alt

 

قاعة الاستقبال مكتظة في مركز المساعدة. منذ الاول من يونيو تم الغاء تعويض نقص القوة الشرائية والبالغ 33 يورو للاشخاص المقيمين خارج هولندا ولا يدفعون الضرائب.

المهاجرون المغاربة العائدون: هولندا لا تلتزم بتعهداته

التخفيض الذي لحق بالمعاش التقاعدي يؤجج الاجواء. الرجال يحركون ايديهم كما يفعل المرء في المغرب عادة من اجل التأكيد على كلامه. ” كل شهر هناك قوانين جديدة في هولندا” يستنتج رجل ذو لحية ويضع النظارات ويضيف “انها البلد الاوروبي الوحيد الذي يقلص من حقوق المهاجرين العائدين”.

 

الحفاظ على الحقوق

يتدخل جاره ليضيف “بسبب قضايا اقتصادية وثقافية واجتماعية رغبت الحكومة الهولندية بعودة العمال المغاربة الى المغرب، بعد ان امضوا حياتهم بالعمل فيها. قيل لهم انهم سوف ينالون نفس الحقوق التي يحصلون عليها في هولندا. في البدء لم يرغب احد بالعودة، لكن في نهاية المطاف عاد الكثير منهم الى المغرب.

في البداية عاشوا بشكل جيد، لكن منذ التسعينات تغير الامر. عندها اصدرت قوانين جديدة للمرة الاولى”. أومأ الجميع بالموافقة على ما يقول: “إن رئيسي الوزراء السابقين لوبرز ودن اويل اشخاص جيدين، لكن هولندا هي التي تغيرت”. في تذكير بحكومات هولندا بين منتصف البعينات وحتى منتصف التسعيتنات. ويعتقد المغاربة العائدون إلى بلادهم الاصلية ان الحكومة الهولندية لا تهتم بأمرهم.

انتقاداتهم ليست موجهة الى المبلغ الذي اقتطع من المعاش او مقداره، لكنهم غاضبون من واقع ان هولندا لا تلتزم بتعهداتها. بعد اصدار قانون العودة الى الوطن الام في عام 2000 قيل للعائدين ان حقوقهم ستبقى ذاتها كما هو الحال في هولندا ولن تتغير بعد عودتهم الى المغرب.

وفقا لكثير من المتقاعدين المغاربة انه من العسير الحصول على تأشيرة دخول إلى هولندا. ولذلك فمن الصعب زيارة الاولاد والأصدقاء. وعلاوة على ذلك ، يتم قضم حقوقهم المالية تدريجيا.

قليل من المال من هولندا

الغاء 33 يورو من المعاش التقاعدي للمقيمين في الخارج، تعد خسارة كبيرة. خصوصا إذا كنت قد عملت لوقت قصير فقط في هولندا وتتقاضى معاشا تقاعديا منخفضا.

عمل السيد بشيري في الستينات في المناجم في برونسوم في جنوب ليمبورخ، ويتقاضى تقاعداً شهريا يقل عن 100 يورو. لن يبقى له تقريبا اي شيء بعد اقتطاع مبلغ 33 يورو “اذا عادت الحكومة الهولندية عن قرارها هذا تكون قد ساعدتني كثيرا بذلك. لن اثير ضجة حول هذا الامر ولكن اذا كان هناك من امكانية للعودة عنه، فسيكون ذلك رائعا”. الآخرون الذين يتقاضون معاشا تقاعديا من الدولة بالكامل، يتقاضون غالبا تعويضات نهاية الخدمة من الشركات حيث عملوا سابقا، لذلك لا يؤثر عليهم كثيرا مبلغ 33 يورو المقتطع. لكن يجدون ان هذا التدبير مجحف. يقول السيد عراب: “القانون يجب ان يكون هو نفسه على الجميع اليس كذلك؟ يعتقدون في هولندا ان المعيشة في المغرب ارخص. في السابق كانت هكذا ولكن اليوم تغيرت الاحوال. ارتفعت اسعار ايجارات المنازل والاقساط المدرسية وكذلك اسعار السلع الاستهلاكية كثيرا خلال السنوات الماضية. كما ان تكاليف الطبابة عن الاولاد في المغرب يدفعها الاهل، وهي في الغالب مرتفعة.

بين ضفتين

يستمع الاربعيني محمد عتماني الى ما يقال حول هذا الموضوع. يمضي اجازته الصيفية في المغرب مع الاهل ويراوده الشك حول امكانية العودة في المستقبل للاستقرار في هذا البلد. ويقول “بعد سماعي هذا كله، لا اعتقد انني ساعود. العودة خطوة كبيرة ومهمة وخاصة اذا كان عليك التخلي عن الضمانات المالية. ان المناخ الثقافي في هولندا حاليا يحفز على التفكير بالعودة، ولكن الحياة في المغرب ليست مثالية ايضا. انا اقف بين ضفتين.”

*بالاتفاق مع إذاعة هولندا العالمية