اسرائيل متخوفة من تطور قضية النووي الايراني

يسيطر على الإسرائيليين خوف كبير وقلق واضح تجاه تطور قضية النووي الإيراني، وتحديدًا في ظل تزايد سعي طهران لإنتاج سلاح نووي من شأنه تهديد وجود الكيان الصهيوني، ولذلك تسعى إسرائيل جاهدة إلى تهيئة الرأي العام العالمي لفرض عقوبات اقتصادية على إيران.

بدورها، اهتمت الصحافة الإسرائيلية الفترة الماضية بإبراز المفاوضات النووية بين إيران والدول الست في جنيف سعيًا للوصول إلى اتفاقية حول الموضوع لتخفيف العقوبات على إيران. كما اهتمت برصد تحركات رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضد الاتفاقية التي اقترب إبرامها بين الدول الست وإيران، حيث توجه للعالم ليؤكد أن هذا البرنامج يمثل خطرًا على العالم كله.

كما حذر نتنياهو من إمكانية تشكيل إيران تهديدا نوويا على ألمانيا إذا لم يتمكن المجتمع الدولي من منعها من إنتاج مواد قابلة للانشطار، والتي تستخدم في تصنيع القنابل النووية.

ونقلت الصحف الإسرائيلية عن رئيس الوزراء نتنياهو، قوله: «دون تخفيف العقوبات المفروضة على إيران.. ستفيقون في يوم ما لتجدوا صواريخ نووية إيرانية موجهة ضد مدن ألمانية». وذكر أنه يتعين على إيران التخلي بالكامل عن قدرتها على تصنيع قنبلة نووية قبل تخفيف العقوبات عنها، مثل «تفكيك أجهزة الطرد المركزي ومفاعل البلوتونيوم، وإذا رفضت فإنه يتعين تشديد العقوبات ضدها».

كما أكد «نتنياهو» أن إيران تملك كمية من اليورانيوم المخصب لدرجة منخفضة تكفي لإنتاج خمس قنابل ذرية. ونقل راديو «صوت إسرائيل» عن «نتنياهو» قوله إن «اتفاق الأخذ بالتبلور مع طهران هو اتفاق سيئ إذ إن إيران لا تتنازل بموجبه عن شيء تقريبًا وتتلقى بالمقابل تسهيلات قد تؤدي إلى انهيار نظام العقوبات».

وطالب نتنياهو المجتمع الدولي بالضغط على طهران لتفكيك أجهزة الطرد المركزي المنشأة لإنتاج مادة البلوتونيوم، وتشديد العقوبات في حال رفضها لهذين المطلبين.

وفي السياق نفسه، يسخر المحللون السياسيون الإسرائيليون من تحركات وتصريحات رئيس الحكومة، وقال المحلل الإسرائيلي أودي سيجيل إن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يفعل ما يريد، وقد عرض الموقف الإسرائيلي ويتحدث كثيرًا مثل «الببغاء» على الخطر المحدق بإسرائيل والعالم بشأن البرنامج النووي الإيراني.

وأضاف «سيجيل»، خلال تحليله بموقع ماكو الإسرائيلي أن نتنياهو قال هذا الكلام للرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» في موسكو، وذكر له أيضًا أنهم يقولون في إسرائيل بأن الصفقة لا تشمل أجزاء من البرنامج النووي، مثل تطوير الرءوس النووية.

وأشار إلى أن نتنياهو الوحيد المقتنع أن جنيف ستنتهي باتفاقية حتى وإن لم يكن في نهاية هذا الأسبوع، مضيفًا أن نتنياهو يرى أن التقارير التي تفيد بأن هناك أزمة في المفاوضات هي فقط مناورات إيرانية للوصول إلى صفقة أطلق عليها «صفقة العام»، أو ربما أيضًا «صفقة القرن»، لأنها مصلحة كبيرة للإيرانيين.