مديرة أعمال عُمر الشريف بلا راتب منذ 29 عاماً

 

عنوان هذا الموضوع ليس للإثارة كيفما كان، بل ما قلّ ودلّ عن واقع حال بائس تعيشه إيناس بكر، المتحدثة باسم الممثل عُمر الشريف ومساعدته ومدربته على معظم أفلامه ومديرة أعماله في مصر منذ 29 عاماً، وهو عمل لم تتسلم مقابله "أي راتب ولا عمولة على الإطلاق"، كما تقول إيناس التي لا صورة لها على الإنترنت غير ما ننشره  اليوم.

خلال عملها "ببلاش" مع عمر الشريف كانت إيناس تؤمن حياتها من عملها أيضاً كمخرجة وكاتبة سيناريو معروفة في مصر، لكن حالتها المادية أصبحت من الأسوأ مع تغير روليت الحياة عبر الزمن، فأصبحت لقمة العيش صعبة، خصوصاً أنها عزباء وعمرها 61 عاماً، وعليها ديون تعجز عن تسديدها، مع أنها لا تزيد على 2370 دولاراً.


وحدثت إيناس ، أمس الأحد، عن الديون وعن ظلم لحق بها من عملها لسنوات بلا أي مقابل مع أحد أشهر الممثلين، وعن رغبة دفينة فيها لقتل نفسها جدياً، ونكرر كلمة جدياً؛ لأن الحياة قست عليها وأصبحت بالنسبة إليها بلا جاذبيات، وما يمنعها من الانتحار هو أن الديون لأشخاص لا تريد "أن يخسروا أموالهم بموتي"، وفق ما ذكرت عبر هاتف البيت من القاهرة.


وليست الديون التي ظنت أنها بالملايين، سوى لستة أشخاص فقط، بينهم شقيقاها الوحيدان، ومجموعها 14 ألفاً و300 جنيه مصري لا غير، "لكنها كثيرة بالنسبة لي، ولا أستطيع تسديد مليم واحد منها؛ لأني بلا إيراد منذ ثورة 25 يناير قبل عام"، كما تقول.

وزوّدت إيناس بجردة عن ديونها التي لا تريد لأحد أن يسددها عنها، وقالت إنها 2000 جنيه لوفاء منصور، مدير عام المتابعة بالتلفزيون المصري الحكومي وشقيقة المحامي المعروف مرتضى منصور، "وهو مبلغ عرضته عليّ بأكتوبر الماضي كقرض منها، فقبلته، وللآن لم أسدد منه أي قرش صاغ".


كما عليها مبلغ مماثل لميّ كمال، صاحبة مصانع لطفي الشهيرة للأحذية، واقترضتها منها منذ 3 أسابيع، إضافة لمبلغ 300 جنيه مدينة به لشاب صديق وهو ممثل ناشئ اسمه عزت إبراهيم، ثم هناك الأهم وهي 4000 جنيه تركها معها جارها بالعمارة التي تسكن فيها بحي المهندسين.


وكان الجار، وهو أحمد عز الدين البالغ عمره 70 عاماً، باع أثاث صالون شقته وطلب منها أن تبقي ثمنه لديها كأمانة، "فتصرفت بها من دون إذنه وعلمه، ولا أدري كيف سأعيدها فيما لو طلبها فجأة"، وفق تعبير إيناس الحاصلة على بكالوريوس من قسم التصوير بمعهد السينما وليسانس باللغة الإنجليزية من "معهد الألسن" بجامعة عين شمس.


وكذلك سئلت عن ديونها لشقيقيها، فقالت إنها 3000 لأحمد، وهو عازب عمره 65 عاماً ومتقاعد على المعاش من عمله كمهندس سابق في مرفق مياه القاهرة. ومثلها لشقيقتها أماني، وهي عازبة أيضاً ولا تعمل وتقيم مع شقيقها الذي تكبره بعام في حي شبرا.


أما إيناس فتسكن في شقة متواضعة كانت تقيم والدتها معها فيها قبل وفاتها عام 2000 فبقيت تسكنها بمفردها؛ لأن العقد قديم والإيجار كان 14 جنيهاً فقط، "وكنت أخجل من دفعه لمالكة العمارة نفيسة بدر الدين، فهو قليل، لذلك ذهبت إليها بنفسي وطلبت أن ترفعه فأصبح 100 جنيه".

وأسوأ ما واجهته إيناس في حياتها هو حين تمكّن منها سرطان الثدي في 1986 فعالجته، ثم ظهر ثانية بعد 10 سنوات، وقهرته بالعلاج أيضاً، لكنه تحايل في 2003 وظهر مجدداً بخلايا تسرطنت بالعظام، وهو الآن في درجة T2 الثانية، وهي مرحلة ما قبل الخطر الحاسم بدرجة واحدة فقط، ومنذ ذلك العام وهي تصارع أخبث الأمراض.


والعلاج مكلف لإيناس، لأنه يستهلك معظم إيراد قليل يأتيها من هنا وهناك، فهي مضطرة لتناول حقنة اسمها Zometa ثمنها 1350 جنيهاً، أي تقريباً 200 دولار، وهي دواء هرموني من سويسرا يمنع استفحال التسرطن بحيث يبقى تبرعمه تحت السيطرة دائماً.


كذلك من المفروض أن تتناول أقراصاً سويسرية أيضاً اسمها femara ثمن العلبة المحتوية على 30 حبة 90 دولاراً، وهي تقلل فرصة عودة السرطان الى الثدي مجدداً، "لكني لا أشتريها لارتفاع ثمنها"، وفق ما قالت إيناس المعتلة أيضاً بسكري تعالجه لدى الدكتور صلاح الغزالي حرب. أما السرطان فيعالجها منه الدكتور محسن برسوم، وهما لا يتقاضيان منها شيئاً.


وما يصل لإيناس من إيراد شهري ثابت، بحسب ما أخبرت به "العربية.نت"، يقل عن ثمن الحقنة التي تشتريها كل شهر، أي 1000 جنيه فقط يأتيها من تقاعد والدها، أبوبكر ذكري، وهو صاحب مؤلفات وكان قبل وفاته في 1980 أستاذاً للفلسفة بجامعة الأزهر.


كما يزورها خالها شوقي أبوعلي، وهو أمريكي الجنسية وخبير اقتصادي، فيساعدها بمبلغ 2000 وأحياناً 3000 جنيه في كل مرة يزورها فيها، علماً أن زياراته لا تتعدى 4 مرات بالعام. والباقي تؤمنه إيناس بالاقتراض المضطرة اليه نتيجة للعمل "ببلاش" مع فنان عالمي تصف حالته المالية بمريحة جداً، الى درجة أن مصروفه السنوي "لا يقل عن نصف مليون يورو"، بحسب تقديرها، فهو يملك 5 جياد للسباق بفرنسا "ويصرف عليها 9000 دولار شهرياً"، على حد قولها.