المكتب الشريف للفوسفاط يشهر أسلحة البحث والابتكار لغزو السوق العالمية

أعادت المناظرة الوطنية الأولى حول البحث في مجال الفوسفاط المنظمة بالصخيرات بتاريخ 12 و 13  شتنبر الجاري، أسئلة تثمين الفوسفاط كثروة تمنح للمغرب الريادة في الاستغلال والانتاج والتسويق على المستوى العالمي ، ورهانات ربط الجامعة بصناعة الفوسفاط من خلال تعميق الأبحاث والابتكار خاصة أن المغرب يحتل المرتبة الأولى في التصدير نحو القارات الخمس والمرتبة الثالثة من حيث الانتاج. ويكشف حجم مشاركة مهندسين وباحثين ودكاترة في أشغال المناظرة، وتخصيص صندوق لتمويل البحوث في هذا المجال العمق الاستراتيجي لهذا القطاع في النسيج الاقتصادي الوطني، والأهمية التي تشكلها الشراكة بين وزارة التعليم العالي والمجمع الشريف للفوسفاط، وقيمة التوصيات التي إنبثقت عن أشغال وورشات المناظرة.

الابتكار بالنسبة للمكتب رافعة أساسية للتنافس فإن هذه الكلمة هي رافعة اساسية للتنافس ومصدر جديد للنمو. وهو بالتالي يعتبر عاملا حاسما في مخططاته، خاصة التحديات المتمثلة في جعله في قلب كافة المبادرات التي يقودها المجمع في كل المستويات، من قيبل إحداثه لمديرية تختص بالابتكار الصناعي في شتنبر 2012 من أجل التكفل بكل ما يتعلق بالابتكار بالمجمع.
حضور أزيد من خمسمائة باحث مغربي من داخل وخارج المغرب في مجال الفوسفاط والعاملين في مختلف مراكز البحوث عبر العالم الأسبوع الماضي بالصخيرات للمشاركة في أول مناظرة وطنية حول البحث التنموي في مجال الفوسفاط، معطى يحمل أكثر من دلالة من حيث تثمين الفوسفاط كثروة وطنية استراتيجية يتوفر منها المغرب على نصف الاحتياط العالمي، ويحتل المرتبة الأولى في تصديرها نحو القارات الخمس، كما أنه ظل يصنف في المرتبة الثالثة من حيث الانتاج. معطيات من بين أخرى كانت كافية للمجمع الشريف للفوسفاط، والوزارة الوصية على قطاع البحث العلمي، لتحقيق مبدأ الإلتقائية في ربط الجامعة المغربية بنسيجها الاقتصادي، والمؤسسات الاستراتيجية الكبرى.
خلال أشغال المناظرة الوطنية الأولى للبحث التنموي حول الفوسفاط كان تفاؤل ورهان مصطفى التراب المدير العام للمجمع الشريف للفوسفاط في سعي المجموعة لتنمية مجال الفوسفاط لاحدود لهما. بدا ذلك واضحا في إقراره أولا بالتقدم الحاصل في الأبحاث العلمية المرتبطة بالصناعة الفوسفاطية ومشتقاتها خاصة منها النادرة والثمينة، كاليورانيوم، والتي تسير فيها الأبحاث بشكل مشجع، أو تلك التي يطلق عليها المجمع بالتشكيلة الجديدة من المنتوجات الفعالة، التي ستساهم في إغناء العروض التجارية الحالية من بينها الفوسفاط، والحامض الفوسفوري والأسمدة الفوسفاطية.
