وزارة الثقافة والاتصال تتخذ تدابير لإحداث ما يقارب من 30 مكتبة عمومية جلها بالعالم القروي خلال سنة 2019

أكد وزير الثقافة والاتصال، محمد الأعرج، الأربعاء بالرباط، أن الوزارة تتخذ تدابير لإحداث ما يقارب من 30 مكتبة عمومية جلها بالعالم القروي خلال سنة 2019.

وأوضح الأعرج، في معرض تقديمه لمشروع الميزانية الفرعية لوزارة الثقافة والاتصال -قطاع الثقافة – لسنة 2019 خلال اجتماع لجنة التعليم والشؤون الثقافية والاجتماعية بمجلس المستشارين، أنه في مجال برنامج تعميم الكتاب سيتم دعم 25 مكتبة أخرى بجهات سوس ماسة درعة وطنجة تطوان الحسيمة وفاس مكناس ومراكش آسفي وكلميم واد نون، مشيرا إلى أنه في مجال المعارض سيكون موعد تنظيم الدورة ال25 للمعرض الدولي للنشر والكتاب 2019 بالدار البيضاء، وتنظيم مشاركة الناشرين المغاربة في 33 معرضا دوليا، وكذا تنظيم 12 معرضا جهويا وإقليميا للكتاب.

وأضاف الوزير أنه في مجال الفنون والإبداع، سيتم إرساء مشروع تأسيس الشبكة الوطنية للمدارس العليا المتخصصة في الحقل التشكيلي، في حين سيتواصل في مجال الموسيقى، إصلاح منظومة التعليم الموسيقي والفن الكوريغرافي بمراجعة البرامج والمناهج وتوحيدها لتأمين تعليم موسيقي جيد وفق المعايير الدولية المعمول بها في هذا المجال، كما ستتعزز شبكة المعاهد الموسيقية للمملكة بإحداث معاهد جديدة بكل من المحمدية وسطات والجديدة.

وفي مجال التراث الثقافي، أبرز الأعرج أنه، فضلا عن المواعيد القارة، ستتم مواصلة تنفيذ المشاريع المبرمجة في مخطط 2017-2021 وذلك من خلال القيام بالعمليات الأساسية في مجال الجرد والمحافظة وتثمين التراث الثقافي، واستكمال إرساء سياسة جهوية في مجال تدبير التراث طبقا لمقتضيات الدستور، كما ستتواصل التدابير المتعلقة بالدفع باقتصاد التراث كرافعة للتنمية البشرية، والتي تنبني، ضمن أسس أخرى، على العمل التحسيسي والإشعاعي من خلال إرساء دعائم سياسة تواصلية في مجال التراث الثقافي تقوم على التعرف عليه والتعريف به.

ولفت إلى أن المؤسسات العمومية التي تخضع لوصاية قطاع الثقافة ستعرف تنفيذ برامج ثقافية هامة، حيث سيتواصل إشعاع المكتبة الوطنية للمملكة المغربية والمسرح الوطني محمد الخامس وأرشيف المغرب، وذلك من خلال أنشطة فكرية وثقافية وفنية متنوعة منها ما ينظم وفق برمجة قارة أو بمناسبة أيام وطنية او عالمية مجالية، ومنها أنشطة إشعاعية أخرى من لقاءات وندوات ومعاضر وعروض، مشيرا إلى أن معاهد التكوين العليا ستكون بمثابة خلايا للدرس والتحصيل وأيضا لأنشطة أكاديمية وبيداغوجية وإشعاعية.

وأفاد بأن التدابير التحفيزية للإبداع الثقافي الوطني ستكون في مواعيدها عبر مراجعة دقيقة لسياسة الدعم وترشيد الإمكانيات المرصودة له، وذلك لضمان استمرار دعم المجالات الثقافية والفنية على أسس واضحة وشفافة، وذلك بهدف تشجيع الفعل الثقافي الوطني في المجالين الحضري والقروي وتعزيز أسس الصناعات الثقافية.

