الفكر القاعدي بين التشدد و غياب الحكمة

 

ان الثورة و النضال و اي معنى للإشتراكية لا يمكن ان يسمح بإستعمال اساليب الإجرام من اجل البقاء.
ان الإشتراكية يجب ان تعي تطور العالم، و أساليب نجاح اي نهج تعتمد بقوة على مدى قدرته على التأقلم مع التطور.
ففي عصر المادة الرمادية اصبح متجاوزا اسلوب القوة البدائي المعتمد على اساس القوة الجسمانية. فأسلوب الترهيب التقليدي المعتمد على ادوات عصابات ما قبل التاريخ  لا يمكن الا ان يضر بالنهج اكثر مما ينفعه، فحتى العصابات تطورت و غيرت من اساليبها من اجل البقاء.
ان الفكر لا ينشر بالقوة و لا بالتخويف، و الدفاع عنه لا يمكن ان يكون ايضا بذلك بشكل مباشر.
فمهما كنت قويا فهناك من هو اقوى منك. ان الغرب لم يكن ليتقدم الى هذا الحد بسبب فقط اسلوب القوة و الترهيب.
كما ان نجاح الرأسمالية لم يكن وليد صدفة. و ايضا القضاء عليها يحتاج لعمل يعتمد اساسا على تطوير اساليب ناجعة متطورة تجعل من الإشتراكية تتفوق من خلال فكرها على الرأسمالية.
ان الفكر الإشتراكي لا يؤمن بالإقصائية فبماذا يمكن ان نفسر بعض الممارسات كعداء القاعديين للإسلاميين، ان الفكر الإشتراكي لا يؤمن بالدكتاتورية فبماذا نفسر قاعدة  ان لم تكن معي فأنت عدوي.
ان الفكر القاعدي الإشتراكي الديمقراطي بريء من كل هذه الممارسات المنافية لأبسط معاني الفكر.
قد يصلح حال الفكر ان وجد فعلا شبابا استوعبوه من اجل مصلحة الإشتراكية لا من اجل مصلحتهم الذاتية.
ان العدو الأكبر  لفكر ما او نهج ما ليس ممن يخالفه بل  هو ان يسقط بيد ممن يسترزقون به و لا يقدرونه.
هناك من يطمح للعمل و هناك من يطمح للشهرة و هناك من يطمح للغنى و …فإن كنت من هؤلاء فأنت غير معني بالدفاع عن فكر ما،  لأن الفكر يلزمه من يطمح ان يعيش من اجل، و لنا في التاريخ قدوة.
لقد صدمنا عندما وجدنا شباب في قوة العقل و قلة الحكمة. يحمل فكرا  كبيرا و يعجز على حل أبسط مشاكله فيلجأ الى تقليد فكر العصابات.و مع من ؟ مع مراهقين  يصفهم بكلمة هي الأخرى منقولة من قاموس مصري.
قد نقر فعلا بمضلوميتكم و لكن لا نقر بأساليب دفاعكم.
و هنا يطرح السؤال الحقيقي : لماذا يعاني الفكر من التراجع يوما عن يوم؟
هل بسبب ضعفه كفكر ام بسبب ضعف حامليه.
و هل حقا تنقصكم الحكمة فهذا امر مستدرك؟ ام ان المعتنقين للفكر هم اصلا لا يؤمنون به.
العديد من الأجوبة تطفوا لكن الأصح بينها  يجيب عليها المستقبل.
ان غيفارا قام باقناع كاسترو بقدراته الدبلوماسية و صبره ـ و قام بتعليم الفلاح القراءة و الكتابة حيث كانت سلطته معنوية. و قام باستصلاح الاراضي.
لقد شجب غيفارا سياسة الولايات المتحدة تجاه السكان السود قائلا :
    أولئك الذين يقتلون أطفالهم ويميّزون بينهم كل يوم بسبب لون بشرتهم, الذين سمحوا لقتلة السود بالبقاء أحراراً, وقاموا بحمايتهم, وإضافةً إلى ذلك عاقبوا السود لأنهم طالبوا بحقوقهم المشروعة بالعيش كرجال أحرار, من هم أولئك الذين جعلوا من أنفسهم حراساً للحرية؟
وتوجه الى بوليفيا وهناك كان قد أخطئ و اعترف حيث اعتقد ان وجوده هو في بقعه في امريكا اللاتينيه تكفي كي تشعل ثوره العداله بين الفلاحيين لكن اكتشف الحقيقه ان التخلف والثوره لا يجتمعان وان الاساس في الثورات هي الشعوب وليس القاده والافكار الثوريه.
و مهما علمنا على الرجل فإنه لم يكن الا من بين تلاميذة كارل ماكس و فريدريك انجلز، بمعنى اوضح ان الاثنين  لم يقدسا الاشتراكية بل عملو على تطويرها لزمانهم فانتجوا اشتراكية معاصرة أنذاك سموها : بالاشتراكية العلمية
ختاما ان الاشتراكية يلزمها افراد قادرين على تطويرها و احيائها كما فعلت المجر.
نتمنى للمؤمنين حقا بالفكر بدء عملية تخليق في صفوف قياديه وتنقيته من بعض شوائبه. و نتمنى للمخطيئن الإستدراك قبل فواة الآوان.

قال لي احدهم :
لقد اعجبت جدا بطلبة النهج الديمقراطي القاعدي بسبب جرأتهم في الكلام و التحليل و مناقشة الأفكار ، لكن  لم اتخيل ابدا ان يعجز فكرهم القاعدي وهو منهم *اقصد الطلبة * براء على حل ابسط المشاكل بطرق لا تعود على النهج كفكر الا بالمضرة.