كلاسيكو الخلود ريال مدريد الصامد في مواجهة برشلونة الباحث عن فرض الذات من جديد

مجرّد ساعات هي التي تفصلنا عن الكلاسيكو العالمي بين قطبي الكرة الإسبانية، ريال مدريد الذي يريد العودة بعد التعثر الذي عرفه بداية الموسم وبرشلونة الذي يقدّم أداء ملفتا بالبطولة وشبه باهت على مستوى الأبطال، في هاته الفقرة تخصص لكم جريدة كود مقالا تفصيليا عن نقاط القوة والضعف وكذا حلول لكلا الفريقين لتحقيق النصر
ريال مدريد، الجمع بين القوة البدنية والمهارة التقنية

عانى ريال مدريد خلال سنوات سابقة من نقص المهارات التقنية في صفوفه، وكانت هذه المشكلة هي السبب الرئيسي في هزيمته خلال معظم مباريات الكلاسيكو في حقبة جوارديولا بارسا، لكن عملت الإدارة الملكية على ضبط بوصلة الفريق بالوصول إلى تعاقدات مميزة، وجلب أسماء تجيد التعامل بالكرة، وليس فقط الجري بها.

لذلك أصبح الريال خلال السنة الأخيرة فريق يعرف كيف يلعب الكرة، يمرر ويستحوذ، يهاجم ويعرف متى يدافع، وهكذا فاز بدوري الأبطال بعد مشوار حافل خصوصاً مباراتي نصف النهائي أمام بايرن ميونخ، لأن وقتها الريال قدم نفسه كفريق قاتل في المرتدات، وأمام دورتموند في البرنابيو، لعب بشكل هجومي إستحواذي، بينما في النهائي أمام أتليتكو، أنقذته الكرات الهوائية
والضربات الثابتة.

لذلك مدريد فريق جيد بالكرة ويجيد المرتدات، وقوي في الكرات العرضية والركنيات.

تكتيكياً، لوحة تخص طريقة لعب 4-4-2، بوجود رباعي دفاعي صريح، رفقة إيسكو، مودريتش، كروس، رودريجز بالمنتصف، والثنائي بنزيما ورونالدو بالهجوم. “وحتى إن عاد جاريث بيل، لن تتغير الطريقة والأقرب أن يبدأ الغريم بإيسكو في المنتصف”، هكذا قال إنريكي سريعاً،

أما دفاعياً، فالأقرب البدأ بالرباعي الذي شارك أمام ليفربول، بإستثناء عودة راموس إلى التشكيلة الأساسية والأقرب أن يبدأ بجوار بيبي في الخط الدفاعي الأول.

أما كروس ممرر رائع، مودريتش صانع لعب غير تقليدي، وإيسكو هو نجم في وبين الخطوط In Between Lines ويلعب بين الجناح ومنطقة الارتكاز داخل الملعب.

لذلك ستكون خطة الريال مزيجا بين 4-3-3 / 4-4-2 والاختلاف في إيسكو، لأنه حينما يلعب على الجناح أمام رودريجز في المقابل رفقة لوكا وكروس، سيصبح هناك رباعي صريح في المنتصف، أما حينما يعود رونالدو إلى الجناح وبنزيمة في الصندوق، يصبح إيسكو لاعب الوسط الثالث أمام الكتلان.

جاء لويس إنريكي بآمال عريضة وأحلام كبيرة، وحاول المشاغب السابق إضافة لمسته الخاصة من البداية، واللعب بأسلوب مباشر بعض الشيء عن السابق، لذلك لم يعد تمركز الوسط هو حجر الأساس، وإنتقلت السطوة إلى لاعبي الهجوم، والأظهرة المتقدمة إلى الأمام، مع الحفاظ على أساسيات اللعب الهجومي والإستحواذ على الكرة.

الدفاع

دفاعياً، الأفضل وجود ثلاثة مدافعين + ظهير في الخط الأخير، وليس مدافعيّن وظهيريّن كالعادة، وبالتالي من الأنسب البدأ بجيرمي ماتيو على اليسار وليس في قلب الدفاع، لأنه قوي وسريع ولا يتقدم كثيراً، وبالتالي في حالة هجوم ألفيش، من الممكن ضبط التحولات بوجود ثلاثي صريح لا يصعد للأمام. لأن الأهم مواجهة مرتدات الريال قبل كراته الرأسية.

ماتيو يساراً وألفيش يميناً، والعمق بيكيه + بارترا / ماتشيرانو، ولكن ماتشيرانو وجوده ضروري كلاعب سريع في الخلف أمام المرمى، مع الوضع في الترتيب أن الثنائي ماتشيرانو وبيكيه في عمق الدفاع، بيكيه كقلب دفاع مائل لليمين، وذلك لكي يكون أقرب للناحية اليمنى،

من أجل إيقاف أي عرضية قادمة من الناحية اليسرى التي يفضلها الريال للهجوم على ألفيش، بينما ماتشيرانو قلب دفاع مائل لليسار، يدعمه ماتيو في الكرات العالية على الجانب الآخر، حتى نصل إلى أقرب صيغة للتوازن، لحين عودة فيرمالين.

