هجرنا المسرح … أين المسرح الدكتور عبد الكريم برشيد ماذا لو كان وزيرا للثقافة …؟

يحتفل المسرحيين في كل بقاع العالم كل سنة بيومهم العالمي 27 مارس ، فالإحتفال يتنوع و يتشكل الإحتفال من دولة لأخرى و من مسرح لآخر ، فإحتفال المدرسة الستانسلافسكية ليس هو إحتفال البريشتية أو المولييرية و الشيكسبيرية و غيرها من المدارس. المسرح هو أبو الفنون. فهو يعتبر علاجا لبعض الحمقى فطريا و الحمقى فكريا فالحمقى فكريا بالنسبة لهم وسيلة للتعبير و تقمص و لعب و الإنغماس في الأدوار بكل حرية بشرط الابتعاد عن الثالوث المحرم الدين الملك الله ، لكن أنا أحاول أن اخلق عالما خاصا بي و توجها لا نظير له . يمكن أن أتحدث في الحكومة و خباباها و القصر و خباياه و الإبتعاد نسبيا عن الميتافيزيقيا و سأظل يساريا و أنتروبولوجيا في طبعي . فالمسرح هو فن لا يعرفه إلا من هو أدرى به، منهم من يفضل المادة قبل تصفيقات الجمهور التي تزيد للفنان شحنة ليظل دوما معطاءا، بالطبع المادة مهمة جدا إن كان المسرح مهنة . لكن للأسف تموقعنا بالمغرب خطأ جغرافي في بلد لا يحترم الفن و الفنان ، حينما تريد أن تمارس فنك يحبسونك إنها تفاهة و أحيانا يعتقلونك ظلما بتهمة تجاوز الخطوط الحمراء، هذا غير معقول ، حينما يصير الفن تافها فأساس الدولة منعدم و غير موجود ، لأن إن أردت أن تعرف ثقافة شعب أو بلد فأنظر لفنها ، في مقالة سابقة كنت تحدثت عن كيفية علاج مرض المسؤولين و تحويل بناء السجون إلى بناء المسارح لتربية جيل صاعد يدري و يعرف قيمة الفن على الأقل نستطيع للوصول إلى جزء مما وصل إليه بعضهم . فكرت في وقت سابق في عمل فني للإجابة عن سؤالين لماذا هجرنا المسرح ؟ لماذا لا يوجد مسرح كبناية ؟ … كما هو متعارف علينا بالمغرب ورثنا ثقافتنا و المسرح شفويا . نفس الأمر وقع حينما طلبت أحدهم ليساعدني بالتجهيزات و بالوسائل التقنية كلما أذهب يؤلف قصة . لو كان لدينا مبجلوا و مقدروا المسرح سنكون متقدمين على ما نحن عليه فنحن أمة محمد و حضارتنا عريقة جدا. فالمسرح منذ الأزل و هو موجود ، فأول مشهد في التاريخ هو قصة قبيل مع هبيل و الغراب، فبفضل ذلك المشهد أدرك الإنسان طريقته الوحيدة لإكرام المييت ألا و هو دفنه ، ذكرت مثال الغراب لأنه هو أبرز مثال لتوضيح أهمية الفن و أقصد المسرح على الخصوص فبفضل نص مسرحي و عرض له يمكن أن تغير طريقة تفكير جيل أو مجتمع . حينما نتوجه لوزارة الثقافة أنا أسميها وزارة الجهالة تطلب دعما لتظاهرة أو عمل مسرحي فتجد إلا من هم لهم أبطان كبيرة يقتسمون الوزيعة بينهم ، فالمنصب يا عباد الله إذا أسند إلى غير أهله فإنتظر الساعة ، محمد أمين الصبيحي ، غير أمين و أمن على أموال الشعب و أموال الثقافة بصفة خاصة و أعني بالثقافة المسرح ، لأن المسرح هو الثقافة و الثقافة هي المسرح. فأنا أطالب السيد عبد الكريم برشيد لتعيينه وزيرا للثقافة لأنه هو الأمين الوحيد الذي يمكن أن نثق به و نؤمنه و نكن مطمئنين بأن الثقافة ستزداد رقي لأنه هو الفنان النبيل المثقف المتواضع فأنا لا أجامل إنما أفسر موقفي بالرغم من أنه لا يحتاج لتفسير ، لأن بمجرد أن تقول إسم عبد الكريم برشيد فهذا يعني الثقة و الموضوعية و إزدهار ثقافتنا ، أنا أعرف أنها أقترحت عليه و رفضها و هذا من نبله لأن لا يريد أن يتسيس و يتشبع بخائنين العهد. في القرى البعيدة ليس لهم مسرحا و بفاس و القنيطرة و المدن الكبرى التي تجلب الإقتصاد للدولة العميقة . مع ذلك ينهبون الأموال و لا يسألون أين المآل هل حرام أم أنه حلال يصدرون الأموال كالبضائع و يسرقون الملايير و لا يتفكرون خطابهم مع الله الكبير الواحد. نحن الجيل الصاعد نعم ، لكن نريد أيادي مساعدة لا نريد الشفوي و النظري أردنا العملي . نحتاج لمركبات ثقافية مجهزة بالتقنيات و مستلزمات العرض المسرحي و مسارح و دور الشباب و الثقافة فالسبيل الوحيد لمعالجة ظاهرة السجون هو العمل بمخطط بناء المسارح ، و المسرح في الأصل للفقراء حينما دخله و امتهنه أصحاب ربطات الأعناق هجر و انقرض و اندثر . يا مسرح يا مسرح أينك كنت في مجدك الآن صرت كالطفل في المهد رسمت البهجة فرحوا السابقون بمقدمك صرت فقيرا بئيسا يئيسا دولة ماكرة مسؤولون ناهبين صرنا نحن على ما اخترناه نادمين على الفساد الثقافي ناهيون في دوامة أصبحنا منسيين كفى كفى … صارت قصصنا عبرة لأولي الألباب يا ترى ما هي الأسباب؟ لا يخوفهم رب الأرباب يخونون عهد الأحباب ………. فلنتحد و نعمل جاهدين لإسترجاع ما سرق و ما نهب فنحن عماد المستقبل ، نحن ثورة و ثروة ، نحن من لهم القدرة على استرجاع الأمور إلى نصابها، فالآخرون صحتهم أعتللت و على فراش الموت جراء التحقير و القمع . كفى كفى يا مسؤول فالفنان صار مغلوب معلول مشلول !!!

منصف الإدريسي الخمليشي