المدير العام وفي عرضه أثناء افتتاح المناظرة، أكد على ضرورة أن تقترب المقاولة أكثر من البحث العلمي، مشددا على أن الإبتكار يشكل رافعة للاقلاع الاقتصادي يمكن من تحقيق تنافسية قوية، خاصة أمام التحدي الأمن الغذائى العالمي الذي يشكل أحد الانشغالات الكبرى التي تأتي على رأس جدول آعمال منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، وهي تساؤلات انصبت حول كيفية تأمين الغذاء لساكنة متزايدة في العالم، في الوقت الذي مافتأت تتقلص فيه مساحات الأراضي الصالحة للزراعة يوما عن يوم. المجموعة قامت في هذا الاتجاه وعلى مدى سنوات بتعزيز محفظتها من المنتجات المبتكرة، حيث تمت ملاءمة أنواع عديدة من الأسمدة التي تناسب أساليب الري الموضعي لمواجهة أشكالية نقص مياه السقي.
وفي ظل تزايد الطلب على الفوسفاط ومشتقاته، وأمام التحديات التي تفرضها الاستثمارات الضخمة، فقد تقرر وفي إطار الدفع من طرف المجموعة بالبحث التنموي انشاء صندوق لمنح وتمويل الأبحاث في مجال الفوسفاط للدكاترة والمهندسن بتعاون مع وزارة التعليم العالي. وذلك بقيمة 90 مليون درهم على مدى ثلاثة سنوات، مع العلم أن المكتب يتوفر في الوقت الحالي على نحو 170 من الباحثين بميزانية تقدر ب 400 مليون درهم مخصصة للبحث والتطوير، وهي تغطي سلسلة القيمة بأكملها للمجمع الشريف للفوسفاط عبر تثمين الجوانب المرتبطة بالانتاج والعمليات الصناعية والجوانب المرتبطة بالمنتوجات وطرح المنتوجات المبتكرة.
استراتيجية المجموعة في مجال البحث والابتكار في مجال الفوسفاط لن تقف عند استغلال البنيات والمؤهلات الحالية، فموازاة مع عقد شراكات متعددة مع الجامعات ومراكز  تسعى المجموعة إلى تعزيز البحث العلمي في مسلسل الاستغلال، والانتاج ثم التسويق، عبر الحرص على الحضور في الأسواق العالمية، والرفع من حصة المغرب في التصدير والريادة على المستوى العالمي.

مؤطر
لمجمع الشريف للفوسفاط في أرقام

* سابع   غشت سنة 1920 الاعلان عن انشاء المكتب الشريف للفوسفاط
* تعتبر المجموعة أول مصدر للفوسفاط الخام والحامض الفوسفوري ومن أهم منتجي الأسمدة في العالم>
* يقدم رقم معاملات المجموعة سنة 2012 ب 59,3 مليار درهم .
* تتواجد المجموعة على مستوى سلسلة انتاج القيمة، حيث تستخرج تطور ، وتصدر الفوسفاط ومشتقاته، كالحمض الفوسفوري والأسمدة.
* تشغل المجموعة أكثر من 23000 مباشر، وتساهم بشكل كبير عن طريق أنشطتها بالمواقع الصناعية وكذلك ببرامجها ومشاريعها التنموية بتطوير مناطق المغرب.
* المجموعة تخصص برنامج استثماري في أفق 2020 بقيمة 130 مليار درهم.
* يتوفر المجمع على 170 من الباحثن بمزانية تقدم ب 400 مليون درهم مخصصة للبحث والتطوير.