وجود ثلاثي دفاعي مع ظهير، سيجعل تركيبة الوسط أكثر تحرراً من السابق، ويساعد إنريكي على الهروب من شبح تكتيك الموسم الماضي الخاص بأربع لاعبين بالوسط، من أجل مزيداً من السيطرة، وبالتالي اللعب برباعي خلفي متوازن، سيجعل البارسا يلعب بتكتيكه المعتاد بالأمام، ثلاث مهاجمين، وثلاث لاعبين وسط.

تركيبة الوسط

وقبل وضع تشكيلة الوسط، هناك بعض النقاط المهمة:

– وجود راكي وإنيستا في الوسط يساعد الفريق كثيراً عند المرتدات من الأطراف، لكنه يتسبب في فجوة شاسعة بالعمق، كما حدث أمام باريس سان جيرمان بسبب الفراغ الشاسع بين بوسكيتس وميسي،

– راكيتتش لا يمتاز بالخبث الفني الكبير في التمرير القصير كتشافي وإنيستا، لذلك يهاجم ألفيش وحيداً على اليمين، ويضيع مجهود الفريق في عرضيات لا طائل منها،

– يعاني تشافي من لياقة أقل بسبب عامل السن، وإنيستا لا يلعب بمستوى ثابت خلال الموسم الحالي، لذلك تبقى صيغة الوصول إلى ثالوث متكامل بالوسط أمر صعب جداً.

لذلك لا خلاف على دور بوسكيتس في الإرتكاز المتأخر، وراكيتتش من أجل سرعة الإرتداد ومساندة الإرتكاز في الضغط على لاعبي مدريد، وتبقى المفاضلة بين إنيستا وتشافي في لعب دور اللاعب المكمل لخط المنصف.

الحل الأول: مشاركة تشافي اساسي وإنيستا إحتياطي

– وقتها تشافي سيلعب على اليمين، وراكيتتش على اليسار.

– أرشح تشافي وذلك لأنه أفضل من يقوم بتشغيل ألفيش هجومياً، ويجعل وجود ميسي بالعمق أسهر وأيسر، حيث أن تشافي يدعم البرازيلي بالكرات، ويفتح المساحة أمام الأرجنتيني للتحرك.

– إنيستا قادر على القيام بالدور أيضاً، لكن وجوده كورقة رابحة، ربما يحمي الفريق إذا تعقدت الأمور، خصوصاً في وجود أطراف مثل رودريجز وإيسكو، أقل سرعة ولياقة من دي ماريا وبيل، وبالتالي بطء تشافي لن يتسبب في متاعب لا حل لها كالموسم الماضي.

الحل الثاني: مشاركة إنيستا أساسياً وتشافي إحتياطي،

– وقتها سيلعب إنيستا في مكانه على اليسار بشكل طبيعي، وراكيتتش سيأخذ الجانب الأيمن من المنتصف أمام بوسكيتس.

– سيشكل راكيتتش المثلث الهجومي رفقة ميسي وألفيش، راكي على الطرف، ألفيش يصبح ظهير وميسي في العمق.

– راكي يتحول لدور المهاجم الثاني، ميسي يصعد للجناح، وألفيش يدخل في العمق، وهكذا مزيداً من التركيبات الهجومية.

لكل حل الكثير من المزايا وبعض العيوب، لكني أميل لوضع إنيستا في النهاية على الدكة والإستفادة منه كبديل إستراتيجي.

الهجوم

لا خلاف على ميسي ونيمار، إشراك لويس سواريز من البداية، والمخاطرة من أجل النجاح، وذلك لأن تكتيك الفريق الهجومي يتوقف كثيراً على “هانيبال”، لأنه سيلعب بالعمق، ويفتح الطريق أمام ميسي، ويحجز المدافعين له، مما يجعل ليو في وضع أفضل لإستلام الكرة والإنطلاق رفقة نيمار الطائر على الأطراف.

ودفاعياً أيضاً يجيد سواريز التحول لمركز الجناح الأيمن، وتشكيل جبهة ثلاثية رفقة ألفيش وتشافي في المثلث الأيمن بمنتصف الملعب الخلفي، وبالتالي سنضحي ببعض من العتاصر الأساسية بالدفاع كألبا، من أجل الدفع بثلاث أسماء في الهجوم.
كل دور الهجوم ليس تسجيل الأهداف أو صناعتها، بل كيفية صناعة الفراغ لإنطلاقة ميسي، وإذا حصل ميسي على المساحة اللازمة، سيكون فوز البارسا أقرب في البرنابيو!