حكايتي مع الصحة بصفرو… حكاية طويلة

بعد أن حملنا على عاتقنا كشف المستور و معاناة المواطنين بصفرو مع قلة الخدمات الصحية المقدمة وخبط عشوائية في التسيير الذي تعاني منه منذوبية الصحة، كنا جازمين بأننا سنتعرض لحملات مرتدة وتهديدات خاصة بعد أن يئس اللوبي المصلحي في خطوات الإغراء ، وكنت أتوخى طي هذه الحكايات داخل أدراج ذاكرتي، لولى حرص المصادر على ضرورة كشف هؤلاء المسؤولين الذين لا تهز شعرة من شعورهم وضع حامل لحملها في الشارع العام و لا وفاة روح بريئة جراء الإهمال في أقسام المستشفى .
بأيام قليلة بعد نشري لمقالاتي حول المستشفى حدث أن أصبت في حادثة فقصدته كأي مواطن ووقفت في الطابور العريض أنتظر دوري من أجل شهادة طبية، وكانت صدمتي قوية عندما رفض مدير المستشفى تسليمي شهادة طبية وهو الذي تعود على توقيعها للعشرات مجانا وبدون حتى أن يكشف على المريض و البركة و الخير في المعارف، أما تلك الشواهد التي توقع بأقسام أخرى بذات المستشفى فحديثها أضحى تجري به الركبان في مدينة صفرو( لنا عودة إليها)،وفهمت بأن الحكاية فيها جر الحبل و بأنها تدخل من باب متاعب المهنة .
وبعد أسابيع من نشرنا لمقالات حول سوء التسيير الذي تعاني منه مندوبية الصحة بصفرو اتصل بي شخص أعرفه جيدا عبر الهاتف وعرض علي عرضا خاصا مفاده أن رئيس المصلحة الاقتصادية يريد أن يجالسني ليزودني بمعطيات لأنشرها مقابل 2000 درهم على أن أختار أنا أي مقهى بمدينة فاس للقاء و العرض قد يكون بالنسبة للعشرات بمثابة خبطة صحفية جيدة خاصة أننا نعيش في ظل الأزمة العالمية ، فعاودت الاتصال بصاحبي واعتذرت له بلباقة فقال لي هل تريد أن نزود المبلغ شيئا ما فقلت لا المبلغ جيد فقط أن يقرأ سلامي على صاحبه و أن يبلغه بأن الأخ ليس للبيع.
وبعد أن يئست الجماعة من الجزرة أتى الدور على العصا، فسمعنا بأن مندوب الصحة قام برفع دعوى ضدنا و عندما استفسرنا عن السبب قالوا بسبب أننا قلنا في وصفه بأنه صاحب الطلعة البهية فضحكنى مليا ولازلنا نضحك على الحكاية . لكن التهديد البليغ هو الذي وصلني منذ مدة من طرف مصدر جد مطلع و أثناء جلوسه مع رئيس القسم الاقتصادي بمندوبية الصحة أقسم له بأنه سيدخلنا إلى السجن و بأنه سيجلس العبد لله على القرعة ولا حياء في نقل ذلك للقراء ما دام أن الأمر صارت على المكشوف و فيه قنينات.
ومع ان رئيس المصلحة الاقتصادية الذي كان موقوفا لسوابقه لمدة تفوق عن السنة وممنوعا من التوقيع لم يذكر للمصدر اسم السجن الذي سيدخلني إليه ولا نوع القرعة حاشاكوم ربما لضيق مشاغله التي يقضيها في مقهى النسيم ، فنذكره ومن قبيل إن الذكرى تنفع المومنين بأنه لازال رهن التحري الصحفي في خروقاته القديمة و الجديدة و أن هذه المرة لن ينفعه تدخل ذاك المسؤول الذي وضعه على المسؤولية بعد ما كان موقوفا عنها .

اh.s