* المجمع يحدث مديرية لابتكار الصناعي في شتنبر 2012 من أجل التكفل بالابتكار
الجامعة المغربية ومعركة تثمين الفوسفاط علميا

*400 باحث مغربي يشتغلون في مجال الفوسفاط
* الرفع من منح الامتياز بنسبة 50 بالمائة
* تخصيص 300 مليون درهم للبحث العلمي
* 10  ملايين درهم لتمويل البحوث خاصة المستوفية لشروط البحث

400 باحث مغربي يهتمون ويباشرون أبحاثهم في مجال الفوسفاط، وتخصيص ميزانية تقدر ب 300 درهم، ثم الزيادة في عدد منح الامتياز بنسبة 50 بالمائة.. مع العمل على استقطاب أعداد إضافية من المهندسين الدكاترة المغاربة المهاجرين بالخارج، هي من بين التوجهات المركزية ضمن المخطط الاستراتيجي (2013-2016 )  الذي سطرته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لتطوير منظومة البحث العلمي بالمغرب، وربطه بمحيطه الاقتصادي، وهي خطوة ، حسب الوزير الوصي في القطاع، خلال تدخله أثناء المناظرة الوطنية الأولى للبحث التنموي في مجال الفوسفاط المنظمة بمدينة الصخيرات  الأسبوع الماضي، بشراكة مع المجمع الشريف للفوسفاط، ضرورية لتثمين ثروتنا الوطنية وجعلها عاملا أساسيا للتطور والتقدم. المسؤول الحكومي كان أكثر وضوحا، وهو يؤكد أن الجامعة المغربية مؤهلة لخوض معركة البحث العلمي، ضمن استراتيجية شاملة، لن تقتصر على البحث في مجال الفوسفاط بل ستشمل صياغة مناظرات أخرى مع قطاعات كالمناجم ، النقل والاتصالات.
الوزير شدد في نفس اللقاء الذي ضم أزيد من 560 باحث ومهندس الذي حضروا للمشاركة في أشغال المناظرة على أن الابتكار هو قاطرة التنمية. والمغرب الذي يتوفر على نصف الاحتياطي العالمي من مادة الفوسفاط، ويحتل الرتبة الأولى في التصدير، ثم الرتبة الثالة في الانتاج، مدعو إلى تثمين هذه الثروة وهذه الصناعة، من خلال جملة من لتدابير الموازية، كتطوير منظومة الانتاج، وبذل مجهودات في مجال الأبحاث في مجال الفوسفاط ومشتقاته العديدة والنادرة كالأورانيوم لتتلاءم مع المعايير الدولية ف هذا المجال.
الوزارة وضمن مخططها الاستراتيجي، قررت إعادة هيكلة الوزارة، ووضع ترسانة قانونية لتطوير منظومة البحث العلمي، من خلال الانفتاح على محيطها الخارجي، وتعزيز قيم الشراكة داخليا وخارجيا، والاستعانة بخبراء أجانب، قصد ضمان شفافية في بتقييم الأبحاث العلمية المنجزة حيث يمكن أن تصل نسبة تمويل البحوث إلى 10 ملايين درهم إذا توفرت فيه الشروط العلمية، والهدف محاولة سد الخصاص المسجل في عدد الدكاترة والمهندسين بالجامعات المغربية.  استعداد الوزارة لإحداث صندوق مشتركة  بين الجامعة والمكتب الشريف للفوسفاط لتعزيز البحث العلمي كان من أهداف تنظيم مناظرة الصخيرات وذلك من خلال تخصيص ميزانية تصل إلى 90  مليون. مع تشكيل شبكة من  الباحثين في مجال الفوسفاط، من أجل تقاسم الخبرات وتكثيف الجهود ووضع الوسائل لبلوغ الأهداف، ووضع المركز الوطني للبحث العلمي والتقني رهن إشارة الأبحاث في هذا المجال، سواء من الناحية البشرية أو اللتجيهزات العلمية
مجمع الفوسفاط ينشأ أول مركبل أكاديمي في الصناعات المنجمية بابن جرير
في إطار سياسة دعم البحث التنموي على المستوى الوطني، أطلق المجمع الشريف للفوسفاط مشروع إنجاز جامعة محمد السادس المتعددة التخصصات التقنية، وتعد هذه الجامعة مؤسسة عالمية ودولية سيتم تشييدها في إطار مشروع « المدينة الخضراء» بابن جرير على بعد 80 كلم من مدينة مراكش، وتشكل « مدرسة التدبير الصناعي» أول لبنة أكاديمية سيتم افتتاحها في قلب هذه الجامعة التي ستفتتح أبوابها خلال السنوات المقبلة. المؤسسة الجامعية – حسب مسؤولين بالمجمع – ستمنح فرصة لمتابعة التعليم العالي في مسالك الصناعة المنجمية، والتنمية المستدامة والتدبير الصناعي، وهي مجالات تهم بشكل بشكل مباشر أنشطة المجموعة، كما ستوفر شعب الدراسة في مجالات الاقتصاد وعلم الاجتماع والبيئة.
