بفاس : انطلاق فعاليات ” أيام الشباب والعلم في خدمة التنمية “في دورتها الحادية عشرة” تحت شعار “التنمية المستدامة في مواجهة التغيرات المناخية”

بفاس : انطلاق فعاليات ” أيام الشباب والعلم في خدمة التنمية  “في دورتها الحادية عشرة” تحت شعار “التنمية المستدامة في مواجهة التغيرات المناخية”

عزيز باكوش

    في إطار الشراكة المبرمة بين وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني وأكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات احتضن مدرج مركز التكوينات والملتقيات مولاي سليمان التابع للأكاديمية الجهويـة للتربية والتكويــن لجهــة فــاس- مكناس يومه  الثلاثاء 8 نونبر 2016  حفل إعطاء الانطلاقة  لفعاليات الدورة الحادية عشرة من تظاهرة  “أيام الشباب والعلم في خدمة التنمية” وذلك  تحت شعار التنمية المستدامة في مواجهة التغيرات المناخيةوالذي تميز كذلك بتوقيع اتفاقية شراكة بين كل من أكاديمية فاس مكناس وأكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات  لفائدة  ثانوية علي بن بري بالمديرية الإقليمية لتازة  .  

 

    حضر  حفل افتتاح هذه الدورة  الذي يتزامن هذه السنة مع احتضان المغرب لمؤتمر قمة الأطراف  COP22إلى جانب الكاتب لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني الدكتور يوسف بلقاسمي ومدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين جهة فاس مكناس وأمين السر الدائم لأكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات  كل من السيدتين المديرتين الإقليميتين والسادة المديرون الإقليميون بالجهة والمدير الجهوي لمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل ورؤساء الأقسام والمصالح وتمثيليات من النسيج النقابي والمدني والجمعيات المهنية وعشرات التلاميذ من مختلف الشعب العلمية والتقنية  فضلا عن منشطي الأندية البيئية وعدد من المهتمين بالمجال  

  وفي كلمته الترحيبية باسم الأكاديمية  نوه الدكتور محمد دالي باختيار  أكاديمية فاس مكناس لاحتضان  فعاليات انطلاقة هذه التظاهرة العلمية المتميزة في دورتها 11 التي دأبت وزارة التربية الوطنية على تنظيمها سنويا في إطار الشراكة التي تربطها بأكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات التي شكر بالمناسبة أمين سرها الدائم  ذ  عمر فاسي الفهري.

    وقال إن وزارة التربية الوطنية وفي إطار اهتمامها بالكفايات العرضانية ضمن مشاريع الرؤية الاستراتيجية 2015-2030 وبتشجيعها للأندية العلمية والبيئية والفنية وللأنشطة المقاولاتية وبالإلحاح على ضرورة انفتاح المؤسسات التعليمية على محيطها يأتي إيمانا منها بالتلازم الوطيد بين التنمية المستدامة وقضايا البيئة . كما شكر  في كلمته جهود  كافة شركاء الأكاديمية الهادفة إلى تبسيط وتقريب العلوم الدقيقة من إدراك وفهم تلميذاتنا وتلاميذنا . كما توجه بالشكر إلى الجامعة الأورومتوسطية التي أصبحت شريكا أساسيا للأكاديمية في كل ما يتعلق بالأنشطة العلمية والتقنية بمؤسساتنا التعليمية

    من ناحية ثانية  أوضح مدير الأكاديمية أن ما يضفي على نشاط هذا اليوم نكهة  خاصة هو تزامنه مع ذكرى عزيزة وغالية على كل المغاربة ،وهي الذكرى الواحدة والأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة إلى جانب احتضان المغرب لحدث دولي كبير تتجه له انظار العالم . وأبرز المسؤول الأول عن الشأن التربوية بالجهة إدراك  الأكاديمية أن التربية والوعي الرافعتان القادرتان على مواجهة الأخطار التي تنتج في الأساس عن أنشطة الإنسان  وممارساته الخاطئة  تجاه البيئة وعن سوء توجيه للتطور التكنولوجي مؤكدا في السياق ذاته انخراطها بكل جدية في جميع الأحداث الوطنية والتظاهرات العلمية والتربوية  وذكر بالبرنامج الجهوي المواكب لمجريات مؤتمر الأطراف وكذا الأنشطة التي تنظم بجميع المؤسسات التعليمية بالمديريات الإقليمية .  