إن كل هذه البرامج والعمليات، حسب الوزير، تستند بالأساس على أرضية قانونية وهيكلية، حيث تمت برمجة مجموعة من النصوص القانونية في سنة 2019 والتي تبين حجم الجهود المبذولة وتلك التي يجب بذلها.

وأشار إلى أنه لتنفيذ هذا البرنامج في شموليته، استفاد قطاع الثقافة من اعتمادات بقيمة 759 مليون و18 ألف درهم برسم مشروع قانون المالية لسنة 2019، موزعة ما بين ميزانية التسيير المحدد غلافها في 429 مليون و18 ألف درهم وميزانية الاستثمار البالغ اعتمادات أدائه 330 مليون درهم، أي بزيادة نسبتها 3 في المائة مقارنة مع سنة 2018.

كما شكل هذا الاجتماع مناسبة استعرض فيها الأعرج حصيلة الإنجازات خلال سنة 2018 في مجال قطاع الثقافة، مبرزا في هذا الصدد أنه في سنة 2018 تم إعطاء دينامية جديدة للعمل الثقافي على صعيد الجهات، تمثلت في تسريع وتيرة الإنجازات والأنشطة والبرامج من خلال تتبع للحصيلة على رأس كل شهرين ومن خلال الزيارات المنتظمة والميدانية للأوراش وللمؤسسات والمعالم والمواقع، وكذا من خلال عقد جلسات عمل ولقاءات مباشرة مع مختلف المتدخلين حول المشاريع سعيا إلى حل الإشكاليات والقضايا العالقة.

ففي مجال التراث الثقافي، يقول الوزير، قام قطاع الثقافة بالتدابير المرتبطة باكتشاف أقدم إنسان لصنف الإنسان العاقل بجبل إغود، والعثور على أقدم الجينات في إفريقيا بتافوغالت، والعثور على حطام سفينة أثرية بشاطئ الصويرة، مشيرا إلى أن هذه الاكتشافات خلقت صدى دوليا كبيرا وجعلت اسم المغرب حاضرا في الأوساط العلمية المختصة وفي صلب الإعلام العالمي، كما تم القيام ببعض العمليات النوعية في مجال تثمين التراث الأركيولوجي كما هو الشان بالنسبة لموقع “زليل”، وإعادة ترميم القنصلية الدانماركية بالصويرة، وحماية النقوش الصخرية من التهديدات التي تطالها، وكذا إدراج مواقع ومآثر تاريخية ضمن لائحة التراث الوطني، فضلا عن جرد وتدوين التراث الشفهي وتنظيم معارض تراثية دولية داخل وخارج المغرب.

وأضاف أن مجال الكتاب والقراءة شهد بدوره برامج وأنشطة مكثفة حيث تم تنظيم تظاهرات دولية ووطنية وجهوية من قبيل المعرض الدولي للنشر والكتاب والمعارض الجهوية للكتاب وجائزة المغرب للكتاب وجائزة الحسن الثاني للمخطوطات، وبرنامج لتقوية القدرات الإبداعية للسجناء في المجال الثقافي، والاهتمام بثقافة الطفل، كما تعززت الساحة الثقافية بخمسة منشورات ذات قيمة علمية، فضلا عن تصاعد وتيرة الانفتاح على المجتمع الدولي من خلال استقبال المغرب لأنشطة ثقافية دولية والمشاركة في مناسبات وتظاهرات ثقافية بالخارج.

كما سلط الضوء على مجال تعزيز الدبلوماسية الثقافية والاحتفال بوجدة عاصمة للثقافة العربية لسنة 2018، وللحصيلة الرقمية لقطاع الثقافة وكذا البرامج التي تم تنفيذها في مجال الفنون.

و.م.ع

عن موقع: فاس نيوز ميديا