القاضي يكتب : “كيف ندافع عن الحزب الذي ننتمي إليه أو نتبرأ منه؟” (مقالة رأي)

للأسف الشديد نلاحظ العديد من الناس يحاولون بطريقة أو أخرى إيهمانا بصفاتهم النضالية الحزبية ليس اقتناعا منهم بمؤسستهم الحزبية، ولكن لارتباط مصالحهم الشخصية والصغيرة بأشخاص معينين..
فالدفاع عن اي حزب يكون مقرونا بمنجزاته على الارض وبحصيلته في كل المجالات كالتعليم والصحة والشغل ومجال حقوق الانسان وصيانة السيادة المغربية وتطوير الاقتصاد الوطني وإحداث مراكز للبحث العلمي وستئصال البؤر السوداء التي تغذي الفقر والهشاشة الاقتصادية ومواكبة المحطات النضالية الشعبية بالدعم والمواكبة والتفاعل الايجابي.
لكن ان يتم استعمال اسم هذا الحزب او ذاك كعنوان تمويهي للاختباء خلفه بحثا عن التسلق ولدفاع عن مصالحه الشخصية التي يجنيها ويراكمها من شخصيات تنتمي لحزبه.

فعندما نلقي نظرة سريعة على مؤشرات التطور والنمو والتنمية في تقارير صادرة عن المؤسسات المالية الدولية والمنظمات الاممية، نكتشف الحقيقة المرة لصحتنا وتعليمنا ومجال حقوقنا ووو.

إنني كباقي متتبعي قضايا الشان العام الوطني، استغرب كل الاستغراب كيف يسمح بعض الناس لأنفسهم التظاهر بالدفاع عن مؤسسات حزبية ساهمت في سرقة أحلام الناس واغتصاب مستقبلهم ومستقبل اولادهم واحفادهم والتآمر عليهم من خلال انبطاحها وإزالة سراويلها لاجندات البنوك الدولية المفترسة.
فهل يمكن لاحد ان ينورنا ويحدثنا عن نوع الدعم والمساهمات التي قدمها هذا الحزب او ذاك لمعركة الاساتذة المتدربين فوج 2015/2016?

ولماذا سمحوا بتمرير مرسومي فصل التكوين عن التوظيف وتخفيض سقف منح الاساتذة المتدربين؟
قد يقول قائل ان الهدف هو تحسين مردودية الاستاذ وجودة التعليم…لكن نتائج الميدان تثبت عكس ذلك، وآخرها وليس أخيرها ذبح تلميذ من قبل زميل له وشرملة استاذ من قبل تلميذه وتعرض المئات من نساء ورجال التعليم للتهديد بالتصفية خلال حراستهم لامتحانات الباك والرابعة اعدادي والامتحانات الجهوية.
فهل يمكن لاحد ان ينورنا ويتحدث لنا لماذا لم يتم تنفيذ مشروع الماء الصالح للشرب بغفساي ونواحيها وماهو موقع الجماعات الترابية التي تسيرها أحزاب سياسية من الاعراب في هذا المشروع الذي دشنه جلالة الملك ؟
فهل يمكن لاحد ان ينورنا ويتحدث لنا عن الاجراءات القانونية التي اتخذتها الاحزاب من خلال مواقعها الحكومية في تحرير مزارعي القنب الهندي من الملاحقات القضائية، ولماذا اصلا تجاهلوا التعاطي مع هذا الملف عمليا ؟
فهل يمكن لاحد ان يحدثنا عن الاجراءات العملية والاستراتيجية التي اتخذها هذا الحزب او ذلك لصالح حاملي الشواهد العليا وخريجي مراكز التكوين المهني والجامعات؟
فهل يمكن لاحد ان ينورنا ويتحدث لنا عن مآل المال العام الذي تم رصده لتنمية اقليم تاونات في إطار تنمية الاقاليم الشمالية وفي اطار الانصاف التاريخي لحقب الظلم الذي تعرضت له المنطقة بمعية أبنائها؟
والغريب في الامر ان بعض المتحزبين نعرف جيدا سجلاتهم المليئة بالفضائح الجنسية والمليئة بالدجل السياسوي ومع ذلك يحاولون تصديق انفسهم على انهم مناضلون ووطنيون …
الحديث في هذا الباب يحتاج إلى سجلات كثيرة، ولكنني ساكتفي بهذا القدر وبعدها لكل مقام مقال، واريد ايضا أن اؤكد ان الحزب أي حزب مهما كان، هو مجرد آلية يتم من خلالها تاطير المواطنين والمواطنات وتنظيمهم وتلقينهم قيم المواطنة والوطنية وتمثيلهم في المؤسسات المنتخبة للدفاع عن مصالحهم ومصالح وطنهم على اساس تعاقد اجتماعي تكون نواته الاساسية “البرنامج الانتخابي”، فهل التزم حزب ما بتنفيذ برنامجه الانتخابي؟
ثم كذلك لابد ان اشير ، حتى لا يتم تحوير كلامي، ان اي حزب به شرفاء ومخلصون ومناضلون صناديد، ولكن هذه الشريحة تتعرض للتضييق والمضايقات والتشهير بهدف تلطيخ سمعتهم، من طرف شريحة الماردين والمراقة والمشعوذين والانتهازيين والوصوليين وما اكثرهم.

بقلم : محمد القاضي ( صحفي حر وفاعل جمعوي )

عن موقع : فاس نيوز ميديا