الويل والطبول وعظائم الأمور : شباط ولشكر ضد بنكيران المقهور

عرفت نهاية الأسبوع الأخير الذي ودعناه، نزالا كلاميا توضيحيا إستطاع كل واحد من الزعماء الثلاث إبراز خصوصية وإستراتيجية حزبه إستعدادا للدخول السياسي المقبل .                               فالسيد عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، وبعد تنديده بالخروقات التي شابت الإنتخابات الجزئية لدائرة مولاي يعقوب 3 أكتوبر 2013، والتي فقد مقعدها حزبه، أكد أمام هيأة محامي حزبه أن حزب العدالة والتنمية لم يأت للحفاظ على شعبيته ولكن دوره ينحصر في القيام بالإصلاحات، مبرزا أن الإصلاح ضروري، وإن إقتضى الأمرأن نضحي بشعبيتنا سنفعل ، لكننا حزب هدفه الإطمئنان على مستقبل البلاد وتشجيع الإستثمار.                                                   على عكس ذلك، فالأمين العام لحزب الإستقلال السيد حميد شباط وبعد تهنئته للبرلماني السيد حسن الشهبي على فوزه المستحق بمقعد دائرة مولاي يعقوب، إستغرب من تصريحات السيد بنكيران الأخيرة والتي طعن من خلالها في شرعية هذا الفوز، متناسيا أنه وبصفته رئيسا للحكومة، فهو المسؤول الأول والأخير عن ضمان سلامة ونزاهة جميع الإستحقاقات، وكل إخلال أو تقصير من هذا الجانب أساء إلى العملية الإنتخابية ككل، إلا وعرض الحكومة إلى المساءلة وفي بعض الديمقراطيات العريقة إلى تقديم إستقالتها،ة أما بخصوص الدور الرئسي الذي سيتبناه حزب الإستقلال في المرحلة المقبلة، هو المعارضة البنائة لكن وفق مقاربةمعقلنة تصحيحية، سمتها تقديس المصلحة العليا للوطن والوقوف المستميث للدفاع عن مصلحة المواطن المغربي وحماية قدرته الشرائية وتحسينها، مع التصدي بقوة لكل إخلال أو تقصير أو إرتباك حكومي.                             إلا أن السيد إدريس لشكر الكاتب الأول لحزب الإتحاد الإشتراكي وبعد حشده  لعدد كبير من الوجوه القيادية الإتحادية البارزة وكذلك الأطر  والمناضلون والمناضلات في صفوف حزبه،  وجه إنتقاداته اللاذعة لحكومة السيد عبد الإله بنكيران وحزبه ، متهما إياه  باللجوء  إلى أساليب الإبتزاز السياسي والإعتماد على توزيع الأوهام على المغاربة، وأن إستراتيجيته في العمل الحكومي ترتكز أساسا على تعطيل الدستور والهدف منه هو إجهاض الإنتقال الديمقراطي، وبهذه المناسبة أكد السيد لشكر أن حزب الإتحاد الإشتراكي الذي ضحى في الماضي من أجل إساء دعائم دولة الحق والقانون لن يسمح لكل من سولت له نفسه تعطيل هذا المسار. أما الإستراتيجية الثانية فهي لجوؤه إلى إبتزاز الدولة  من أجل البقاء في السلطة وبأي ثمن، في حين تتمحور إستراتيجيته الثالثة في نهج سياسة تفقير الطبقات الوسطى منأجل بيع الوهم لهم ، هذا ملخص كلمة الكاتب الأول لحزب الإتحاد الإشتراكي حسب ما أكده لنا أحذ الأطر في الشبيبة الإتحادية بفاس.

وفي الأخير لايسعنا إلا أن نقول للسيد رئيس الحكومة كان الله في عونك، معارضة قوية تنتظرك ومن أجل التأقلم معها ، يجب عليك الجلوس معه والإصغاء لها والأخذ بأفكارها القيمة البناءة والإكثار من التشاور معها قبل طرح القوانين والقرارات الحكومية ، وفي هذا الصدد وجب التذكير بما قاله الإمام الحسن البصري رحمه الله في حق الرجل وعلاقته بالرأي والمشورة : الناس ثلاثة، فرجل رجل ورجل نصف رجل ورجل لا رجل، فأما الرجل رجل فهو ذو الرأي والمشورة، وأما الرجل الذي هو نصف رجل فهو الذي له رأي ولا يشاور، وأما الرجل الذي هو ليس برجل فهو الذي ليس له رأي ولا يشاور . عليك السيد رئيس الحكومة الأخذ بهذه النصيحة إن كنت فعلا تريد الإصلاح فعلا، وإعلم أنك لو إنخرطت في الإصلاح بإخلاص ونكران للذاة وعملت على توسيع الإستشارة مع المعارضة الوطنية(حزب الإستقلال، حزب الإتحاد الإشتراكي ولا ننسى حزب الأصالة والمعاصرة الذي قاد المعارضة بقوة خلال السنتين التشريعيتين الأخيرتين ) وكذلك مختلف الفاعلين السياسيين والأكادميين، في إطار الشراكة والمشاركة والحكامة الجيدة بإعتبارها من صميم الممارسة الديمقراطية الحديثة، فكن علي يقين السيد رئيس الحكومة بأن الإستقرار والرخاء والنماء سيكون بفضل الله وعونه من نصيب جميع المغاربة بدون إستثناء، وهذا وحده كفيل بالزيادة في شعبية حزبك وتلميع صورته وليس العكس كما إدعيت أمام أطر حزبك.

alaoui