المركب الأكاديمي سيضم مختبرات البحث خاصة في المجال الكيماوي والمنجمي، مما سيسمح بجلب كفاءات مميزة للمجموعة، كما ستستقبل الجامعة باحثين دوليين في مجالات تخصص متنوعة. مشروع الجامعة سيشكل دعامة في مجال صناعة الفوسفاط.
انفتاح المكتب على البحوث والتكوين  في مجال الفوسفاط، كان واضحا من خلال إطلاق محور الفوسفاط بآسفي حيز العمل، حيث سيتم تحويل الموقع الصناعي الحالي إلى منطقة صناعية ومنطقة للتكوين والبحث التنموي من أجل تطوير المجمع الشريف للفوسفاط وشركائه الصناعيين عبر إنشاء فضاء مفتوح أمام المقاولات.
خمس مراكز لتكوين الكفاءات استراتيجية المكتب في مجال التكوين لا تتوقف، فالمجموعة أطلقت حمس مراكز لتكوين الكفاءات بمختلف المناطق التي تحتضن أنشطة بالمملكة، بغلاف استثماري 1,177 مليار درهم، حيث ستوفر 500 منصب شغل. المراكز ستوفر مجموعة من التكوينات، بفضل التعاون مع شركاء دوليين من مستوى عال (تكني فيتور) ببلجيكا. و (ديبون) بالولاية المتحدة الأمريكية، وجيز بألمانيا. تكوينات ستواكب التطور الصناعي للمجموعة ونجاعة محيطها في مختلف التخصصات في مجال الصناعات  الكيماوية. التكوينات تستهدف العاملين بالمجمع في مرحلة أولى، ثم المتخرجين الشباب من التكوني المهني ومدارس المهندسين من أجل تحسين مستوى استعدادهم لولوج عالم الشغل.
توصيات المناظرة الأولى حول الفوسفاط بالصخيرات
* إحداث صندوق  لتمويل البحوث
* تخصيص منح لإعداد رسائل الدكتوراه
* منح جائزة أفضل بحث وجائزة أحسن هيئة
عقب اختتام أشغال المناظرة التي احتضنها قصر المؤتمرات بالصخيرات أيام 12 و 13  شتنبر 2013، أوصى المشاركون فيها بتخصيص منح لإعداد رسائل الدكتوراه ومنح جائزة أفضل بحث وجائزة أحسن هيئة بحث في مجال الفوسفاط وكذلك تنظيم مؤتمرات علمية وإصدار منشورات ميدانية وعلمية في مجال الفوسفاط . من جانبها، ستقوم وزارة التعليم العالي بتعبئة مختبرات البحوث، وتعزيز إمكانياتها للاستجابة للأشغال التي سيتم انتقاؤها عقب طلبات العروض الخاصة بمقترحات المشاريع. الرئيس المدير العام للمجمع الشريف للفوسفاط أعلن وفي إطار المناظرة الوطنية الأولى حول البحث في مجال الفوسفاط  عن إطلاق صندوق مخصص لتمويل البحوث في هذا المجال حيث رصدت له ميزانية تقدر بـ 90 مليون درهم  على مدى الثلاث سنوات المقبلة.
الدورة الأولى عرفت مشاركة  أزيد من 560 أستاذ ومهندس وباحث ينتمون لجامعات مغربية من القطاعين العام والخاص، وكبريات مدارس المهندسين والمعاهد ومؤسسات البحث إلى جانب نخبة من الباحثين المغاربة المقيمين بكل من فرنسا وإسبانيا وبلجيكا والولايات المتحدة الأمريكية وكندا.
