رمضان الفضيل يأخذ مسلمي الأرجنتين في سفر روحي هم في أمس الحاجة إليه

 عندما يحل شهر رمضان الفضيل بالارجنتين، يحمل معه خيرا و بركات تطال الجالية المسلمة المقيمة بهذا البلد الجنوب أمريكي، وتأخذ أفرادها في سفر روحي هم في أمس الحاجة إليه في هذا الركن القصي من العالم.

وعند الإفطار، يخرج رمضان، الذي يعتبر صيامه الركن الرابع من أركان الإسلام الخمسة، مسلمي مختلف أنحاد البلاد، من مشاغل الحياة الكثيرة والسعي وراء لقمة العيش، نحو أجواء نادرة  قوامها التقوى والتدبر والاستغفار والتقرب إلى الله وصلة الرحم.

و تضع الجالية المسلمة المقيمة بهذا البلد اختلافاتها القومية والثقافية واللغوية جانبا، ويقبلون على التقرب إلى الله وإعمار بيوته، كما هو الشأن بجامع الملك فهد بن عبد العزيز، بمركز الملك فهد الثقافي الاسلامي ببوينوس أيريس، أكبر المؤسسات الاسلامية بالأرجنتين وأمريكا الجنوبية.

وفي هذه الملاذات الروحية، يأخذ الشهر الفضيل مسلمي البلاد، الذين يقدر عددهم بعشرات الالاف و ينحدر أغلبهم من مختلف قارات العالم، في سفر عماده تقوى الله عز وجل والتقرب إليه، والتعرف على بعضهم البعض في أجواء يطبعها التسامح والرحمة والتضامن.

ويرى مغتربون مغاربة ببوينوس أيريس، في إفادات استقتها وكالة المغرب العربي العربي للأنباء، أن أجواء الصيام والتقوى والتقرب إلى الله، في هذه الفضاءات الاسلامية، تشفي جانبا من غليلهم وتعوض بعض حنينهم إلى أجواء الشهر الفضيل ببلدهم الأم، وإن كانت لا تماثلها تماما.

ولا يخفي أعضاء من الجالية المغربية أشواقهم المنقطعة النظير لمشاهد الحركة الدائبة التي تشهدها أسواق مدن المملكة وبلداتها خلال الشهر الفضيل، وقيم التضامن والتكافل وصلة الرحم التي تصل ذروتها خلال الشهر الكريم وحنينهم إلى موائد رمضان وأجوائه.

ويقول محمد (50 عاما) المغترب ببوينوس أيريس منذ سنوات، إن الصيام لفترة قصيرة نسبيا خلال رمضان بالأرجنتين وطقس البلد الجنوب أمريكي البارد خلال هذه الفترة من السنة يساعده على صيام الركن الرابع من الدين الحنيف، لكنه يعترف أن وطأة الصيام في محيط لا أثر فيه لأجواء الصيام ثقيلة عليه.

ولا يختلف موقف محمد عن مواقف مغاربة آخرين ببوينوس أيريس، لكن عزاءهم أن بيوت الله، على الخصوص بالعاصمة، تشرع أبوابها، على غرار باقي أشهر السنة، أمام الأسر بما في ذلك الأطفال الصغار الذين يحرص أباؤهم على اصطحابهم الى المساجد للتعرف على الاسلام و على تعاليمه، وأمام الأرجنتينيين الراغبين في التعرف على صيام رمضان ودين الاسلام عموما.

وفضلا عن ذلك، تقترح هذه المراكز الاسلامية على مسلمي الأرجنتين باقة من الفقرات المتنوعة تشمل دروسا دينية وتحفيظ كتاب الله إلى جانب ندوات وبرامج لتفطير الصائمين بشكل مشترك طيلة الشهر الفضيل بهدف تعميق أواصر الصداقة بين المسلمين.

ولا يتكبد المسلمون بالأرجنتين مشاق تذكر في صيام رمضان الذي يصادف بداية فصل الشتاء حيث تقل مدة الإمساك عن 12 ساعة في اليوم، لكنهم يواجهون متاعب في الحصول على بعض المواد الاستهلاكية الحلال التي لا تتوفر بشكل كاف.

عن جريدة: فاس نيوز ميديا