الرابطة المغربیة لمحاربة داء السكري تدعو إلى وضع سیاسة عمومیة تتأسس على أھداف طموحة وواضحة لمكافحة التدخین

دعت الرابطة المغربیة لمحاربة داء السكري، اليوم الجمعة بالرباط، إلى وضع سیاسة عمومیة تتأسس على أھداف طموحة وواضحة، وعلى برامج عمل قابلة للتتبع والتقییم، بالاستناد على تشریعات وأنظمة حدیثة ودقیقة تستوعب المستجدات الحاصلة في ھذا الشأن.

وأوضح بلاغ للرابطة، أنه بعد مشاركتھا في فعالیات تخلید الیوم العالمي لمكافحة التدخین 2018 تحت شعار “التدخین یدمر القلوب ؛فاختر صحتك، ولیس التبغ”، الذي نظم أمس الخميس بفضاء جامعة ابن طفیل، قررت الرابطة توجیه نداء وطني بشأن مكافحة التدخین، ينص على الإسراع بمصادقة المغرب على اتفاقیة منظمة الصحة العالمیة الإطار بشأن مكافحة التبغ التي أصبحت نافذة منذ 27 فبرایر 2005.

ودعت الرابطة أيضا إلى الإسراع بنشر القانون التعدیلي الھام للقانون رقم 91/15 المتعلق بمنع التدخین والإشھار والدعایة للتبغ في بعض الأماكن، المصادق علیه بالإجماع بالبرلمان سنة 2008 ، أي قبل عشر سنوات، و كذا نصوصھا التطبیقیة بالجریدة الرسمیة، مع إحداث صندوق للتحسیس والوقایة والدعم لفائدة مدمني التدخین وضحایاه.

كما طالبت بالحرص على ضمان تعبئة تشاركیة ناجعة ومستمرة ومنسقة، لكل المتدخلین المعنیین والمھتمین بالموضوع، لاسیما المجموعات المھنیة والمؤسساتیة والشبابیة والنسائیة والبیئیة، وجمعیات حمایة المستھلك، وجمعیات الطب العالمة ذات الصلة، والمؤسسات الأكادیمیة، ومؤسسات الرعایة الصحیة مع إشراك فعلي للمدرسة والأسرة ودور الشباب، سعیا لتصبح معركة مكافحة التدخین والحد من عواقبھا الإنسانیة والاجتماعیة والاقتصادیة الخطیرة، حقیقة ملموسة على أرض الواقع

وأعربت الرابطة المغربیة لمحاربة داء السكري، في ندائها الوطني، عن قلقھا البالغ من التزاید السریع بالبلاد لعدد المدخنین، وارتفاع الكمیات المستھلكة للتبغ بكل أنواعه، سواء تعلق الأمر بالسجائر أو الشیشة أو السجائر الإلكترونیة، لاسیما داخل أوساط الشباب بل حتى الأطفال، مشيرة إلى أن المغرب یعد من أكبر مستھلكي التبغ في المنطقة المتوسطیة، ویستھلك ما یزید عن 15 ملیار سیجارة سنویا، وأن الأرقام الرسمیة تتحدث عن أن 1/5 المغاربة یدخنون، ضمنھم نصف ملیون طفل. وسجلت الرابطة المخاطر الكبیرة للعواقب الصحیة من سرطانات، وأمراض مزمنة تتصل بجھاز القلب و الشرایین والجھاز التنفسي وغیرھا، موضحة أن 8 في المائة من الوفیات ناتجة عن التدخین، بالإضافة إلى الآثار الاجتماعیة والاقتصادیة والبیئیة المدمرة الناجمة عن التعاطي للتبغ والتعرض لدخانه خاصة في أوساط الشباب والفئات الفقیرة.

وأكدت الرابطة في البلاغ على ارتباط الإصابة بداء السكري والتدخین، موضحة أن نسبة الإصابة ترتفع بأكثر من 19 في المائة في حالة تدخین ما بین 20 و45 سیجارة في الیوم، وبأكثر من 74 في المائة بالنسبة للنساء في حالة تدخین أكثر من 45 سیجارة في الیوم، إضافة إلى أن نسبة الوفاة تزداد عند مرضى السكري ب48 في المائة ونسبة إصابتھم بالذبحة الصدریة بأكثر من 52 في المائة والحوادث المتصلة بشرایین الدماغ إلى أكثر من 44 في المائة.

كما ذكرت بالمقتضیات الصریحة الواردة على الخصوص في العھد الدولي المتعلق بالحقوق الاقتصادیة والاجتماعیة والثقافیة، وفي دیباجة دستور المنظمة العالمیة للصحة، ودستور المملكة المغربیة، بشأن الحق في الصحة بل والتمتع بأعلى مستوى لھا