تم تشخيص واقع البحث التنموي في مجال الفوسفاط، والذي هم البنية التحتية للبحث ومحاور وأشغال البحث التي تتم تغطيتها من طرف الباحثين العلميين المغاربة وتلك التي لم تتم تغطيتها بعد، إضافة إلى الموارد البشرية والآليات المتوفرة. كما أتاح النقاش الوقوف على نقط القوة والضعف للبحث على الصعيد الوطني والمحاور التي يجب أن تحظى بالأولوية.
و بمناسبة انعقاد هذه المناظرة، تم تشخيص واقع البحث التنموي في مجال الفوسفاط، والذي هم البنية التحتية للبحث ومحاور وأشغال البحث التي تتم تغطيتها من طرف الباحثين العلميين المغاربة وتلك التي لم تتم تغطيتها.وترجمة  للطابع الملموس للشراكة بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر ومجموعة الشريف للفوسفاط.
حوار
عاشة بن محمدي
نائبة الرئيس مكلفة بالبحث العلمي والتعاون بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة
الشراكة بين الجامعة والمكتب الشريف للفوسفاط نواة لإعادة الثقة للباحثين المغاربة
1- في نظركم هل الجامعة المغربية في الظرف الحالي مؤهلة للانخراط في الأبحاث وخوض غمار الابتكار الذي يخدم التنمية؟
لقد أبانت الجامعة المغربية على قدرتها على مواكب التطور العلمي والتكنولوجي وبالتالي يمكن لها أن تنخرط بشكل قوي في خدمة التنمية المستدامة، لكن بشرط أن تتوفر على الظروف والامكانيات المشجعة على للبحث العلمي. المفارقة الحالية أنه رغم توفر الجامعات على الكفاءات المؤهلة سواءم حيث الدكاترة والمهندسين في معظم التخصصات، فإنها لازالت تعاني من نفص في الأدوات والامكانيات من مختبرات وتجهيزات جديدة حيث أن الموجود منها إما معطلة أو متجاوزة. وانطلاقا من المعطيات الميدانية فالمغرب يتوفر على العديد من هيئات البحث من فرق و مختبرات وشبكات و”أقطاب الكفاءة”، غير أن هذه البنيات والمراكز تبقى في أمس الحاجة لتحسين أدائها من الرفع من الميزانيات والموارد المالية المرصودة إليها، وهذا في رأيي لن يتم إلا  بمساهمة القطاع الخاص و الشركات الوطنية الكبرى وذلك بواسطة منظومة تشاركية يمكن هاته المؤسسات من الرفع من انتاجياتها وتحسين أدائها. ويسمح  بالتالي للجامعة من الانتقال من مرحلة التجريب المخبري الى مرحلة المساهمة في الإنتاج الوطني وتطويره٠ إن شرط التوفر على سياسة بحث علمي يتوقف على مدى نجاعة الربط بين السياسات القطاعية المتبعة في العلاقة الجدلية بين المؤسستين لجعل الجامعة المغربية تتبوؤ المكانة اللازمة في تطوير المعرفة وخوض غمار الابتكار وبالتالي الاستجابة لمتطلبات التنمية الترابية على حد سواء دون إغفال ما يمكن أن تأتي  به  العلوم الإنسانية في مجال تطوير المجتمع وبنياته ومؤسساته.
فلمواكبة كل المخططات التنموية والأوراش الاقتصادية و التقنية الكبرى تبرز الحاجة إلى  ضرورة توجيه البحث العلمي بشكل دقيقف و تقريبه من المقاولة الخاصة وذلك من خلال تقوية الروابط بين العالم الأكاديمي و العالم الاقتصادي كما نرجم ذلك بقوة في مناظرة الصخيرات الأولى حول البحث في مجال الفوسفاط.

