المغرب و الباراغواي يتفقان على توسيع مجالات الشراكة الاستراتيجية

شكل الاتفاق على توسيع مجالات الشراكة الاستراتيجية بين المغرب و الباراغواي وخلق إطار متكامل و نموذجي وفقا لرؤية شاملة و مندمجة للتعاون الثنائي و الثلاثي، بين البلدين في إفريقيا و أمريكا اللاتينية، أبرز محاور المباحثات التي أجراها وفد مغربي خلال زيارة يقوم بها للباراغواي في الفترة الممتدة من 13 إلى 18 فبراير الجاري.

وخلال سلسلة لقاءات للوفد المغربي، الذي يقوده السفير المدير العام للوكالة المغربية للتعاون الدولي، السيد محمد مثقال، مع عدد من مسؤولي القطاعات الحكومية بالباراغواي، تم إبراز أهمية تبادل الخبرات في المجال الصحي و الفلاحي ودعم القدرات و التنمية البشرية و تأهيل منظومة مخططات التنمية المجالية و دعم انخراط المرأة في التنمية مع تفقد عدد من المشاريع المبرمجة بين البلدين. و في هذا الإطار، أجرى السفير المدير العام للوكالة المغربية للتعاون الدولي، بحضور سفير المغرب بالباراغواي، السيد بدر الدين عبد المومني، و باقي أعضاء الوفد، مباحثات مع وزير الصحة الباراغوياني، كارلوس مورينيغو، تناولت سبل تطوير مجال التعاون الثنائي في ما يخص تأهيل الخدمات الصحية بين البلدين و الاستفادة من التجربة المغربية، خاصة ما يتعلق بتطوير الشبكات الصحية و دعم القدرات مع الانخراط في مشاريع مشتركة بافريقيا لدعم التعاون جنوب جنوب. كما التقى الوفد المغربي بمقر وزارة الشؤون الخارجية بالباراغواي السفير المدير العام للتعاون متعدد الأطراف، أنطونيو دوس سانتوس، وعدد من كبار المسؤولين بوزارة الخارجية، حيث تناولت المباحثات تثمين مستوى العلاقات الثنائية بين البلدين و التي توجت بفتح سفارة للمملكة بالباراغواي السنة الماضية و التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون في المجال الصحي و التنمية البشرية، مع خلق إطار للمشاورات السياسية واللجنة المختلطة بين البلدين.

وفي هذا الإطار، أبرز السيد مثقال أهم محاور الرؤية الملكية للتعاون جنوب جنوب، وحصيلة الزيارات الملكية بافريقيا على مستوى دعم التنمية البشرية التي توجت بالتوقيع على عدد من الاتفاقيات و المشاريع التنموية بالقارة، إضافة الى انخراط الوكالة المغربية للتعاون الدولي، بتنسيق مع وزارة الشؤون الخارحية و التعاون الدولي في عدد من الأنشطة و المبادرات و الاتفاقيات لتنزيل هذه الرؤية المتعلقة بدعم التعاون جنوب جنوب باعتبارها تشكل خيارا استراتيجيا للدبلوماسية المغربية.

كما أبرز في هذا السياق، انخراط الوكالة في عدد من مشاريع التنمية البشرية بافريقيا و إبرام شراكات مع عدد من وكالات التنمية و ممولين دوليين ضمن إطار التعاون الثلاثي، إضافة إلى استقبال الوكالة خلال السنة الجارية لحوالي 12 ألف طالب ينتمون الى 110 دولة، من بينهم 10 آلاف من إفريقيا، و تشجيع تبادل الخبرات و تطوير مجال التعاون التقني و التكوين المهني و دعم العمل الإنساني.

بالموازاة مع ذلك، قام الوفد المغربي بزيارة ل “مدينة المرأة” التي أحدثتها وزارة المرأة بالباراغواي، وهي عبارة عن مركز كبير يضم عددا من المرافق الحيوية لدعم اندماج المرأة في التنمية، و شددت وزيرة المرأة بحكومة الباراغواي، آنا بياردي، على أهمية تبادل الخبرات بين البلدين في مجال التنمية البشرية و تأهيل النساء وحمايتهن، خاصة اللائي يشتغلن في المجال الفلاحي من خلال دعم استقلاليتهن وتشجيع القروض الصغرى لفائدتهن من أجل إنجاح مقاولاتهن الصغرى دعما لجهود انخراط المرأة في التنمية. و شكل ذلك مناسبة استعرض خلالها مثقال تجربة المغرب في مجال التنمية البشرية و تشجيع القروض الصغرى و المتوسطة لإنشاء مقاولات، خاصة من طرف نساء العالم القروي والفئات المحدودة الدخل، لضمان انخراطها في التنمية و الخروج من عتبة الفقر.

كما التقى الوفد المغربي، وزير التخطيط ، خوسي موليناس، وعددا من أطر الوزارة، حيث جرى استعراض تجربة الباراغواي في مجال مخططات التنمية المجالية و الإكراهات الديمغرافية و المجالية التي تواجهها في سبيل بلوغ أهداف التنمية

وفي هذا اللقاء، بسط الوفد المغربي من جهته، مسار التنمية المجالية بالمغرب و تجربة اللامركزية و سياسة الجهوية الموسعة التي وضع رؤيتها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، إضافة الى جعل العنصر البشري في صلب السياسات العمومية، خاصة ما يتعلق بتدبير المجال.

واتفق الطرفان على أهمية تبادل الخبرات في هذا المجال و متابعة تنفيذ المشاريع المشتركة وتوسيع مجال التعاون الثنائي وتكثيف الزيارات المتبادلة بين مسؤولي وأطر البلدين، من أجل فعالية أكبر للتعاون الثنائي و لإعطاء التعاون جنوب جنوب مدلوله الحقيقي.