قصة «أصغر أم في العالم»: أنجبت في عمر الخامسة

في سن الخامسة لا يشغل بال الأطفال سوى اللعب واللهو وأكل الحلوى، ولكن الطفلة لينا مدينا كانت في عمر الخامسة تحمل في أحشائها جنينًا، فقد كانت مفاجأة من العيار الثقيل عندما اكتشف الأطباء أنها حامل في شهرها السابع.

 

فقبل أن يكتشف الأطباء حقيقة الأمر، كان بطن الطفلة لينا يكبر يومًا بعد يوم، فعرضاها والداها على الطبيب لمعرفة السبب وراء ذلك الأمر الغريب، واعتقد الأطباء حينها أن الطفلة تعاني من ورم متضخم، ولم يعتقدوا أن هناك احتمالًا آخر وراء ذلك البطن المتضخم، حسب ما ذكر موقع «صن» البريطاني.

 

وبعد إجراء الفحوصات والتحاليل اللازمة للطفلة لينا، لتحديد السبب بدقة، فوجئ الأطباء بأن الطفلة حامل في شهرها السابع، فكان الأمر بمثابة الصدمة للجميع، ولكن بعد مرور أسابيع وضعت الطفلة مولودها، ليصبح الأمر عصيًّا على الفهم والاستيعاب، لتصبح لينا أصغر أم في العالم حتى الآن.

وولدت لينا في عام 1933 لأسرة فقيرة، تعيش في قرية صغيرة بجبال الإنديز في بيرو بأمريكا الجنوبية، وعندما كانت الطفلة تبلغ 5 سنوات، لاحظت الأم أن بطن طفلتها متضخم وكبير بشكل غريب، كما كانت الطفلة تشتكي من آلام في المعدة، لتكتشف أمر حملها بعد ذلك.

وفي 14 مايو 1939، أجرت الطفلة عملية ولادة قيصرية في أحد المستشفيات ووضعت طفلها، الذي كان في صحة جيدة ويزن حوالي 3 كجم، وهو وزن مثالي، وسُمي الطفل باسم «جيراردو» تكريمًا للطبيب، الذي أجرى عملية الولادة للأم.

وكان الأمر غامضًا بالنسبة للأطباء، الذين رأوا أن حمل وإنجاب طفلة تبلغ 5 سنوات فقط هو بمثابة معجزة، ولكن اكتشف الأطباء بعد ذلك أن العضو التناسلي لدى الطفلة في حالة نضوج، رغم سنها الصغيرة، وأنها تعاني من بلوغ مبكر، وهو أمر نادر الحدوث.

 

ويُعتقد أن والد الطفلة هو الذي اعتدى عليها جنسيًا وتسبّب في حملها، فقد اعتقلته السلطات البيروفية لاتهامه في ارتكاب تلك الجريمة، ولكن أطلقت الشرطة سراحه بعد ذلك لعدم وجود دليل على ذلك، وحتى ذلك اليوم يظل الأمر غامضًا، فلم يتم الكشف عن هوية الوالد الحقيقي للطفل، ولم يثبت تورط الأب.

وبالنسبة للطفل، فقد ظل يعتقد أن لينا هي شقيقته الكبرى، وليست أمه التي أنجبته، فالفرق بينهما كان 5 سنوات فقط، ولكن عندما بلغ 10 سنوات، أخبرته لينا، التي كانت تبلغ 15 عامًا آنذاك، بحقيقة الأمر، وأنها أمه التي أنجبته عندما كانت تبلغ 5 سنوات.

وظلت صحة الابن في حالة جيدة، ولكنه توفي في عام 1979 عندما كان يبلغ من العمر 40 عامًا، بسبب إصابته بمرض في العظام، ولم تتزوج لينا إلا في فترة السبعينيات من شخص يُدعى «راؤول»، الذي أنجبت منه طفلها الثاني وهي في الثلاثينات من عمرها.

ولينا ما زالت على قيد الحياة، وهي تبلغ الآن 85 عامًا، ولكنها لا تتحدث إطلاقًا عن أمر حملها وإنجابها المبكر، فيما يعتقد البعض أن تلك الحالة ليست حقيقية، ولكن مازالت الأشعة والفحوصات الخاصة بها موجودة كدليل على ما حدث، لتظل أصغر أم شهدها العالم حتى الآن.