في ظل الازمة الاقتصادية والاجتماعية بجهة الشرق .. ما الجدوى من تنظم مهرجان مغاربي للسينما؟

في ظل الازمة الاقتصادية والاجتماعية بجهة الشرق .. ما الجدوى من تنظم مهرجان مغاربي للسينما؟

عزالدين لمريني

يطرح تنظيم اي تظاهرة فنية او ثقافية او رياضية بوجدة وباقي مناطق جهة الشرق، سؤالا عريضا يتعلق بمدى استفادة الجهة من احتضان هذه التظاهرة، حيث من المفترض ان يكون لها انعكاس اقتصادي وإشعاعي على المنطقة.

وإذا كان المهرجان المغاربي للفيلم بوجدة، يعتبر من احد اكبر المهرجانات الفنية الكبيرة التي تحتضنها جهة الشرق من خلال الاعتمادات المالية المهمة الممنوحة للجهة المنظمة من طرف المؤسسات العمومية، بعد ان وضع المنظمون مجموعة من الالتزامات على عاتقهم خلال تقديمهم لملفات طلب الدعم العمومي من خلال تحقيق اشعاع لوجدة وجهة الشرق من خلال استقطاب اعداد كبيرة من السياح وجعل المنطقة قبلة لمجموعة من الوجوه الفنية والسينمائية وإقناعهم بضرورة التصوير بالجهة نظرا للمؤهلات الطبيعية والبشرية التي تزخر بها المنطقة، فاعتقد ان لاشيء من ذلك تحقق بالرغم من بلوغ المهرجان لدورته السادسة، والأموال الطائلة التي حصل عليها من دافعي الضرائب.

وإذا كانت المهرجانات السينمائية تقام عادة في مناخ يتمتع بتحقيق الفرجة، حيث يشارك جمهور المهرجان وضيوفه في الاحتفال بالسينما والاستمتاع بالأفلام المعروضة ونجومها، ومناسبة من المفترض ان تتحول معها مدنية وجدة والجهة ككل الى عيد واحتفال كبير يشارك فيه السينمائيون والجمور، فان المهرجان المغاربي للفيلم بوجدة، الذي يقدمه المنظمون للجهات الداعمة على اساس انه ملك لكافة ساكنة جهة الشرق التي يصل عدد ساكنتها الى  2.314.346 نسمة، اي ما يعادل 6.8 في المائة، من مجموع سكان المملكة، لا يحضر حصة عرض الافلام السينمائية خلال فعاليات المهرجان إلا اعداد قليلة من الجمهور لأسباب لا يعلمها إلا المنظمون، مما يطرح معه سؤال الجدوى من تنظم المهرجان في مدينة اعدمت فيها جميع القاعات السينمائية بشكل نهائي.

وأمام كل الملاحظات المذكورة، يبقى التساؤل المطروح هل المهرجان المغاربي للفيلم، يتم تنظيمه بنية سليمة ولأهداف نبيلة ولغرض خدمة المواطن وهل ينظم في سياق مدروس هدفه الرقي بالمجتمع ونشر الثقافة السينمائية وتحقيق اشعاع ثقافي واقتصادي لمدينة وجدة وجهة الشرق، ام يقام لأهداف اخرى غير معلنة لا تخفى على لبيب فطن؟.

وأمام الازمة الاقتصادية والاجتماعية التي اصبحت تعرفها جهة الشرق، وفي ظل غياب اهتمام حكومي بايجاد بدائل لممتهني التهريب على مستوى الشريط الحدودي المغربي الجزائري، وفي الوقت الذي يبلغ فيه معدل البطالة 17.9 في المائة، بجهة الشرق مقابل 9.9 في المائة، على المستوى الوطني، كما يشكل تفشي الفقر الذي يمس 10 في المائة، من مجموع سكان الجهة و 14.5 في المائة، ظاهرة مقلقة لعيش السكان، وذلك بحسب الاحصاء العام للسكان والسكنى لسنة 2014، وبعد ما بلغ المهرجان دورته السادسة وكان ينتظر ان يتجاوز عثرات البدايات ويسجل نفسه في قائمة المهرجانات السينمائية الوطنية بوصفه للمهرجان “عنصر جذب ثقافي واقتصادي وسياحي على المستويين الوطني والمغاربي”، كما يروج لذلك مؤسسه، تراكمت اخطاؤه ونقائصه، وأصبح يطرح جدوى استمرارية المهرجان في ظل الظروف الاقتصادية والكساد التجاري الذي تعرفه المنطقة الشرقية.