يعتد عليه و يقابل السيئة الحسنة و الخطأ بالصواب و العفو عند المقدرة , و سنكون بالفعل خير أمة أخرجت للناس , لأننا فعلا كذلك لكن و مع انعدام الأخلاق و عدم الإلتزام بما هو مسطور و مشرع جعلنا دمية بلاستيكية بيننا و بين الخلق عشرات آلاف القرون .

أنا بلبلي و قمري الكريم الذي لا أخشى أحدا من أنطق بإسمها أمامه هي التي تعبت على تربيتي تربية صالحة و ربت أربعة آخرين , إنها حبي الثاني بعد سيد الأولين فاطمة الزهراء حبي الأبدي .

منصف الإدريسي الخمليشي