  إلى ذلك ،  وانطلاقا من اليوم العاشر من نونبر الحالي ستنطلق العمليات المبرمجة في إطار أيام الشباب والعلم بشراكة مع الجامعة الأورو متوسطية حيث ستستقبل المؤسسات التعليمية بمختلف المديريات أساتذة من هذه الجمعة يؤطرون ندوات علمية ومحاضرات كما ستستقبل الجامعة في رحابها أفواجا زائرة من التلاميذ وأساتذتهم ومنشطي أنديتهم العلمية .

   من جهة أخرى اعتبر الدكتور دالي المؤسسات التربوية مشتلا للقوة الاقتراحية العلمية والعملية لبعض مشاكل البيئة المحيطة بها عبر أنشطتها البيئية والعلمية  مبرزا أن  إبداعات التلاميذ وابتكاراتهم من خلال المعرض المقام بفضاء المدرج تجسيدا لذكاء تربوي متميز لدى ناشئتنا في اطار تفاعلها الاستباقي مع القضايا البيئية والايكولوجية في علاقتها مع التنمية المستدامة . وأشاد في ختام كلمته  بفوز الثانوية التقنية بفاس بالرتبة الأولى في المسابقات الوطنية التي تشرف عليها جمعية إنجاز المغرب والتي ستدافع عن حظوظها  على المستوى الدولي إذ سيمثلون المغرب في الاقصائيات الدولية بدولة البحرين .

 

    الدكتور يوسف بلقاسمي في كلمة توجيهية  باسم وزارة التربية الوطنية اعتبر  تظاهرة شعار أيام الشباب والعلم في دورتها الحادية عشرة المنظمة بشراكة بين وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني واكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات والتي تنعقد تحت شعار ” التنمية المستدامة في مواجهة التغيرات المناخية” له راهنيته إذ يساير التحولات التي  يعرفها العالم وينسجم وحدثا كونيا هاما حدث هذه السنة بامتياز الا وهو احتضان المملكة المغربية مؤتمر الأطراف حول المناخ COP22     ما بين 7 و18 نونبر الحالي بمدينة مراكش .  مضيفا  أنه يترجم السعي الحثيث للمنتظم الدولي من أجل تجويد حياتنا فوق كوكبنا الأرض . 

    ونبه الدكتور بالقاسمي إلى أن وثيرة ارتفاع درجة حرارة الأرض وما ينتج عنه من تغيرات مناخية  وكوارث بيئية كالاحتباس الحراري وتلوث الهواء والماء ونضوب مصادر المياه العذبة والجفاف وانتشار سلسلة من الامراض غير المعروفة السبب بالإضافة الى السرطانات والحساسية والتي اثرت على كل انواع الحياة ليسائل التربية قبل ان يسائل أنماط النمو للرفع من درجة يقظتها وبدون أي تردد  أو انتظار  من أجل تكوين أجيال قادرة على استحضار الوعي البيئي في مختلف أنشطتها البيئية .  ولم يفوت المسؤول المركزي الفرصة متوجها  بالشكر إلى كافة شركاء المنظومة أكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات وللجامعة الأورومتوسطية على كل ما قدموه من دعم ومساعدة للمؤسسات التعليمية في إطار هذه التظاهرة العلمية متمنيا لها الدوام والاستمرارية

