ضوء على مدينة صفرو ( الحلقة الأولى) : مدينة تقلع في صمت

 

 

    ليست مدينة صفرو هي مهرجان حب الملوك ، وليست المدينة هي مسابقة ملكة الجمال التي تقام على هامش المهرجان ، إنها أكبر من هذا كله ، إنها المدينة التي استطاعت أن تضفر بتصنيفات منظمات عالمية رأوا فيها  فرصة لخلق فضاء مشترك للإنسانية جمعاء ، لما تحمله المدينة بين ثناياها من أسرار خالدة .

    وكما واعدنا قراءنا الأعزاء في إطار برنامج ضوء على الجهة ، حللنا صبيحة هذا اليوم بمدينة صفرو ، لخوض جولة إعلامية هناك ، متلمسين خطواتها في بناء مشروع تنموي متكامل لها ، لكننا عجزنا عن مفارقتها آخر اليوم ، فالمدينة قدمت لنا مادة إعلامية غزيرة لامتناهية ، كما قدمت لنا لوحة فنية مستعصية على الوصف ، فالمدينة تمتلك سحرا طبيعيا خارقا .

على مشارف المدينة :

    ونحن نلج مدينة صفرو قادمين إليها من فاس ، خيل إلينا وكأننا على مشارف مدينة أوروبية ، حملنا أجهزة تصويرنا بسرعة حتى لا تفوتنا الفرصة وصوبناها في اتجاه جنبات طرقها التي اكتست رونقا بهيا ، طرق عبدت باتساق متكامل ، وحدائق رصت على جنبات الطرق بعناية دقيقة، وملتقيات طرق بمواصفات تهيئة حضرية رفيعة المستوى ، مناطق خضراء فسيحة ، وبنية تحتية مؤهلة ، من خلال جولة سريعة يتكشف لك أن هناك عملا شاقا وحثيتا وراء ذلك .

من يكون وراء كل هذا العمل الصامت ؟

توجهنا مباشرة إلى مقر المجلس البلدي لمدينة فاس ، ليطلعونا هناك على سر وصفتهم السحرية في كل هذا التحول الهادئ والصامت الذي تعيش على ايقاعه المدينة دون ضجيج ،

ونحن نلج بوابة المجلس البلدي استرعا اهتمامنا لوحة الكترونية وضعت هناك ، استفسرنا أحد المسؤولين ، ليشير علينا بأنها تأتي في إطار أول مشروع وطني تحظى به الجماعة يروم تلقي شكايات المواطنين وتتبع مسارها عبر آلية أوتوماتيكية ، لتتم الإجابة على هذه الشكايات في فترة لا تتعدى 5 أيام من طرف إدارة المجلس البلدي ،  إذ يكفي للمواطن أن يدخل رقم بطاقته الوطنية ورقم قيد شكايته ليتتبع آليا مسار شكايته وليطلع علىالإجابة عليها.

SEFROU1

وأنت بقلب بناية المجلس البلدي ، يخيل إليك وكأنك داخل بناية حكومية رفيعة المستوى ،: تشوير على أبواب مكاتب المصالح ، ومعمار رفيع الطراز شيدت عليه البناية ، ساهمت في إبراز معالمه قلة المرتفقين بذات البناية ، استفسرنا عن الأمر ، أجابنا المسؤول عن الاعلام والتواصل بالمجلس البلدي قائلا : “لم تعد هناك حاجة حتى ترتاد ساكنة مدينة صفرو مقر الجماعة ، كثير من الخدمات الإدارية التي نقدمها أصبحت آلية ويتم توفيرها عن بعد ، أعطيكم مثالا : جماعتنا كانت السباقة على الصعيد الوطني في خلق مبادرة الشباك الوحيد الأوتوماتيكي لفائدة الراغبين في الحصول على رخص التعمير ، الراغب في هذه الرخصة أصبح بإمكانه اليوم القيام بكل الإجراءات عبر بريديه الالكتروني ونحن نساعده في ذلك عبر الشباك الوحيد ، ليتحصل على هذه الرخصة في غضون أيام معدودة ، هذا الإجراء يقيه حر التنقل إلى هنا ، كما يقيه خطر الوقوع في عمليات الرشوة أو الإرتشاء…”

SEFROU2

   CIMG0642

  طلبنا بعدها من السيد حسان حيضر أن يخصنا بحوار بحكم أنه يشغل منصب النائب الأول لرئيس مجلس بلدية صفرو ، أجابنا قائلا : على الرحب والسعة ، لكنني لا أحبذ التحدث بلغة الخشب ومن فراغ ، أحب التحدث وفقط معطيات دقيقة تحكي بالأرقام ما استطعنا إنجازه طيلة فترة ولايتنا ( سنقوم بنشر الحوار المفصل الذي أجريناه مع السيد حسان حيضر في حلقة قادمة ) .

     حينها تأكدنا أننا أمام مسؤولين جماعيين من طينة خاصة ، بل بالأحرى أمام مدينة شقت طريقها في صمت دون أي ضجيج مصطنع أو ترويج متحامل مغرض ، حملنا أجهزة تصويرنا وأجرينا جولة ميدانية بالمدينة ، وثقنا فيها بالصورة الواقع التنموي للمدينة ،

نعد قراءنا الأفاضل بأننا سنعرض عليكم روبورطاجا متكاملا حول هذا الموضوع في حلقة مقبلة .