2 – تشكل مناظرة الصخيرات الأولى حول البحث في مجال الفوسفات حلقة من بين حلقات أخرى لتطوير الشراكة الناجعة بين مؤسستين ( الجامعة، والمكتب الشريف للفوسفات) لتثمين هذه الثروة الوطنية، كيف تقرؤون هذه الشراكة، وماهي انعكاساتها العلمية والاقتصادية على الجانبين؟
حقيقة هي شراكة تستحق أكثر من وقفة بين بين مؤسسة كبرى وفاعلة كالمجمع الشريف للفوسفاطفي والمؤسسة الجامعية بكل عام لمن شأن ذلك أن ينمي قدرات كلتا المؤسستين للاستجابة إلى الأهداف المتوخاة من عملهما.  فالشراكة بين المكتب و الجامعة المغربية هي  بمثابة ضخ  دم جديد للبحث العلمي و الجامعة المغربية و من ثم  تحسين امكانياتها في التعليم العالي وتكوين أطر البلاد٠
فالمكتب الشريف للفوسفات مؤسسة رائدة و لها مكانة مرموقة في الاقتصاد الوطني والدولي و منفتحة على عدة مجالات علمية و اقتصادية واجتماعية و ثقافية عبر العالم ويمكن للجامعة أن تستفيد من الاحتكاك والتعامل مع ٱطر و هيئات هذه المؤسسة، و أن تكسب رهان تأهيلها لمشاركته في إنجاز مهامه و تحقيق مشاريعه الرائدة في مجال استغلال الفوسفاط في كافة مراحله.
بالإضافة إلى أن هذه الإلتقائية المبنية على الابتكار والبحث كفيلة بأن تشكل رافعة للإصلاح و مؤطرة له في كل المجالات، خاصة إذا تم الانسجام والتوافق والتعامل بالاحترام اللازم بين الأطراف ونبد كل ما من شأنه أن يعطل من تفعيل هذه الشراكة أو تضييق مجال البحت العلمي و حصره في مواضع خاصة دون الانتباه إلى مكامن النجاح المتواجدة من علوم دقيقة و طبيعية و علوم إنسانية وإقتصادية وتقنية يمكن أن تشكل النواه الصلبة لأي تقدم ممكن في هذا المجال الاستراتيجي للمغرب.
٠

3- تنوي وزارة التعليم العالي والمجمع الشريف للفوسفات الانفتاح على الطاقات، والكفاءات العلمية  هل تعتقدون أن ذلك ممكن في ظل عزوف وهجرة الكفاءات، وصعوبة استقطابها واقناعها بالعودة للمساهمة في تنمية الاقتصاد الوطني ؟
إن تطوير أدوات البحث العلمي و جعلها تتفاعل مع الاقتصاد الوطني عبر الانفتاح على مؤسسة من حجم المكتب الشريف للفوسفات لمن شأنه أن يحفز كل الطاقات و جعل الكفاءات سواءالمحلية أؤ « المعاجزة » تعمل في إنجاز ما تصبو إليه من تطور علمي وازدهار اقتصادي و انعتاق إجتماعي٠ المغرب ليس بالعاقر من ناحية الانتاج والبحت العلمي هذا بالرغم من المشاكل التي تعرفها منظومة التربية و التكوين. فكل المجهودات يجب أن تنكب على دراسة الدوافع وأسباب هجرة هذه الكفاءات وتذليل الصعوبات قصد استقطابها للعودة والمساهمة الفاعلة في تطوير منظومة البحث والابتكار في كل المجالات الحيوية، والتعاون الحالي، عبر تفعيل الشراكة بين المكتب الشريف للفوسفات و الجامعة المغربية سيكون بداية مشجعة إلى إعادة الثقة لهذه الكفاءات، وحثها على الانخراط سواء من خلال موقعها في المؤسسات والمراكز العلمية في الخارج أو عبر المساهمة المباشرة في البحوث محليا من  خلال البنيات والمراكز العلمية التي توفرها وزارة التعليم العالي، أو المجمع الشريف للفوسفاط. فلا شك أن شراكة من هذا الحجم ستعمل على استثمار طاقاتنا و خبراتنا سواء تلك التي غادرت الوطن  أو٠التي لازالت مرابطة رغم الصعاب.