الحركة الأمازيغية للمخزن : سمعا وطاعة يا مولاي (مقالة رأي)

مبارك بلقاسم

– قال المخزن في عام 2003: الحرف اللاتيني حرام على اللغة الأمازيغية لأنه حرف عالمي خطير ومتطور جدا وسيطور اللغة الأمازيغية أكثر من اللازم وسينجحها أكثر من اللازم. وتطور اللغة الأمازيغية بالحرف اللاتيني العالمي يقلق الإسلاميين والتعريبيين ويصيبهم بانهيارات عصبية وأزمات قلبية وأوجاع معوية رهيبة، لأن ذلك يذكرهم بالتجربة التركية الأتاتوركية الناجحة مع الحرف اللاتيني. لهذا سنمنع اللغة الأمازيغية من التدريس والترسيم بالحرف اللاتيني العالمي الذي يسهل قراءتها وكتابتها وتعلمها على المغاربة والأجانب، وسنشفر اللغة الأمازيغية بشفرة ورموز تيفيناغ التي لا يقرأها أحد. نريد للفرنسية أن تحتكر الحرف اللاتيني العالمي بالمغرب لتستمر الفرنسية في ريادتها وسيادتها وتألقها الرائع في كل مدن ومؤسسات وربوع المغرب. أما اللغة الأمازيغية فالحرف الأصلح لها هو حرف تيفيناغ الديكوري لكي تبقى اللغة الأمازيغية في مجالها الطبيعي: الديكور والفولكلور.

فقالت الحركة الأمازيغية: سمعا وطاعة يا مولاي المخزن.

– قال المخزن في عام 2011: الهوية المغربية مكونة في غالبيتها الساحقة من مكونات أجنبية وروافد أجنبية من آسيا وأوروبا والبحر المتوسط وأفريقيا جنوب الصحراء. أما الأمازيغية فهي مجرد مكون من مكونات هوية المغرب مثل بقية “يا أيها الناس” أي مثل بقية الأجانب واللاجئين. المغرب ليس شعبا أمازيغيا وليس بلدا أمازيغيا وقوميته ليست قومية أمازيغية ولا ينتمي إلى العالم الأمازيغي. لا لا لا. الأمازيغ مجرد جالية من الجاليات الأجنبية بالمغرب مثل العرب واليهود العبريين والأندلسيين والمتوسطيين والحسانيين والسنغاليين.

فقالت الحركة الأمازيغية: سمعا وطاعة يا مولاي المخزن.

– قال المخزن في عام 2011: تظل اللغة العربية اللغة الرسمية الأولى والعليا والشامخة للدولة المغربية وتعمل الدولة على حمايتها ورعايتها وتطويرها والتدريس بها واستعمالها. أما اللغة الأمازيغية فهي لغة رسمية ثانوية أدنى مرتبة وأقل درجة ومجمدة الترسيم ومقيدة الترسيم بـ”قانون تنظيمي” ممرحل تتحكم الأحزاب السياسية في مضمونه حسب أجنداتها السياسية ليرسخ هذا “القانون التنظيمي” ثانوية ودونية اللغة الأمازيغية تحت سيدتها اللغة العربية في كل المجالات عبر عشرات السنين القادمة.

فقالت الحركة الأمازيغية: سمعا وطاعة يا مولاي المخزن.

– قال المخزن في عام 2019: ها هو “القانون التنظيمي” للغة الأمازيغية الذي يكرس مكانتها الثانوية الشكلية ويرسمها شكليا بحرف تيفيناغ الديكوري على مراحل وجرعات وقطرات على مدى عقود من الزمن وفق آخر المعايير العالمية. وسيرسخ هذا “القانون التنظيمي” الرائع مكانة اللغة الأمازيغية بحرف تيفيناغ الذي لا يقرأه أحد أسفل وتحت العربية في كل اللوحات والكتابات والاستخدامات (الشكلية طبعا). وسيرسم هذا “القانون التنظيمي” الرائع اللغة الأمازيغية شكليا قطرة قطرة بشكل تأجيلي تسويفي يضيع أكبر قدر من الوقت عبر سنوات وعقود طويلة بشكل لا يزعج البيروقراطية المغربية. فالدولة المغربية التي رسمت العربية والفرنسية فوريا منذ 1912 بدون أي “قانون تنظيمي” (وبالاستعانة فقط بالمترجمين مباشرة بدون أية تعقيدات قانونية بيروقراطية) هي الآن في القرن 21 لا تعرف كيف ترسم اللغة الأمازيغية إلا بهذا “القانون التنظيمي” الرائع الذي سيضيع ويتلف أكبر قدر ممكن من وقت اللغة الأمازيغية وسيدفنها في المتاهات البيروقراطية وسيحنطها في الشكليات والديكوريات التيفيناغية التي لا يقرأها أحد ولا يفهمها أحد.

فقالت الحركة الأمازيغية: سمعا وطاعة يا مولاي المخزن.

– قال المخزن في عام 2019: لقد قررنا أن نفرنس المغرب أكثر مما هو مفرنس في جميع المجالات، وقررنا أن نعود إلى فرنسة التعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي وقررنا بذلك تحصين وتأبيد فرنسة التعليم الجامعي العلمي والاقتصادي والتقني، أما الإنجليزية فهي مؤجلة إلى أن يصبح المغرب متطورا ومتقدما مثل أمريكا وبريطانيا وأستراليا. وحتى لو أدخلنا الإنجليزية في التعليم المغربي جزئيا فلن نتخلى أبدا عن الفرنسية ولن نخونها أبدا أبدا ولن ننتقص من هيمنة الفرنسية وسيادتها وريادتها أبدا أبدا. وفي عز الاقتصاد العالمي المشتغل كليا بالإنجليزية وفي عصر البحث العلمي والتكنولوجي العالمي العالي المستوى المشتغل حصريا بالإنجليزية قررنا أن نضاعف استخدام الفرنسية بالمغرب في كل المجالات، وقررنا فرنسة الطفل المغربي وفرنسة الطالب المغربي وفرنسة الإنسان المغربي بشكل أقوى وأعظم وأحلى وأروع، وقررنا أن نرسخ ونقوي مكانة اللغة الفرنسية كلغة رسمية أبدية خالدة للدولة المغربية وأن نعمق ونجذر مكانتها بالمغرب فتصبح مستحيلة الاقتلاع والطرد من المغرب، وذلك لتبقى اللغة الفرنسية بالمغرب مستمرة إلى أبد الآبدين بجانب أختها اللغة العربية في إطار سياستنا الخالدة: التعريب الأبدي والفرنسة الأبدية.

فقالت الحركة الأمازيغية: سمعا وطاعة يا مولاي المخزن. وهكذا يا أعزائي تمخزنت الحركة الأمازيغية وحَسُنَ تمخزنها.