حكومة ليبية خلال عشرة أيام


قال رئيس المكتب التنفيذي في المجلس الوطني الانتقالي الليبي محمود جبريل أمس الثلاثاء إنه سيتم تشكيل حكومة جديدة للبلاد خلال الأيام العشرة القادمة. وفي الوقت الذي دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى إجراء "انتخابات حرة وعادلة"، اعترف الاتحاد الأفريقي بالمجلس الوطني الانتقالي كممثل للشعب الليبي.

وخلال مداخلة أمام وزراء خارجية مجموعة الدول الثماني في نيويورك -على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة- قال محمود جبريل الرجل الثاني في المجلس الوطني الانتقالي الليبي "لا يقلقني الوقت من أجل الوصول إلى توافق وطني".

وتحدث جبريل عن اتفاق بشأن "عدد كبير من الحقائب الوزارية". وأوضح أيضا أن نساء وشبانا سيكونون في منصب نائب وزير.
دعوة أميركية
وفي نيويورك دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى إجراء "انتخابات حرة وعادلة" في ليبيا من دون تحديد مهلة زمنية.

ووعد أوباما بمواصلة عمليات الحلف الأطلسي "طالما ظل الليبيون مهددين". كما أقر بأن الفترة الانتقالية ستكون شاقة وقال "بعد عقود من حكم متسلط لرجل واحد سيستغرق بناء المؤسسات الضرورية لليبيا ديمقراطية وقتا".

وقال أوباما -في كلمته أمام اجتماع "أصدقاء ليبيا" على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة- إن "الليبيين يكتبون اليوم فصلا جديدا من حياة أمتهم. وبعد أربعة عقود من الظلم بات بإمكانهم أن يجولوا في الطرقات بعد أن تحرروا من الطاغية".

كما أعلن أوباما أن السفارة الأميركية ستفتح أبوابها مجددا هذا الأسبوع في طرابلس.

بدوره، أكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن الشركاء في قوات التحالف سيظلون في ليبيا "للقيام بالعمل ما دام الثوار الليبيون يحتاجون إلى ذلك".

وخاطب الليبيين "تحلوا بشجاعة الصفح"، مؤكدا أنه عندما "توقفون المعارك" فإن "القذافي سيحاكم".
القذافي بليبيا
من ناحية أخرى أبلغ رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس الثلاثاء أن العقيد الليبي الفار معمر القذافي لا يزال في ليبيا. وصرح مدير التخطيط الإستراتيجي في مجلس الأمن القومي ديريك شوليت بأن عبد الجليل قال إنه "يعتقد أن القذافي لا يزال في ليبيا" وذلك بعد اجتماع بين أوباما وعبد الجليل.

ويُعتقد أن القذافي -الذي صدرت بحقه مذكرة توقيف من قبل المحكمة الجنائية الدولية- يختبئ في ليبيا رغم أن أفرادا من عائلته فروا إلى الجزائر والنيجر بعد أن سيطر الثوار على مدينة طرابلس في 23 أغسطس/آب.
ويُعتقد أن القذافي -الذي صدرت بحقه مذكرة توقيف من قبل المحكمة الجنائية الدولية- يختبئ في ليبيا رغم أن أفرادا من عائلته فروا إلى الجزائر والنيجر بعد أن سيطر الثوار على مدينة طرابلس في 23 أغسطس/آب.

وأوضح شوليت أن المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا يعتبر أن اعتقال القذافي يشكل "جزءا من العملية التي ستتيح البدء فعلا بمرحلة انتقالية سياسية حقيقية".

وفي رسالة صوتية بثت في وقت سابق الثلاثاء وصف القذافي الأحداث الجارية في ليبيا بأنها "مهزلة" داعيا إلى "عدم تصديق" الإطاحة بالنظام.

وأضاف "لا تفرحوا ولا تصدقوا أن هناك نظاما أطيح به أو أن هناك نظاما فرض على الشعب الليبي بالقصف الجوي والبحري".

من جانبه قال رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل إن شعب بلاده لا يزال يواجه تحديات كبيرة وصعوبات في إطلاق المرحلة التنموية لوجود موالين للعقيد معمر القذافي، مؤكدا على السعي لبناء دولة مدنية ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان.

وقال عبد الجليل -في الاجتماع الرفيع المستوى بشأن ليبيا الذي عقد في الأمم المتحدة أمس الثلاثاء- إن شعب ليبيا قطع شوطا كبيرا على مسار تحرير كافة أراضيه ولكنه ما زال يواجه تحديات كبيرة على المدى القريب والبعيد بسبب وجود موالين للقذافي وصعوبات إطلاق المرحلة التنموية.

وأضاف "نحن نؤمن بأن انتصارنا الحقيقي ونجاح ثورتنا لن يكون بالقبض على بعض المسؤولين من النظام السابق ومعاقبتهم ولن يتحقق من خلال عملية القصاص والانتقام بل من خلال تحقيق المبادئ والقيم التي يقوم عليها ديننا الإسلامي والتي قامت عليها هذه الثورة وهي قيم العدالة والحق والمساواة والحرية والتسامح".
اعترافات أفريقية
من ناحية أخرى أعلن الاتحاد الأفريقي أمس الثلاثاء اعترافه أخيرا بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي.

وفي بيان أصدرته دوائر الرئيس الجنوب أفريقي إن رئيس غينيا الاستوائية تيودورو أوبيانغ نغيوما -الذي يتولى رئاسة الاتحاد الأفريقي- "يعلن أن الاتحاد الأفريقي يعترف بالمجلس الوطني الانتقالي ممثلا للشعب الليبي في حين تشكل حكومة انتقالية شاملة لجميع الأطراف والتي ستشغل مقعد ليبيا في الاتحاد الأفريقي".

وقد رفض الاتحاد الأفريقي طويلا الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي بعدما حاول القيام بوساطة بين الثوار وحكم العقيد القذافي، لكن مساعيه باءت بالفشل.

كما اعترفت جنوب أفريقيا أيضا بالقيادة الليبية الجديدة في طرابلس وأعلنت استعدادها للعمل مع المجتمع الدولي لإرساء الاستقرار في ليبيا، وذلك في بيان لوزارة الخارجية.

وأبدت جنوب أفريقيا استعدادها لدعم "كل الجهود لإرساء استقرار الوضع وتعزيز الديمقراطية وإعادة الإعمار" في ليبيا.