     كما أكد  على ضرورة استحضار الوعي المبكر لدى ناشئتنا بأهمية التفكير في مستقبل المحيط البيئي  عند كل مبادرة تنموية  كضمان لديمومتها  ونجاعتها ونفعيتها الممتدة في الزكان والمكان . مضيفا   في السياق نفسه  أن اهتمام المنظومة التربوية بالبيئة  والايكولوجيا وعلاقتهما بالتنمية المستدامة  ليس وليد اللحظة والمناسبة ، بل إنه انشغال يدخل في صلب مهامنا التربوية  مشيرا إلى الحضور القوي للبيئة بجميع مكوناتها  في صلب المنهاج الدراسي  وكذا الاهتمام الكبير بالعلاقة بينها وبين التنمية المستدامة الهادفة إلى خلق وعي بيئي لدى التلاميذ في مختلف أبعاده مقترن بسلوك تربوي مكتسب مدعوم بقناعة راسخة لدى الجميع ، بما في ذلك الأسرة والمجتمع المدني ومنتجي الثروة وكل فئات المجتمع المدني .

   وقال إن  تكوين مواطن الغد  لا يتحقق بالاقتصار على تمكينه من معطيات نظرية فقط ولكن لابد  من مساعدته على ترجمتها إلى سلوكات إيجابية صديقة للبيئة وإلى التزام راسخ برفع التحديات التي تفرضها إشكالية البيئة في مجملها وبتحقيق التنمية المستدامة والمنشودة .مؤكدا على أهمية اسلوك المدني الذي تسعى التربية الى ترسيخه لدى ناشئتنا لإنه مقياس نجاعة بعض طرقنا البيداغوجية .

    من جهته أعتبر  أمين السر الدائم لأكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات المبادرة تجسيدا للمبادئ الأساسية التي ارتكز عليها الميثاق الوطني للتربية والتكوين حيث أكد على ضرورة تكوين المواطن المنفتح والشغوف بطلب العلم والمعرفة في أرحب آفاقها والمتوقد الاطلاع والإبداع والمطبوع بروح المبادرة الإيجابية والإنتاج النافع”

   وأضاف  الأكاديمي  عمر فاسي الفهري  في كلمته خلال  الجلسة الافتتاحية أن التمكن من العلوم والتكنولوجيا اليوم أصبح  من  أهم العناصر التي توفر قوة اقتصادية وثقافية للأمم والشعوب ورهانا أساسيا لممارسة السيادة الفعلية على مستوى الاختيارات المجتمعية . كما أن البحث العلمي والإبداع التكنولوجي  يضيف المحاضر  أصبحا يعتبران من أهم عناصر ربح الرهانات ورفع التحديات في عالم يتسم بعولمة العلاقات الدولية الاقتصادية والتجارية مع ما يترتب عن ذلك من تنافسية قوامها الإنتاجية والجودة وفي ظروف تتميز بالتقلبات المناخية وتأثيراتها على التنمية المستدامة .

    ودعا إلى بذل المزيد من الجهود لربح الرهانات ورفع التحديات  حتى  يتبوأ العلم والبحث العلمي والتقني المكانة اللائقة بهما في سلم القيم والأولويات الوطنية و على السعي إلى الاجتهاد الحثيث والمثابرة الجادة لإقامة حوار دائم بين عالم البحث والمستجدات التكنولوجية وعالم الأنشطة الاقتصادية الاجتماعية .

    من ناحية أخرى  طالب أمين السر الدائم لأكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات  بالعمل على  تشجيع تدريس العلوم وترسيخ اكتساب المعرفة ونشر الثقافة العلمية وسط الشباب المغربي وتحسيسهم بأهمية العلم والتكنولوجيا في حياة المجتمعات ،  وتوجيههم نحو التكوينات والمهن التقنية والعلمية التي تشكل المفتاح الناجع لعصرنة البلاد وتأهيلها وربح رهانات التنمية المستدامة .   وذلك من خلال النهوض بأوضاعهم وتنمية شخصيتهم واستثمار طاقاتهم وتحفيزهم على الاندماج في سياق عصر الانفتاح ومجتمع العلم واقتصاد المعرفة.

