الأسباب الحقيقة وراء قطع “الدول-الأربعة” علاقاتها مع “قطر”‎

أعلنت اليوم الإثنين كل من المملكة البحرينية والمملكة السعودية و دولة الإمارات العربية المتحدة، بالإضافة للجمهوربة المصرية، عن قطع جميع علاقاتهم الدبلوماسية مع قطر وإغلاق الموانئ وإيقاف جميع الرحلات الجوية والبحرية، بسبب ما أسموه دعم قطر للجماعات الإرهابية الموالية لإيران واحتضان جماعات متطرفة على رأسهم “داعش” و “القاعدة” و “الإخوان المسلمين” حسب ما جاء في البلاغات الرسمية.

 

ويتساءل الكثيرون عن الأسباب الرئيسية التي كانت دافعا وراء اتخاذ هذا القرار القوي الذي من شأنه عزل قطر بالمنطقة وإقصاءها سياسياً واقتصادياً، خصوصا أن موقعها الجغرافي يضعها في حدود مع كل من البحرين شمالا والإمارات يمينا بالإضافة للسعودية من خلفها ما يشكل اشكالا حقيقيا للدولة القطرية ولنشاطها الجوي والبري والبحري.
ومن بين الأسباب التي وردت في البيانات الصادرة للدول الأربع والتي لم تتختلف فيما بينها، أشارت إلى اتهام قطر بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول الصديقة مع احتضانها لجماعات إرهابية ودعم جماعات موالية لإيران بالإضافة لعدم التزامها بالاتفاقيات المبرمة بمجلس التعاون الخليجي وسعيها لتخريب أمن المنطقة حسب ما جاء في البلاغات الصادرة.

 

وحسب أحد المحللين السياسيين الذي تم استضافته من طرف قناة “سكاي نيوز”، أشار إلى أن دول الخليج وقطر كانت تعيش على وقع حرب باردة تحاك في الخفاء قبل أن تقوم قطر بتسريب معلومات استخباراتية سرية عن الجيش الإماراتي للحوثيين باليمن لتكون النقطة التي أفاضت الكأس ويتم الإعلان عن قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر.

 

يذكر أن حرب تسريبات معلومات سرية خاصة، كانت تعيشها قطر وتحالف “الإمارات-السعودية” أبرزها تسريب السفارة القطرية في واشنطن وثيقة سرية تتهم الامارت والسعودية بدعم شخصيات بارزة في تنظيم القاعدة المتطرف في اليمن وجزيرة العرب حسب ما نشرته جريدة “المساء برس” في 30 أبريل من هذه السنة.

 

بحسب الوثيقة وهي (رسالة من السفارة القطرية بواشنطن إلى وزير الخارجية القطري) فإن من بين هذه الشخصيات قياديان بارزان مواليان للرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي ويقاتلان إلى جانب قوات التحالف وهما حسن أبكر محافظ الجوف سابقاً وعبدالله فيصل الأهدل المدرجين ضمن قائمة العقوبات الأمريكية لارتباطهما بتنظيم القاعدة.

 

وجاء تسريب قطر لهذه الوثيقة في وقت سلطت فيه كبريات الصحف الدولية الضوء على الدور الذي تلعبه قطر في دعم الجماعات المتطرفة بشكل مباشر، حيث قامت قبلها الاستخبارات الإماراتية حسب جريدة “المساء برس” بالقيام بتسريب معلومات تتهم قطر بتمويل تنظيم القاعدة وداعش في اليمن بأكثر من 500 مليون دولار.

 

حيث كشفت المعلومات التي نشرتها مواقع إخبارية موالية للإمارات إن جمعية قطر حوّلت مبالغ مالية خلال العام الماضي بلغت 500 مليون دولار عبر شركة العمقي تحت غطاء مساعدات لمنظمات وجمعيات تابعة لحزب الإصلاح.

 

وكشفت المعلومات التي نسبتها المواقع لتقارير استخبارية دولية أن جمعية قطر التي تشرف عليها أمراء قطريون من أسرة “آل ثاني” وفرت العلاج ونقلت قرابة 500 جريح من الإرهابيين والمتطرفين الذين يقاتلون في اليمن ضد قوات الجيش التابعة لحكومة الإنقاذ، في مستشفيات قطر.
يشار أن معلومات استخباراتية ووثائق سرية تم تسريبها من كلا الجانبين كانت سبباً في وصول العلاقات الدبلوماسية للباب المسدود .