الأسبوعيات الوطنية: من التاريخ المغربي.. حين فكر الملك في التخلي عن العرش لولي عهده

تطرقت أسبوعية “الأيام” إلى الأسرار الكاملة في كتاب “خديم الملك”، للإعلامي محمد الصديق معنينو، الذي كشف من خلاله أسرارا وسلط الضوء على وقائع وأحداث.

من ضمن ما جاء في آخر جزء من مذكرات معنينو الخماسية أن الملك محمد الخامس كان يفكر في التخلي عن العرش وقت الأزمات لصالح ابنه مولاي الحسن، الذي كان يرى فيه الوحيد الذي يحسن التعامل مع الأوضاع الحرجة، على أن ينتقل إلى الاستقرار في إيطاليا.

ونقرأ في الملف ذاته أن أحد الصحافيين منع الملك الحسن الثاني من تدخين سيجارته خلال تصوير شريط عن العالم الإسلامي بالمملكة العربية السعودية، في بداية الثمانينيات من القرن الماضي.
وقال معنينو: “الملك اندهش وشعر بحرج، واختفينا نحن الحاضرين، كنا ننتظر غضبة ملكية لا محيد عنها. استمر الملك في تدخين سيجارته، وتوقف التصوير، اقترب المخرج من الملك وهمس في أذنه فابتسم الحسن الثاني وقال: طيب، إذا كانت الأمور هكذا، فلا مجال للتدخين، ثم استأنف الحوار”.

وجاء في الملف نفسه أن إدريس البصري كان يعلم أن المحيط الملكي يتقلب حسب الإرادة الملكية؛ لذا كان ينادي كل صباح على الرجل النافذ القريب من الحسن الثاني، “القايد مرجان”، ويسأله كيف هو البحر؟ يبتسم ثم يضحك ويأتي الجواب: الحمد لله البحر مزيان هاذ الصباح”، يعني أن “مزاج الملك في أحسن الأحوال”، مرات أخرى يكون الجواب مقتضبا: “يا لطيف الضبابة هاذ الصباح”، هكذا كان البصري يستطلع الأجواء داخل القصر قبل حمل ملفاته إلى الملك.

ونقرأ في الملف ذاته أن الملك تألم لأنه غير مرحب به وموجة احتجاجات عنيفة ستنظم أثناء زيارته إلى الاتحاد الأوروبي، كما أن البرلمانيين قد يقاطعون خطابه ويغادرون قاعة الجلسات؛ وذلك بعد إصدار اللجنة الأوروبية لحقوق الإنسان تقريرا انتقدت فيه وضعية المغرب، موجهة تهما خطيرة للنظام، مطالبة البرلمان الأوروبي بإدانة المملكة وتجميد كل العلاقات مع الرباط.

وفي السياق ذاته، قال محمد الصديق معنينو في حديث له مع “الأيام” عن مذكراته: “لم أمارس رقابة ولم أخف شيئا، وما لم أتكلم عنه كنت كباقي الناس لا أعلم بوجوده”.

وعلاقة باحتجاج التلاميذ على الساعة الإضافية قال ابراهيم غماس، نائب رئيس كونفدرالية آباء وأولياء التلاميذ، لـ”الأيام”، إن ارتجالية وتناقض خطابات المسؤولين هما اللذان أخرجا التلاميذ إلى الشوارع.

وأضاف أن وزارة التربية الوطنية كان يجب أن تكون ذكية في تعاملها مع هذا التغيير، فلا يجب أن تحدد التوقيت الجديد حتى تجلس إلى طاولة الحوار مع جمعيات آباء وأولياء التلاميذ، غير أنها أصدرت في ظرف أسبوع مجموعة من البلاغات المتناقضة، فمرة تقول إن أبواب المدارس ستفتح في التاسعة صباحا إلى السادسة مساء، ومرة في الثامنة والنصف إلى غاية السادسة والنصف، ومرة ترمي بالكرة في ملعب مدراء الأكاديميات، فلا نعرف ما الذي يريدونه بالتحديد.

واهتمت “الأيام” أيضا بردود فعل قادة سياسيين جزائريين على الخطاب الملكي؛ بحيث علق موسى تواتي، رئيس الجبهة الوطنية الديمقراطية المرشح السابق للرئاسيات الجزائرية، بالقول: “حكامنا لا يريدون تقاربا جديا بين شعبينا”.

وأضاف المتحدث أن جده درس في مدينة مراكش، وقضى بها أزيد من عشرين سنة، قبل أن يعود إلى الجزائر مصطحبا معه صديقه الحميم المغربي الذي كان يدير زاوية قرآنية، فلم يكن بينهما أي اختلاف، بمعنى أن المغرب والجزائر وتونس شعب واحد.

أما جهيد يونسي، الأمين العام السابق لحركة الاصلاح ومرشحها لرئاسيات 2009، فأفاد بأن الطبقة السياسية في عمومها ما زالت تعتريها شكوك في جدية الطرف المغربي في المصالحة، وتعتبر الدعوات التي تطلق في مناسبات معلومة مجرد تسجيل مواقف ليس إلا.

وتمنى السيناتور الجزائري الأسبق مقران أيت العربي أن يبقى النقاش هادئا، فلا ظالم ولا مظلوم. وقال فاتح ربيعي، الأمين العام السابق لحركة النهضة عضو مجلس الشورى الوطني، إن “بعض القوى الإقليمية والدولية من مصلحتها ألا نحل مشاكلنا في ما بيننا وأن تبقى هذه المشاكل عالقة لأنهم يشتغلون على هذه التناقضات، فتجدهم مرة إلى جانب المغرب ومرة إلى جانب البوليساريو، ومرة إلى جانب الجزائر”.

