حديقة القناطر الخيرية بصفرو: متعة المكان وسحر الطبيعة

الزائر لمدينة صفرو لابد أن تقوده خطواته إلى حديقة القناطر الخيرية كمعلمة طبيعية من معالم عروس الأطلس، حيت يعانق خرير ماء واد آكاي المتدفق، سجاد الخضرة وشجر السنديان والصفصاف الوارف ليرسم لوحة طبيعية فاتنة، تغري أعين الناظر وتسدل على المكان سحرا وهدوءا سرمديا، هدوء لا يكسر بهائه الصامت إلا شذى طائر الحسون وتغاريد أم قنين وهديل الحمام الزاجل وأصوات الإوز ترتفع في سمفونية من حديقة الطيور المجاورة التي أبدعها رجل بسيط من هده المدينة امتهن فن التصوير قبل أن تقوده غريزته المرهفة إلى عشقه لتجميع الطيور ورعايتها بحنو من ماله الخاص .

و يخال للزائر الذي يجدب الفضاء المخضر إلى إيقاعاته الربيعية، بأنه يمر من حديقة مصممة على طراز حدائق بابل المعلقة تلك التي أهداها الملك السومري لأميرة حياته سيراميس لتقهر الأزمنة ولتصبح من عجائب الدنيا السبع . وفي عمق الحديقة يرتسم للزائر شلال مهجور يقع على فنار صمم على شكل قلب في تجلي للناظرين وذكرى ربما لكل العاشقين الدين مروا من هدا المكان الفاتن الذي تطرز سجاده سواقي متدفقة من الماء  .

من هنا يرنو نظر الزائر ليسرح ببصره حيت يتراءى لبصره جبل بينا وسيدي علي بوسرغين و تطل عليه من الجانب الآخر أبراج المدينة العتيقة التي ظلت خلال القرون الماضية تراقب القوافل التجارية وهي تمخر من سجلماسة عباب الصحراء قادمة إلى صفرو محملة بالعاج و الزعفران و بالذهب الإفريقي. وفي الجانب المطل من الحديقة يسع للزائر أن  يرمق قبة العدلونيين التي صممت على طراز فريد من العمارة الزجاجة تذكر ربما زائر الحديقة بمؤسسها في أواسط الثمانينيات من القرن الماضي مولاي العربي العدلوني الذي كان من الرؤساء الأوائل للمجلس البلدي لمدينة صفرو  
وبين خضرة المكان وبهائه وضلال الأشجار الوارفة وتنأيا رونق زهر البنفسج والعوسج ،وباقات الورود الحمراء و البيضاء وكأنها ترحب بزوارها بعفوية، توفر مقهى القناطر الخيرية لزائرها ولمثقفي المدينة وشعرائها وفنانيها، ممن تستهويهم جاذبية الخضرة و الماء و الوجه الحسن  فضاء لأخذ قسط من الراحة واحتساء كؤوس القهوة و الشاي المنسم بباقة من النباتات الطبيعية التي تكرمنا بها تربة صفرو المعطاءة.

هشام.ص