   وأشار أن التظاهرة العلمية لهذه السنة التي تنظم ما بين 8 و17 نونبر 2016 في معظم المدن المغربية تتميز بكونها تندرج في إطار الاحتفال بالذكرى العاشرة لتنصيب الأكاديمية من طرف صاحب الجلالة ، وبكونها ستشتمل على أنشطة علمية وتربوية متعددة من محاضرات علمية ومعارض وورشات وعروض وتجارب علمية وزيارات ميدانية وطاولات مستديرة سيشرف على تنظيمها مختلف الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين وعلى تأطيرها ثلة من الأساتذة ورجال العلم والتكنولوجيا من بينهم أساتذة يعملون بمختلف المؤسسات التربوية ببلادنا،  وكذلك أساتذة أعضاء في أكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات . وزاد الأكاديمي موضحا أن اختيار موضوع التغيرات المناخية في مواجهة التنمية المستدامة   يندرج في إطار النقاش العام الدائر داخل الوطن حول إشكالية التغيرات المناخية وانعكاساتها على التنمية  المستدامة .

    وأورد أن المغرب أحد الدول الإفريقية المتضررة بالانعكاسات السلبية للتغيرات المناخية ولذلك  أصبح لا مناص من نهج سياسات تأقلم محكمة التخطيط لحماية الساكنة من عواقب الاحتباس الحراري التي تطال الفلاحة والأمن الغذائي والمجال الساحلي والموارد المائية  وختم مداخلته  بالقول  إن التقدم الذي حققته بلادنا في مجال مكافحة التغيرات المناخية  بفضل برامج الطاقات المتجددة وتدبير الموارد المائية ومعالجة النفايات مكنها من كسب اعتراف دولي ومن تبوء مركز الريادة على المستوى العالمي . كما أن تنظيم المغرب للمؤتمر العالمي للمناخ COP22   بمراكش هو ثمرة التزام على مستوى عال من طرف المملكة لفائدة البيئة والتنمية .

   

 

   اللقاء كذلك كان فرصة لتوقيع اتفاقية شراكة وتعاون ودعم للمؤسسة الثانوية التأهيلية علي بن بري بمديرية تازة بين أكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة فاس مكناس .

   كما تميز اللقاء بالمحاضرة الهامة في موضوع ” التنمية المستدامة في مواجهة التغيرات المناخية ” للاكاديمي الدكتور مالك غلاب مدير أبحاث LASS – تولوز فرنسا   وعضو أكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات تخصص علوم رياضية وإعلام والتي استهدفت  دعم مستوى تمثل المعرفة العلمية عند تلميذات وتلاميذ المؤسسات التعليمية  عبر تقديم معلومات مبسطة مدعومة برسوم وبيانات   ذات علاقة بالبيئة والمناخ  كما  استهدفت  على وجه الخصوص تطوير وعيهم بإشكالية التغييرات المناخية وانعكاساتها على التنمية المستدامة  و تمكينهم من الاطلاع على الحلول الممكنة  لمواجهة والتصدي للتأثيرات السلبية لهذه الظاهرة . ولا شك أن محاضرة  الأكاديمي الدكتور مالك غلاب  وتواصله المباشر  مع تلاميذ الشعب العلمية والتقنية بالمدرج  كخبير وعالم  ستولد لدى الحاضرين  ولدى الناشئة  مزيدا من التساؤلات حول مصير الإنسان ومستقبل البشرية برمتها. وكذلك مزيدا من الإحساس والوعي بما يصنعه الإنسان بمصيره فوق الأرض .

     الوفد الرسمي قام بزيارة  لمعرض بفضاء المدرج  اشتمل عل أكبر لوحة فنية  تم إنجازها  من قبل أساتذة  المادة ورواد  مركز التفتح الفني والأدبي  “أم أيمن” كما تضمن زيارة معرض نماذج لإنتاجات النوادي العلمية بالجهة . وكان ملفتا  تقديم  تلاميذ المستوى الابتدائي  منتوج رواق  النادي العلمي لمديرية مولاي يعقوب باللغة الفرنسية .