وقال عبد الله جاب الله، رئيس جبهة العدالة والتنمية، الحزب الجزائري الإسلامي المعارض، وفق المنبر الإعلامي ذاته، “نحن شعب واحد قسمه الاستعمار ثم أطماع الحكام”.

وإلى “الأسبوع الصحفي” التي نشرت أن إسبانيا متخوفة من ارتفاع عدد التلاميذ المغاربة في مليلية؛ إذ قال عمدة المدينة المحتلة خلال ندوة صحافية إن “الحكومة المركزية جد قلقة من تزايد عدد المغاربة داخل المؤسسات التعليمية الإسبانية، في مقابل أبناء الإسبان الذين يفضلون الدراسة خارج الثغر”.

ووفق الصحيفة ذاتها فإن عمدة مليلية طلب من وزير التعليم في الحكومة المحلية الإسبانية عدم قبول التلاميذ غير المسجلين في سجلات الولادة بالمدينة، وهو ما استنكره الحزب المعارض، وطالبه بسحب هذه التصريحات التي وصفت بالعنصرية والمستفزة.

وأفاد المنبر الإعلامي نفسه أن مسؤولا قضائيا نبه إلى خرق القانون والدستور في تغيير عقارب الساعة؛ إذ أكد أن طريقة تغيير حكومة العثماني للساعة بمرسوم حكومي، داخل مجلس الحكومة، فيه مخالفة كبيرة للقانون وللدستور، لأن ساعة المغرب الرسمية حسب توقيت غرينيتش، تم التنصيص عليها سنة 1962 بمرسوم ملكي، أي بقانون، وأن أي تعديل للقانون، لا يكون إلا بقانون لا بد أن يمر من البرلمان للمصادقة عليه، وبالتالي لا يجوز تعديل قانون برلماني بمرسوم حكومي، فهذا مخالف للدستور.

ووفق “الأسبوع الصحفي”، كذلك، فإن مفوضيتي الشؤون السياسية والاجتماعية التابعتين لمنظمة الاتحاد الإفريقي وجهتا هبة مالية كبيرة بقيمة مائة ألف دولار إلى الهلال الأحمر التابع لجبهة البوليساريو، على هامش الزيارة التي يقوم بها وفد ممثل لهما إلى مخيمات تندوف.

وجاء في العدد ذاته أن تقريرا جديدا صادرا عن الهيئة المغربية لأسواق الرساميل، كشف أن الاستثمارات الخارجية في البورصة المغربية، بما في ذلك استثمارات الشركات والمؤسسات الأجنبية والأفراد الأجانب والمغاربة المهاجرين، بلغت 201،26 مليار درهم سنة 2017، مقابل 192،36 مليار درهم في 2016، حسب التقرير السنوي للهيئة المذكورة.

وإلى “الوطن الآن” التي تطرقت لبعض المشاكل التي يواجهها المقاول المغربي، ومنها غياب التأطير والتكوين، وعدم وجود مرافقة لمشاريعه أو شركات حاصنة لها. وذكر عبد الإله تاجمعوتي، المدير الجهوي لغرفة التجارة والصناعة والخدمات الدار البيضاء سطات، أن مشروع المبادرات المتضامنة يسعى إلى تكثيف الأنشطة المدرة للتشغيل.

وفي هذا الصدد، اقترح محمد مهراج، رئيس الاتحاد الإفريقي للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، إحداث مرجع للمقاولات الصغيرة في الدار البيضاء، ومرجع للجمعيات التي تشتغل في مجال المقاولات الصغيرة على الصعيد الوطني. وترى نادية احمايتي، رئيسة جمعية لاسييطا بالمحمدية، أن تطوير التطوع التعاقدي سيحدث فرصا أكثر للشباب.

وبعد الدعوة إلى فتح الحدود، قال بنسعيد أيت يدر لـ”الوطن الآن”: “آمل أن يتجاوب إخوتنا في الجزائر حكومة وشعبا ونخبا مع النداء الملكي”. وأفاد ادريس لكريني، أستاذ القانون والعلاقات الدولية مدير مختبر الدراسات الدولية وإدارة الأزمات بجامعة القاضي عياض بمراكش، بأن “الدعوات المستمرة للجزائر في الخطاب الملكي ليست صدفة أو على سبيل المجاملة، بقدر ما تنم عن رغبة أكيدة في كسب رهانات”.

أما عبد اللطيف اليوسفي، نائب رئيس مركز محمد بنسعيد للدراسات والأبحاث، فذكر أن “العلاقات الفرنسية الألمانية تقدم لنا درسا بليغا لا بد أن نستوعبه بعقلنا الجماعي ونتأمله بحس مستقبلي يطأ على الجروح ليبني المستقبل الواعد بالصحة والقوة والمناعة، فقد نشبت حروب طاحنة بين الشعبين في جولات سجالية طويلة ارتفع فيها صوت السلاح، لكن صوت السلام انتصر أخيرا”. وقال أحمد إفزارن، إعلامي وكاتب سياسي، إن “إغلاق الحدود المغربية الجزائرية أصبح مشكلا دوليا يتوجب حله اليوم قبل الغد”.

عن موقع : فاس نيوز ميديا