الشرطة اللندنية تزيل مخيم حركة “احتلوا لندن” وتعتقل 20 شخصا

اعتقلت الشرطة اللندنية ليلة يوم 28 فبراير/شباط 20 شخصا خلال مساندتها للمحضرين في تنفيذ قرار المحكمة لندن العليا ازالة مخيم "احتلوا لندن" المقام بالقرب من كاتدرائية القديس بولس، منذ شهر اكتوبر/تشرين الاول من السنة المنصرمة احتجاجا على سياسة المصارف والشركات الكبرى.

واشار مصدر في اسكوتلاند يارد الى أن العملية تمت بصورة سلمية عموما، حيث تم افشال كافة المحاولات الرامية الى اشعال النزاع. ولقد تمكن المحضرون ورجال الشرطة من القضاء على مقاومة بعض افراد المخيم، من خلال عرقلتهم تنفيذ قرار المحكمة. وقبل ايام اقيمت حول المخيم حواجز من صناديق والواح خشبية. وعندما بدأ المحضرون بازالة هذه الحواجز، صعدت مجموعة من المحتجين الى اعلى منصة في المخيم ورفعت الاعلام واهانت رجال الشرطة والمحضرين بكلمات نابية. ومع ذلك تم تنفيذ قرار المحكمة وازيل المخيم.

وكانت محكمة لندن العليا قد اصدرت قرارها بإزالة المخيم الذي كان يقيم فيه اكثر من 100 شخص، في شهر يناير/كانون الثاني من السنة الحالية. وباءت محاولات المحتجين في الطعن بهذا القرار بالفشل، كان اخرها رفض محكمة استئناف انكلترا وويلز يوم 22 فبراير/شباط النظر في طلبهم. لقد رفض القسم الاكبر من المحتجين مغادرة المعسكر، وفي يوم الاثنين كان بالقرب من رائعة كريستوفر رين حوالي 60 خيمة منصوبة والمطبخ المتنقل مستمرا في عمله. ولكن تنفيذا لقرار المحكمة تم بمساعدة رجال الشرطة ازالة هذا المخيم.

وجاء في بيان اصدرته شركة لندن سيتي المسؤولة عن ادارة الجزء التاريخي ومركز الاعمال بلندن "اننا ناسف لما وصلت اليه الامور. ولكن قرار المحكمة يعكس كل شيء". كما يشير بيان الشركة الى أن بعض المشاركين في الاحتجاجات، الذين اكدوا على أن المخيم كان المكان الوحيد لاقامتهم وليس لديهم مكان آخر للسكن، سوف تقدم لهم المنظمات الخيرية  كامل المساعدات اللازمة.

وكانت حركة "احتلوا لندن" الاحتجاجية قد بدأت نشاطها بالقرب من كاتدرائية القديس بولس في 15 اكتوبر/تشرين الاول عام 2011 . وهذا النشاط يعتبر جزء من الحركة العالمية المناهضة للرأسمالية، التي بدات في مدينة نيويورك تحت شعار "احتلوا وول ستريت". ويحتج المشاركون في هذه الفعاليات على عمل المصارف والشركات المالية  الكبرى. وحسب رأيهم إن اصحاب المصارف والممولين اطالوا الازمة الاقتصادية العالمية، التي تطلب من الحكومات صرف مليارات الدولارات من التي يتحملها دافعو الضرائب.

وكان المخيم المقام بالقرب من كاتدرائية القديس بولس، اشهر مخيم للمحتجين في بريطانيا، على الرغم من انهم خلال الاشهر الاخيرة نفذوا فعاليات كبيرة منها احتلال مبنى محكمة ومصرف في وسط لندن، كما تجولوا في شوارع لندن بإحدى المصفحات العسكرية المشطوبة من الخدمة. إن مايثير قلق المسؤولين في العاصمة البريطانية هو احتمال قيام المحتجين بنصب مخيم جديد بالقرب من المواقع الاولمبية في العاصمة لندن.