حزب الإتحاد الإشتراكي والتراجع عن فكرة النزول إلى الشارع، والإكتفاء بالتظاهرة الإحتجاجية بالمركب الرياضي بالرباط، هل هو تخوف أم صفقة أم ماذا ؟

دعا حزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية مناضليه وأطره بجميع هيئاته التقريرية وتنظيماته القطاعية، إلى المشاركة بكثافة وبحماس في التظاهرة الإحتجاجية ضد الإختيارات السياسية اللاشعبية للحكومة، والتي مست بشكل مباشر القدرة الشرائية للمواطن المغربي المتدهورة سلفا، جراء الزيادة الأخيرة في ثمن سعر المحروقات في إطار إعتمادها  لنظام المقايسة، وكذلك تماديها في سياسة تجميد الأجور والإقتطاع من أجور المضربين في خطوة غريبة للتضييق على العمل النقابي، كما أكدت قيادته عبر بلاغها الأخير، المضي قدما  في التنسيق مع جميع القوى السياسية الحية بالبلد من أجل التصحيح والإصلاح وتشكيل قوة إقتراحية ضمن معارضة قوية بناءة تعيد للمشهد السياسي الحزبي بالمغرب شرعيته ومصداقيته . 

إلا أن التساؤل الذي يطرح نفسه بقوة هو: هل سيتم النزول إلى الشارع يوم 5 أكتوبر المقبل كما وعدت بذلك قيادة الحزب سابقا قبل إعلان قيادة حزب الإستقلال عن مسيرة الرباط ، أم سيتم الإكتفاء بالتظاهرة الإحتجاجية بالمركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط؟ أم هناك تخوف من التقصير في التنظيم ومن التعامل باللامبالات مع الإختراقات في صفوف المشاركين في التظاهرة، كما وقع في مسيرة الرباط الأحد الماضي وما تلاهى من إنتقادات  على مستوى التنظيم وإقحام بعض الكائنات في الإحتجاجات .

ربما قد تكون وراء ذلك صفقة لا يعقلها إلا العالمون! ومن يدري! ربما قد تكون أشياء أخرى لا يعلمها إلا المتحكمون في دواليب الحزب وهيئاته !  كل شيء ممكن في هذا الزمان المليء بالتناقضات والتقلبات والمتغيرات .

 نتمنى أن يسترجع هذا الحزب العتيد دوره الإشعاعي والرائد في المشهد السياسي بالمغرب، في التأطير والإستقطاب والمشاركة الوازنة الهادفة والفعالة ، من أجل مغرب الحداثة والتنمية المجالية المستدامة وعقلنة المشهد الحزبي.  

alaoui