طلب دعم أنشطة جمعية لبروج نسوس للثقافة والفنون، هل حقا كان مصيره سلة المهملات؟

حين احتل النقد الموجه لمهرجان مكناس في نسخته الثالثة مساحة التعييب عند إغفاله لمكون اللغة الامازيغية سواء في العروض الفنية  أوفي الندوات  الثقافية المرفقة بأيام المهرجان. كنا بعدها نأمل أن تكون العبرة بالخواتم، وتفهم كل الملاحظات بأريحية تامة من طرف القيمين على الشأن الثقافي بمكناس، ويتم تزكية التراث الأمازيغي بالدعم والمساندة وحتى الرعاية الفضلى، وتنال الثقافية الامازيغية المشتركة الحضوة بمعادلة الإنصاف و تكافؤ فرص التعبئة الحاضنة لكل المكونات اللغوية الوطنية، والتي تضمنها الفصل (5) من دستور المملكة ( تعد الأمازيغية أيضا لغة رسمية للدولة، باعتبارها رصيدا مشتركا لجميع المغاربة بدون استثناء…).

وكان فيما مضى بالقرب الزمني، أن مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم، كان قاب قوسين أو أدنى من أن يلغي (ملتقى مكناس لحوار الهويات والثقافات) والاحتفال بقدوم السنة الامازيغية الجديدة (2969)، وذلك نتيجة شح الدعم المعتمد من قبل جماعة مكناس والذي (لا يكفي لا لعقد الندوة الدولية …ولا لأي نشاط كيفما كان نوعه). بنفس المكيال الفارغ هذه المرة تلقت (جمعية لبروج نسوس للثقافة والفنون) الصد وعدم تمكين الجمعية من أي الدعم،  حيث ورد في كلمة رئيس الجمعية يوم السبت 19 يناير  2019 بقاعة المنوني ( … أن الشكاء المحتملون… لم يقدموا للجمعية أية مساعدة ولو اعتذارا بسيطا … فلا المجلس الجماعي البلدي، ولا المجلس الإقليمي قاما بدعمنا سواء ماديا أو معنويا، رغم قيام الجمعية بوضع طلبات الدعم لدى كل الجهات المختصة، وكان مصير تلك الطلبات سلة المهملات).

فإذا ما سلمنا بتنفيذ القانون رقم 78.00 المتعلق بالميثاق الجماعي، كما تم تغييره وتتميمه وفق ما ورد في القانون 01.03 ، خصوصا المادة 41 في إطار الاختصاصات الذاتية للمجلس الجماعي، فإننا نقف على مسؤولية الجماعات المحلية التي يجب أن تضطلع بها في تنمية الثقافات ومنها أكيدا الثقافة الأمازيغية ، كما أن التنمية الثقافية والحفاظ على التراث اللامادي هي من صلب اهتمامات مجلس الجماعة، ويمكن إزاحة تلك الاختصاصات على مجالس العمالات والأقاليم والمجالس الجهوية باختلاف المتسع القانوني.

 تصريح صادم تلقاه كل من حضر بكثرة قاعة المنوني الثقافية من أجل الاحتفال برأس السنة الامازيغية 2969 تحت شعار (الامازيغية ثقافة وتراث)، تصريح ممكن أن نكتشف من خلاله فقر تفعيل الرعاية الفضلى والاعتراف بالتنوع اللغوي المغربي، تصريح يلقي الكرة في مرمى القسم الثقافي بجماعة مكناس على أساس خلق شراكات بالتمييز الايجابي مع الجمعيات ذات البعد اللغوي الامازيغي، وذلك من أجل ترسيخ ثقافة الاعتراف بالمكون الامازيغي والذاكرة المشركة التاريخية، و الهوية الجماعية للحمولات اللغوية المغربية التنوعية.

متابعة للشأن المكناسي/ محسن الأكرمين.

عن موقع : فاس نيوز ميديا