المعرض الدولي 24 للنشر والكتاب بالدار البيضاء.. ندوة علمية تبسط إشكاليات الترجمة بين العربية والاسبانية وآفاقها بالمغرب

بسطت ندوة علمية نظمت اليوم الاثنين بالدار البيضاء، إشكاليات الترجمة بين اللغتين العربية والاسبانية وآفاقها بالمغرب، وذلك في إطار فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب في دورته الرابعة والعشرين (8 – 18 فبراير الجاري).

وشكلت هذه الندوة، التي نظمت تحت عنوان “المغرب واسبانيا ثقافات متقاطعة”، فرصة للمتخصصين في الترجمة من تشارك تجاربهم المختلفة وإبداء آرائهم وانتقاداتهم لبعض النصوص الأدبية المترجمة من اللغة الاسبانية نحو اللغة العربية.

وفي هذا الصدد، قال الباحث والأستاذ الجامعي بكلية الحسن الثاني بالدار البيضاء حسن بوتاكة إن الترجمة تعتبر قاطرة للتنمية، وأن وراء كل نهضة حضارية حركة ترجمة نشيطة في جميع الميادين، سواء تعلق الأمر بالعلوم الاجتماعية والانسانية أو العلوم التقنية.

وبخصوص الترجمة بين الاسبانية والعربية بالمغرب، أوضح السيد بوتاكة أن جل المبادرات التي تم إنجازها لحدود اليوم هي فردية وتأتي من الجامعات أو من بعض الأدباء، وأن الأمر يستلزم إشراك جميع القائمين على الحركة الثقافية بالمغرب، داعيا إلى مواكبة نقدية وصحافية للأعمال المترجمة من الاسبانية نحو العربية.

وقال الأستاذ الجامعي بكلية ابن الزهر بأكادير محمد ابريغش، من جانبه، إنه خلال انكبابه لأزيد من عقدين على النظريات الأدبية والأدب الاسباني في القرون 19 و20 و21، قام خلالها بكتابة العديد من المقالات وإنجاز العديد من الدراسات والكتب الجماعية، يرى أن الكتابة والترجمة بين اللغتين العربية والاسبانية لازالت تواجه العديد من التحديات المرتبطة بالنشر والتوزيع والمتابعة

وأبرز الأستاذ ابريغش أنه بالرغم من كون الاسبانية لغة المباحثات الثانية للمغرب بعد الفرنسية إلا أن الكتابة بلغة “دون كيشوت”، وخصوصا في ما يرتبط بالكتابات الجامعية، لم تتعد 56 كتابا بين الفترة الممتدة بين سنتي 1986 و2017، أي بمعدل 1,8 كتابا خلال كل سنة، عازيا الأسباب لظروف اقتصادية وثقافية بالدرجة الأولى.

أما المترجمة مليكة امبارك فقد استعرضت تجربتها الشخصية، وبعض الصعوبات التي تواجهها في هذا الصدد انطلاقا من ضرورة احترام ثقافة الكاتب وخلفيته الاديولوجية من عدمها إضافة لعلاقتها مع دور النشر والشروط التي تضعها هذه الأخيرة.

واستعرضت المترجمة مقارنة علمية بين ترجمتين لعملين مختلفين أنجزتهما سابقا، يتعلق أولهما بعمل لإدموند عمران المالح والثاني للطاهر بنجلون، مبرزة الاختلاف الكبير بين كتابتيهما، وسعيها للتوفق في هذه المهمة.

حضر هذه الندوة، التي نظمتها وزارة الثقافة والاتصال بتعاون مع سفارة اسبانيا بالمغرب ومعهد سيرفانتيس بالدار البيضاء، العديد من الفعاليات الثقافية والأدبية التي تعنى بالترجمة من اللغة الاسبانية وإليها.

عن جريدة: فاس نيوز ميديا