تفاصيل.. أول اتصال هاتفي بين الملك سلمان والرئيس أردوغان بسبب قضية خاشقجي، فما الذي دار بينهما

أجرى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود اتصالاً هاتفياً بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأحد 14 أكتوبر 2018.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس» أن العاهل السعودي أعرب عن «شكره لفخامته على ترحيبه بمقترح المملكة بتشكيل فريق عمل مشترك لبحث موضوع اختفاء جمال خاشقجي». وأكد العاهل السعودي الملك سلمان «حرص المملكة على علاقاتها بشقيقتها تركيا بقدر حرص جمهورية تركيا الشقيقة على ذلك وأنه لن ينال أحد من صلابة هذه العلاقة».

ومن جانبه، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السعودية، » تثمينه للعلاقات الأخوية التاريخية المتميزة والوثيقة القائمة بين البلدين والشعبين الشقيقين وحرصه على تعزيزها وتطويرها».

من جهتها أعلنت الرئاسة التركية أنّ الرئيس رجب طيّب أردوغان بحث الأحد خلال اتّصال هاتفي مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز قضية الصحافي السعودي جمال خاشقجي الذي فُقد أثره بعد دخوله قنصلية بلاده في إسطنبول. وقال مصدر في الرئاسة التركيّة، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية، إنّ الرئيس التركي والملك السعودي بحثا في «مسألة جلاء ملابسات قضية اختفاء جمال خاشقجي» وأكّدا أيضاً على «أهمّية إنشاء مجموعة عمل مشتركة في إطار التحقيق».
مجموعة عمل مشتركة لبحث اختفاء جمال خاشقجي
ويوم الخميس 11 أكتوبر قال متحدث باسم الرئاسة التركية إنه تقرر تشكيل مجموعة عمل مشتركة بين أنقرة والرياض؛ للتحقيق في قضية اختفاء جمال خاشقجي المختفي منذ دخله قنصلية بلاده في إسطنبول بالثاني من أكتوبر/تشرين الأول 2018. وذكرت وكالة «الأناضول»، نقلاً عن متحدث الرئاسة التركية إبراهيم كالن، أن «هذا القرار جاء بناء على عرض من السعودية».

وكانت صحيفة The New York Times الأميركية، قد أشارت الأربعاء 10 أكتوبر 2018، إلى أنه بعد أيامٍ من انقطاع التواصل، أجرى المسؤولون السعوديون أول اتصالٍ لهم مع نظرائهم الأتراك؛ للتحدث بسريةٍ حول إيجاد تسوية لقضية اختفاء جمال خاشقجي. وأضافت الصحيفة الأميركية أن السعوديين أعربوا لواشنطن عن ثقتهم بقدرتهم على تسوية القضية، وفقاً لما أورده مسؤولون أتراك وأميركيون مطَّلعون على المحادثات. من جهتهم، أوضح المسؤولون الأتراك أنهم يرغبون أيضاً في تجنُّب مواجهةٍ مع المملكة العربية السعودية، التي تُعتبر إحدى القوى الإقليمية الكبرى، وفق تعبير الصحيفة الأميركية.
ووفد «رفيع المستوى» مبعوث من العاهل السعودي الملك سلمان
وذكرت تقارير إعلامية الخميس الماضي أن وفداً سعودياً رفيع المستوى وصل إلى العاصمة التركية أنقرة؛ لاحتواء قضية اختفاء جمال خاشقجي منذ دخوله القنصلية السعودية في إسطنبول يوم 2 أكتوبر 2018، بغرض الحصول على وثيقة إدارية. وذكر موقع «عربي21″، الخميس 11 أكتوبر 2018، نقلاً عن مصادر وصفها بـ«المطلعة»، أن وفوداً سعودية رفيعة المستوى وصلت إلى تركيا، وأوضح أن على رأس الوفد القادم إلى أنقرة، الأمير خالد الفيصل مستشار العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وأمير مكة المكرمة ورئيس لجنة الحج المركزية. وأوضح أن «التحرك يأتي من طرف الأجهزة التقليدية في المملكة لحل الأزمة».
هل توافق أنقرة على سيناريو موت جمال خاشقجي؟
من جهة أخرى، ذكرت صحيفة The Telegraph البريطانية أن السعودية ستحاول إقناع المسؤولين الأتراك بالموافقة على إصدار بيان مشترك، «يُفسر موت جمال خاشقجي بطريقة تسبب ضرراً بسيطاً لولي العهد الأمير محمد بن سلمان». وأوضحت الصحيفة أن أحد احتمالات هذا التفسير هو القول إنَّ خاشقجي توفي بنوبة قلبية داخل القنصلية، فأخفى موظفو القنصلية المذعورون جثته.

ولم تتضح بعد مدى إمكانية موافقة تركيا على سرد روايةٍ كهذه من أجل تبرير اختفاء جمال خاشقجي ، نظراً إلى أنَّ بعض المسؤولين الأتراك سربوا ادِّعاءات مدوية للصحافة عن أفراد استخبارات وجنود سعوديين يزعم أنهم قتلوا خاشقجي.

عن موقع : فاس نيوز ميديا