الدعوة الى الخروج يوم 6 أكتوبر بمصر هل ستتكرر الوضعية الى ما قبل 30 يونيو؟

 بعد الدعوة التي أطلقها “التحالف الوطني لدعم الشرعية” في مصر، والتي  طالب من خلالها عموم الشعب المصري بالخروج إلى التظاهر والاعتصام بميادين الجمهورية تنديدا بالانقلاب العسكري الذي حدث يوم 30 يونيو المنصرم، تعيش مصر حالة ترقب وتوتر وهي تنتظر ما سيسفر عنه هذا اليوم الذي قد يخبئ الكثير من الأحداث كما فعلت تواريخ أخرى كانت حاسمة،هذا التوتر المصحوب بالقلق سيتفاقم خاصة وأن دعوة أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي تزامنت مع الدعوة التي أطلقتها حركة تمرد، حيث أعلنت عن خروجها للتظاهر رغبة في الاحتفال بانتصارات الجيش المصري ليوم 6 أكتوبر، ومن جهة أخر لسد الطريق عن المظاهرات التي تحاول العودة إلى ما قبل 30 يونيو، على حد تعبيرها.

 وفي سياق ذلك تعكف القوى المناهضة للانقلاب العسكري على إطلاق حملات الحشد والتعبئة ليوم الاحتفال بما يسمى “نصر أكتوبر” للمطالبة بعودة الرئيس السابق محمد مرسي الذي جاء للحكم عبر صناديق الاقتراع، قبل الإطاحة به، ومعظم هذه التنظيمات تنتمي لحركات سياسية ذات مرجعية إسلامية.

مجدي حسين أحد قيادات “التحالف الوطني لدعم الشرعية” وأمين عام حزب العمل الإسلامي طالب عبر صفحته على “الفايسبوك ” وعبر جريدة حزبه “الشعب” التي خصصت حيزا مهما لدعوة التحالف، -طالب-  بانضمام الجنود المصريين إلى مواقع الاعتصام وبدون سلاح، وأضاف مجدي حسين أن التحالف مصر على دخول ميدان التحرير الذي اعتبره المتحدث ” رمز لنا ولن نسمح بأن يتحول إلى منطقة عسكرية محظورة، وسيكون معنا الورود والهدايا الرمزية للجنود والضباط”.

  هذه التصريحات وغيرها على لسان القيادات الإخوانية خلقت حالة من الطوارئ عند المعسكر المقابل ترجمه تضارب وتناقض تصريحات بعض المسؤولين الحكوميين. ردود الأفعال المتباينة لم تبق حبيسة المستوى الرسمي بل إن حركة تمرد المصرية بدورها ستدخل على خط المواجهة، حيث ستعلن يوم الأربعاء الماضي وعلى لسان المتحدث الرسمي للحركة الدعوة للخروج والتظاهر في نفس اليوم وفي نفس المكان أي ميدان التحرير، وهو ما سيحتم على ” التحالف الوطني لدعم الشرعية” دعوة مناصريه للخروج ابتداء من يوم الجمعة عبر بيان أصدره هذا اليوم، خطوة اعتبرها البعض جاءت لتتجنب الاصطدام مع الحركة المذكورة، واعتبرها البعض الأخر خطوة تكتيكية بامتياز لحشد الأنصار في وقت مبكر.

  يوم 6 أكتوبر تعتمد عليه جماعة الإخوان المسلمين والحركات ذات نفس المرجعية التي تنتمي إليها جماعة حسن البنا ومن يدور في فلكهم، بشكل كبير لخلق حدث يجذب الرأي العام المحلي والدولي، ولوقف الخطوات السريعة التي تقوم بها السلطات الحاكمة في مصر، خاصة وأن خريطة الطريق التي أقرها المجلس العسكري بدأت تفعل في الآونة الأخيرة.

  إذا كان الصراع الإعلامي والفني لم يحسم المعركة بين من يوصف ب “أنصار الشرعية” والمؤيدين لخارطة الطريق الجديدة، فإن لغة الحشود و التظاهرات ممكن أن تعيد ترتيب المشهد السياسي المصري من جديد.