يشبهان بعضهما في كل شيء إلا بعض الكلمات.. الكوريتان يطلقان قاموساً لغوياً موحداً.. تخيل ماذا يطلق الجنوب على ضربة الجزاء؟

كانتا دولة واحدة ولغة واحدة وأيضاً تاريخاً واحداً، ثم طغت الحرب العالمية الثانية عليهما حتى تفرّقاً وصار كل شيء مختلفاً بينهما حتى اللغة. الحديث هنا عن الكوريتين الشمالية والجنوبية. وبسبب هذا الخلاف، خاصة في اللغة، قرَّرت الدولتان توحيد قاموس الكلمات، لاسيما بعد التقارب الذي حدث في الآونة الأخيرة، من أجل عودة الاندماج بين الكوريتين، بحسب صحيفة The Guardian البريطانية. ومن بين المترادفات على سبيل المثال، في عالم المواعدة في كوريا الشمالية، قد يطلب الفرد من الشخص المعجب به أن يذهب معه في «نزهة على الأقدام»، أما في كوريا الجنوبية فسيخرج الشريكان في «موعد». وقد تنتهي السهرة في كوريا الجنوبية بتناول الثنائي وجبة على طريقة «الإسكيمو»، بينما قد ينهي نفس الثنائي السهرة في كوريا الشمالية بتناول وجبة خفيفة، تتمثل في «الآيس كريم».
70 عاماً كانت كفيلة بذلك
على الرغم من أن كوريا الشمالية والجنوبية، تقنياً، تتحدثان اللغة نفسها، فإن أكثر من 70 سنة من الانقسام بينهما أدت إلى ظهور مجموعة من الاختلافات في المفردات، خاصة مع الكلمات التي دخلت إلى اللغة بعد سنة 1945، بحسب الصحيفة البريطانية. وسط التقارب بين الكوريتين عقب انعقاد ثلاث قمم هذه السنة بين قادة الدولتين، يعمل المسؤولون الكوريون الجنوبيون على إعادة تكريس جهود مشتركة لإنشاء قاموس موحد وسد الفجوة اللغوية. وجاء الاقتراح الأخير من قبل رئيس الوزراء الكوري الجنوبي، لي ناك يون، وذلك في ذكرى مرور 572 سنة منذ إنشاء الأبجدية الكورية، أو الهانغول، التي تستخدم في الشمال والجنوب على حد سواء، على الرغم من اختلافهما في التسمية، حيث يطلق عليها اسم «تشوسونغول» في الشمال. أفاد لي ناك يون، مشيراً إلى الحاكم الذي أنشأ هذه اللغة سنة 1446، قائلاً: «لقد كنا أمة واحدة عندما اخترع الملك سيجونغ هانغول هذه اللغة، لكن الحرب الباردة قسمت القبيلة الكورية وأرضها إلى قسمين. إن 70 عاماً من الانقسام غيّرت معنى واستخدام الكلمات الكورية في الجنوب والشمال».
توحيد اللغة بات أمراً هاماً
بعد انقسام شبه الجزيرة الكورية، تبنّى الجنوب العديد من الكلمات الجديدة من الإنكليزية، بينما سعى المسؤولون الكوريون الشماليون لاستخدام المصطلحات الكورية فقط. في كوريا الشمالية، إذا تمت عرقلة لاعب كرة قدم داخل منطقة الجزاء فسيتم السماح له بالقيام بركلة «على بعد 11 متراً»، بينما في الجنوب يعرف ذلك ببساطة بأنها «ضربة جزاء». اقترح الرئيس السابق روه مو-هيون، الذي دعم سياسة الارتباط مع الشمال، أولاً إنشاء «قاموس كبير للغة القومية» سنة 2005. وكان من المتوقع أن يحتوي على حوالي 330 ألف كلمة. وقد عقد الاجتماع الأخير للانطلاق في تنفيذ المشروع سنة 2015، قبل أن يتم تعليقه رسمياً سنة 2016، وسط تدهور العلاقات بين الجارتين. تنشر وزارة التوحيد في كوريا الجنوبية أحياناً قوائم تهدف إلى تثقيف مواطنيها حول الاختلافات. غالباً ما يواجه الوافدون الجدد من كوريا الشمالية مشكلة، في البداية، في فهم الأشخاص من الجنوب، بسبب العدد الضخم من الكلمات المستعارة من الإنكليزية. وعلى الرغم من ذلك، يمكن للأشخاص من كلا جانبي الحدود عادةً أن يفهموا بعضهم البعض دون تعليمات مسبقة. يوجد أيضاً اختلاف في النطق وتهجئة الكلمات. ومن بين الأمثلة على ذلك، تبدأ كلمة «البوصلة» في الشمال بحرف «L»، وفي الجنوب بحرف «N». كما تتضمن الكتابة الكورية في الشمال تباعداً أقل بين الكلمات على خلاف الجنوب، إضافة إلى تنوع اللهجات بشكل كبير.

عن موقع: فاس نيوز ميديا