كيف تنالين إعجاب زوجك؟

لكلّ إنسان على هذه الأرض جوع شديد للحُبّ ولنَيل المديح والتّقدير.

 وعبر سنيّ عملي الطّويلة في المشورة الأُسَريّة، لم يحدث أبداً أن سمعت امرأة تشكو من فرط مديح زوجها لها، بل على العكس أسمعهنّ على الدّوام يردِّدنَ هذه الجملة: “غالباً ما يكون زوجي ناقداً للغاية”. ومع أنَّ الكثير من الزّوجات ربّما فقدنَ الأمل اليوم ويشعرنَ بالخيبة بسبب أزواجهنّ، إلاّ أنَّ الخبر المفرِح هنا هو أنّه يمكن للمرأة أن تستعيد  إعجاب زوجها بها، كما يمكنها تعليمه مدحها.

 امدحيه على مدحه لك:
كانت “جودي” تحبّ التّدريس، لأنَّ مديرها في العمل اعتاد على أن يمدحها بانتظام على مهاراتها وطُرُقها، ونادراً ما كان يمرّ يوم دون أن يرمي إليها بكلمة تشجيع رقيقة، كان واضحاً بأنَّه كلّما مدح عملها كلّما شعرت بتحسّن. تخيّلي سيّدتي التّأثير الذي بمقدور المديح المستمرّ أن يفعله معك كزوجة. أ لستِ معي في أنّك ستعملين بجدّ أكبر كلّ يوم لتكوني الشّريكة التي يتغنّى بها زوجها؟. وعلى هذا، حتماً ستكونين حرّة لتمدحيه أنت بدورك لمجرّد إدراكك بأنّ عملك قد نال تقديراً منه. أشجّعك أن تخبري زوجك عن التّأثير الذي يتركه التّشجيع في نفسك. امدحيه على مدحه لك، وبيّني تأثير وفرق الكلمة الإيجابيّة التي يقولها لك.
 
عرِّفي زوجك برفق عن احتياجك لاستحسانه لك:
لا تخجلي من أن تطلبي مدح زوجك لك. لا شيء خطأ في التّقدير والفخر الذي تشعرين به بسبب مدح صادق خارج من فمه. ذات مرّة سمعتْ زوجتي بالصّدفة إحدى الموظّفات في متجر للبقالة توضّح مدى حبّها لوظيفتها، لأنّ ودّها ولطفها مع الزّبائن جعلها تشعر بالقبول والأهميّة وأكدّت قائلة: “كذلك رئيسي والموظّفين الآخرين كانوا دائماً يخبروني بأني أُحسِن القيام بعملي”. وأضافت: “أُفضِّل أن أكون هنا حيث يقدّرني شخص ما، عن أن أكون في البيت مع ذلك الزّوج الذي حتّى إذا أعددت له وجبة من عشرة أصناف، لا يبالي بي. ودعكَ ممّا يحدث عندما أتأخّر في إعداد العشاء يوماً ما، فإنّه يُسمعني كلّ الكلام السّيء بسبب ذلك”. أنتِ وأنا سيّدتي نعرف بأنَّ هذه المرأة بحاجة إلى الاعتراف باحتياجها لنَيل الاستحسان من زوجها؟ فإنْ لم تستطع المرأة الاعتراف باحتياجها للتّقدير ونَيل المديح من زوجها، سيصبح زواجها مُملاًّ وسطحيّاً وستجفّ مشاعر حُبّها واستجابتها له، وستبدأ ببناء جدران وحواجز تمنعه عنها.
الكتاب المقدّس في سِفر التّكوين 2: 18. يقول الله بأنَّه جعل المرأة مُعيناً نظيراً للرَّجُل، وعلى هذا، كيف يمكن لهذه المرأة أن تدرك بأنّها مُعينة نظيرة لزوجها إنْ لم تعرف بأنّها بالفعل تساعد وتكمّل وتُتمّ عمله؟  

كوني محدّدة مع زوجك عن الوقت الذي تحتاجين فيه إلى مدحه:
حاولي استخدام جُمَل كهذه: “أنا أعلم يا عزيزي أنك ترغب في أن يكون زواجنا سعيداً، هل تودّ أن تعرف ما الذي بمقدورك فعله لتجعلني زوجة أكثر سعادة؟. هذا لن يكلّفك شيئاً أو طاقة، فقط مجرّد إبداع صغير وهو أن تُريني إعجابك بي بمدحي لأجل من أكون وما أفعل؟. على سبيل المثال، أنا أحتاج كلمة جميلة منك حين أُعِدّ وجبة متميّزة لأجلك. أو حين أبذُل جهداً ووقتاً مضاعَفاً لأفعل شيئاً إضافيّاً. أحتاج فقط أن أعرف هل أعجبك هذا؟ أحتاج إلى التّشجيع ولا شيء خطأ في احتياجي”. سيّدتي، ربّما يمكنك أن تشرحي لزوجك بشكل أفضل مقدار احتياجك للتّقدير بربط هذا بإحدى تجاربه الشّخصيّة، كهذه القصّة على سبيل المثال: عندما سأل أحد الأزواج زوجته: لِما لا تقضين إجازة معي؟. أجابت: “هل تريد أن تأخذ إجازة مع رئيسك العجوز؟. وهو كان قد ترك عمله للتّوّ بسبب النّقد اللاذع الذي كان يناله من قِبَل رئيسه في العمل. فشرحت له زوجته بمحبّة كيف أنّ حالها يشبه حاله قائلة: “عندما تنتقدني أشعر كما تشعر أنت حين ينتقدك رئيسك. أشعر بهزيمتي عندما تتجاهل الأشياء الحَسَنة بشأن الطّعام الذي أُعِدّه، وتُبرز ما أنساه كالملح الغير الموجود على المائدة. أو حين لا أستطيع  إيجاد النّوع الذي تحبّه من السَّمْن. وعلى الرّغم أنّ كلانا نعمل ولدينا وظائف، لكنّي أشعر بأنّك تنتظر منّي أن أُعِدّ الغداء في الوقت الذي تشاهد أنت فيه التليفزيون، أشعر بأنّي أقلّ من الشّخص العادي”.  حين سمع هذا الزّوج كلماتها المجروحة، انهار وبكى. اليوم هو شخص مختلف تماماً عمّا كان عليه منذ ستّة أشهر، وبتغلُّبه على تجربة الشّكوى والانتقاد، صار حُرّاً قادراً على تسديد احتياج زوجته من الإعجاب والحُبّ والمدح.

 ابتهجي عندما يمدحك زوجك:
الطّريقة الأخيرة لتُعلِّمي زوجك احتياجك للقبول منه هي: “الإشراق” في أيّ وقت يمدحك فيه. كافئي زوجك بحماس وإعجاب لتجعليه راغباً في عقله الباطن بمدحك مراراً وتكراراً. كسائر البشر كلّنا يحتاج ويستجيب للمديح، لا شيء يدعو للخجل في التَّوْق إلى الحصول على المدح من حين لآخر. طالِبي سيّدتي بحقّك الشّرعي هذا، وذلك باستجابتك لمديح زوجك بوجه فَرِح ومُبتهِج وتعبيرات برّاقة.