“من هو شريف شيكات؟” الشرطة الفرنسية تواصل البحث عن المشتبه بتنفيذه هجوم ستراسبورغ

تتواصل عملية مطاردة المشتبه بتنفيذه هجوم ستراسبورغ شرق فرنسا، الذي أوقع ثلاثة قتلى و12 جريحا. وتم تعزيز الإجراءات الأمنية على الحدود مع سويسرا وألمانيا تحسبا لهروب المشتبه به إليهما.

تواصل الشرطة عملية مطاردة الفرنسي شريف شيكات، المنفذ المفترض لهجوم دامٍ على سوق لعيد الميلاد في ستراسبورغ شرق فرنسا.

وكانت الشرطة الفرنسية قد دعت مساء الأربعاء كل من لديه معلومات لإبلاغها عن شريف شيكات صاحب السوابق المعروف لدى السلطات الذي أطلق النار الثلاثاء على السوق موقعا ثلاثة قتلى و12 جريحا.

وجاء في بلاغ الشرطة “انتباه. شخص خطر. لا تتدخلوا بأنفسكم”. ووصفت الشخص المطارد بأنه رجل يبلغ طوله متر و80 سنتم “بشرته داكنة” و”بنيته عادية” مع “علامة على الجبهة”. مضيفة أنه على كل شخص يملك “معلومات تتيح تحديد مكانه” الاتصال برقم 197 المخصص للغرض.

قلق وحزنيذكر أنسوق عيد الميلاد في ستراسبورغ يجتذب سنويا مليوني سائح. وتم إغلاقه الأربعاء وبقي مغلقا الخميس. واعتبر محافظ المنطقة أنه مع استمرار فرار شريف شيكات تظل الظروف الأمنية غير مواتية لإعادة فتح السوق.

وذكر مسؤول منطقة الشرق الكبرى جان لوك ماركس أنه بعد التشاور مع رئيس البلدية والسلطة المحلية تقرر “استمرار غلق سوق الميلاد الخميس”.

وفي أجواء القلق، خلت شوارع ستراسبورغ الأربعاء من المارة. وحاول ماركس طمأنة السكان مؤكدا أن المدينة تخضع لمراقبة مشددة من أجهزة الأمن. وأشار إلى أنه “لم يلحظ خللا في الإجراءات” الأمنية حول سوق الميلاد في يوم الاعتداء.

“أنا ستراسبورغ”

في المقابل ستفتح الفضاءات الثقافية والرياضية في المدينة أبوابها الخميس. كما سينظم قداس في كنيسة المدينة في الساعة 18:00.

وفي ساحة كليبر بوسط المدينة بدأ مارة التعبير عن تعاطفهم مع الضحايا من خلال عبارة “أنا ستراسبورغ” ووضع الشموع والزهور.

من هو شريف شيكات؟

والمشتبه به يدعى شريف شيكات (29 عاما)، وهو فرنسي من مواليد ستراسبورغ ومدرج على لوائح جهاز أمن دولة بسبب تطرفه الإسلامي. وهو صاحب سوابق كثيرة جدا وأدين في القضاء 27 مرة على الأقل.

يشتبه في أنه أطلق النار مساء الثلاثاء في شوارع تجارية بوسط مدينة ستراسبورغ التاريخي على بعد أمتار من شجرة الميلاد الشهيرة بالسوق.

وبعد ذلك تبادل منفذ الهجوم الذي كان مسلحا بمسدس وسكين إطلاق النار مع قوات الأمن التي أصابته بجروح في الذراع.

وفي ملابسات لا تزال غامضة، تمكن شيكات من الصعود إلى سيارة أجرة توجه بها إلى حي قريب حيث وقع تبادل آخر لإطلاق النار مع الشرطة قبل أن يفر الجاني.

وتم نشر 720 شرطيا لمطاردة المهاجم الفار. وذكر شهود أنهم سمعوه يردد التكبير وتم تكليف قسم مكافحة الإرهاب في نيابة باريس بالقضية.

دعوة إلى عدم التظاهر السبت

ونظرا للتعبئة الكبيرة لقوات الشرطة في الأسابيع الأخيرة ولاعتداء ستراسبورغ الثلاثاء، دعا الناطق باسم الحكومة الفرنسية الخميس محتجي “السترات الصفراء” إلى الامتناع عن التظاهر السبت.

وصرح الناطق باسم الحكومة بنجامين غريفو لـ”سينيوز” متوجها إلى المحتجين إنه بعدما تمكن متظاهرو “السترات الصفراء” من “التعبير عن غضبهم” الذي “سمعته” الحكومة، “ما نطلبه منكم بمسؤولية هو التعقل السبت وعدم الذهاب للتظاهر”.

وأردف “في هذه المرحلة، لم نقرر حظر التظاهرات التي تجري السبت” في جميع أنحاء فرنسا، لكن “ليس من الحكمة التظاهر”.

وذهب مسؤولون آخرون وشخصيات مهمة في الحكومة إلى حد المطالبة بوقف التحرك. وقال رئيس الجمعية الوطنية ريشار فيران إنه “يعتقد فعلا أن الحركة يجب أن تتوقف الآن للانتقال إلى بناء نموذج فرنسي جديد”.

أما وزير الانتقال البيئي فرانسوا دو روجي فقد عبر عن أمله في وقف التظاهرات. وقال “حان الوقت لوقف هذه التظاهرات، التجمعات اليومية عند المستديرات وخصوصا السبت في باريس والمدن الأخرى في فرنسا. هناك جانب من المسؤولية” بعد خطاب ماكرون واعتداء ستراسبورغ.

طوارئ في ألمانيا وسويسرا

وأعلنت الشرطة أنه في سجل المهاجم 67 سابقة قضائية منها 27 إدانة في فرنسا وألمانيا وسويسرا في قضايا حق عام.

وكان وكيل الجمهورية في باريس ريمي هيتز قد أشار إلى أنه “سجن مرات عدة وكان معروفا لدى مصالح السجون بتطرفه وغرابة السلوك في 2015”. مضيفا أن المهاجم كان مدرجا في سجل الإبلاغ للوقاية من التطرف ذي الطابع الإرهابي وكان “موضع متابعة من الإدارة العامة للأمن الخارجي”.

وكان يفترض أن يتم توقيفه صباح الثلاثاء في إطار تحقيق في قضية حق عام، لكنه أفلت من عملية التوقيف.

وبعد 36 ساعة من الهجوم ليس من المؤكد أن شريف شيكات لا يزال في فرنسا. واعتقد المحققون لفترة أنه ربما يكون قد عبر الحدود ولجأ إلى كيل (ألمانيا) على الضفة الأخرى من نهر الراين، لكن الشرطة الفرنسية والألمانية لم تجدا أثرا صباح الأربعاء في تلك النواحي.

وقال المحافظ ماركس إن السلطات الفرنسية “تعمل طبعا بشكل وثيق مع السلطات الألمانية”.

كما تم تعزيز الإجراءات الأمنية على الحدود مع سويسرا التي تقع على بعد 130 كلم إلى الجنوب من ستراسبورغ.

يذكر أن منفذ الاعتداء في سوق ميلاد ببرلين في كانون الأول/ديسمبر 2016 الذي أوقع 12 قتيلا و49 جريحا، قتل بعد ذلك بأيام في شمال إيطاليا.

عن موقع : فاس نيوز ميديا