كان سيؤسسها جلالته بفاس لكن تراجع و اسسها بالدارالبيضاء: مؤسسة للعلماء الأفارقة

تهدف إلى نشر قيم التسامح الديني ومحاربة الغلو والتطرف

 
أعلن في الدار البيضاء مساء أول من أمس عن إحداث مؤسسة للعلماء الأفارقة، يرأسها العاهل المغربي الملك محمد السادس، فيما جرى تعيين أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية رئيسا منتدبا لها. وستسعى هذه الهيئة إلى نشر قيم التسامح الديني ومحاربة الغلو والتطرف، خدمة للتنمية في البلدان الأفريقية. وكان الملك محمد السادس قد قرر إحداث هذه المؤسسة، التي تحمل اسم «مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة»، وأصدر ظهيرا شريفا (قانون) نشر في الجريدة الرسمية في 25 يونيو (حزيران) الماضي، نص على أنه من بين دواعي إحداث هذه الهيئة «الروابط الدينية والثقافية التي تجمع المملكة المغربية بعدد من بلدان أفريقيا، وبحكم ما تستوجبه الظروف الراهنة من إيجاد إطار من التعاون بين علماء المغرب وعلماء البلدان الأفريقية من جهة، وبين هؤلاء العلماء بعضهم مع البعض، على ما يحفظ الدين من التحريف والتطرف، وما يجعل قيمه السمحة في خدمة الاستقرار والتنمية في هذه البلدان».

وسبق الإعلان عن تأسيس هذه الهيئة العلمية، مشاورات مع نخبة من العلماء والعالمات المعنيين، كما عقد اجتماع تمهيدي بمدينة الرباط في 1 يونيو الماضي، حضره علماء من 19 بلدا أفريقيا، وعرض خلاله المغرب على الحاضرين فكرة المؤسسة وأهدافها، وملامح بنيتها التنظيمية، ورحب العلماء بالفكرة، وقدم بعضهم بعض المقترحات، ثم جرت الصياغة النهائية للظهير المؤسس لها. وقال وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربي خلال حفل الإعلان عن المؤسسة، الذي ترأسه الملك محمد السادس، مرفوقا بولي العهد الأمير مولاي الحسن، والأمير مولاي رشيد، والأمير مولاي إسماعيل، بالقصر الملكي بالدار البيضاء، إن قرار إحداث هذه المؤسسة «ليس وليد ظرفية خاصة أو فكرة طارئة، بل هو عمل في العمق، يعتمد على رصيد ثري في علاقات المغرب مع نحو 30 دولة أفريقية في الماضي، كما يستند على تراث حضاري وثقافي مشترك، يتجلى في وحدة المقوم الديني، وإرث مادي وروحي عقلاني وعاطفي، صمد لمحاولات عزل المغرب عن هذا العمق في القرون الأربعة الأخيرة، كما صمد ولا يزال يصمد للإغراء الآيديولوجي المتنوع المصادر»، مشيرا إلى أن المبادرة جاءت أيضا تلبية لـ«انتظارات معبر عنها رسميا من جانب بلدان أفريقية، وتتجلى على الخصوص في الطلبات الموجهة بخصوص تكوين الأئمة والمرشدات، اقتناعا من الدول بضرورة تأطير سليم للتدين، وفق تقاليد السماحة والاعتدال كما درجت عليها تلك البلدان».
من جهته، ربط الشيخ إبراهيم صالح الحسيني، رئيس هيئة الإفتاء والمجلس الإسلامي النيجيري، في كلمة باسم العلماء الأفارقة، بين الإعلان عن إنشاء هذه الهيئة وما تعانيه بعض الدول من الإرهاب، وقال: «إنه في ظل ما نعيشه من أحزان وآلام بسبب ما آل إليه أمر الأمة من انتشار الغلو والتطرف في كثير من البلدان، جاءت مبادرة إنشاء هذه المؤسسة في وقتها».
ومن أجل الإسراع بتفعيل عمل المؤسسة، سينعقد قبل نهاية هذه السنة اجتماعان، الأول في سبتمبر (أيلول) المقبل، لاختيار المسؤولين عن مختلف المهام في أجهزة المؤسسة، ووضع آليات الاشتغال المنصوص عليها في الظهير الشريف المحدث لها، وتبني وثيقة تتضمن استراتيجية عمل المؤسسة في المديين القريب والمتوسط، كما سيعقد اجتماع في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل للمكاتب المحلية التي تكون قد سوت وضعيتها القانونية.
الرباط: لطيفة العروسني