رئيس مخابرات فرنسا: فرنسا حاربت من اجل استعمار ليبيا

قال رئيس المخابرات الداخلية الفرنسية السابق إيف بوني، إن فرنسا خسرت مبادئها وشرفها ومصداقيتها في ليبيا، وانتقد حكام ليبيا الجدد وقال إنهم يفتقدون للسيادة والشرعية.

 

 

وذكر إيف بوني -في تصريح لصحيفة "الخبر" الجزائرية نشرته اليوم السبت- أن "فرنسا ربما تكون ربحت الأموال في ليبيا، وهذا أمر لم يحصل بعد، لكني أخاف أن تكون خسرت مبادئها وشرفها ومصداقيتها والتزامها تجاه أفريقيا".

وأضاف أن لا شيء يفسر سماح  فرنسا بالتخلي عن مبادئها الديمقراطية التي بنيت عليها، مشيرا إلى أن ذلك أمر خطير.

وقال رئيس المخابرات الداخلية الفرنسية السابق إن الصحف الفرنسية تتحدث صباح مساء عن الأموال الضخمة التي حصلت عليها فرنسا وعن عقود البترول، مؤكدا أنهم يتحدثون عن عقود بـ150 مليار يورو، وتساءل: ما هو ثمن هذه العقود لإعمار ليبيا؟

وشدد بوني على المبادئ السامية التي قال إن الغرب يؤمن بها، وفرنسا على وجه  الخصوص، مثل الديمقراطية والحرية والشرعية، مشيرا إلى أن عملية الإطاحة بنظام معمر القذافي خضعت لـ"معادلة الأقوى"، بغض النظر عن المبادئ والقيم التي قال إنه لم يتم احترامها. 

ومن جهة أخرى، أشار إيف بوني إن السلطة الليبية الجديدة تفتقد إلى السيادة والشرعية، وقال إن حكام ليبيا الجدد نصبوا أنفسهم بتزكية من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والكاتب الصحفي الفرنسي برنارد هنري ليفي.

وعلق على هذا الأمر قائلا "إنهم -أي حكام ليبيا الجدد- خرجوا إلى العلن بعد لقاء مع الرئيس ساركوزي، فأصبحوا سادة ليبيا الجدد ولا يراعون لا الشكل ولا المضمون".

وأضاف إيف بوني أن القيام بالحرب والانتصار فيها يوصل إلى الحكم، لكن حكام ليبيا الجدد لم يقوموا بالحرب، بل قام بها أناس آخرون، وأضاف "فحتى شرعية الحكم عبر الحرب لا يملكونها".

وأرجع بوني مشاركة دول حلف شمال الأطلسي "ناتو" في الحرب إلى كونها لا تدرك حقيقة ما يجري في ليبيا وحقيقة الوضع، مشيرا إلى أن التقدير الحقيقي للأمور غاب، وقال "لقد قاموا بتربية أفعى وسيأتي اليوم الذي تلدغهم، وفرنسا ستكون أول من يُلدغ، وإن كنت لا أتمنى حدوث ذلك".

وأكد أن سقوط نظام معمر القذافي بهذه الطريقة، وبلوغ ما سماها التيارات المتشددة  الحكم في ليبيا سيكون له تأثير على الخريطة الأمنية في المنطقة، مستبعدا أن يقدم الحكام الجدد في ليبيا المستوى نفسه من التعاون الذي قال إن القذافي كان يقدمه وبالجدية ذاتها بخصوص محاربة تنظيم القاعدة.