لماذا كثر النصابون بصفرو ؟؟ فسحة للنقاش من شاهد عيان

مع أن صفرو مدينة صغيرة وكما يتردد المثل في أرجائها: كول واحد فيها وصاكادو ديالو فوق ظهرو، إلا أن ملفات النصب والاحتيال الرائجة في محكمتها الوحيدة، أكتر بكثير من تلك الملفات من نفس الطينة المطروحة على أنظار المحاكم في مدن كبيرة كفاس أو طنجة …لدرجة يمكن القول مع علماء السوسيولوجيا أن النصب أصبح ظاهرة مجتمعية مركبة.
وحتى المتتبعون لملفات النصب من مباحث الشرطة إلى النيابة العامة يصابون بالدهشة من حيل النصابين و ألاعيبهم العجيبة في الاحتيال على الضحايا وهم يدققون في الشكايات الواردة على مصالحهم ذات الصلة بالنصب الذي أصبح ينخر و يهدد ثقة المجتمع بآفات عديدة ويفسد الضمير المدني وحسن النية التي تربى عليها مجتمع مشبع بقيم التمدن كالمجتمع الصفريوي .
قضايا النصب التي تصل مكتب الأستاذ محمد العلوي ليست سوى رأس جبل الثلج الذي يطفو فوق الماء أما بقية الجبل القابع تحت الماء فأكبر بكثير من ذلك .و البعض يعلم أن بمدينة صفرو دجالون ومشعوذون راكموا ثرواتهم بطرق مشبوهة وبها نصابون بالشيكات و الذين بالطالع ومحتالون بمهن تختلف كل مرة بحسب الظروف .وفيها سماسرة يتعقبون المواطنين على أبواب الإدارات وهؤلاء جميعا طلقاء يمارسون جرائمهم بكل حرية حتى أن من بين هؤلاء من يجالسون ويسامرون مسؤولين في هذا القطاع أو ذاك .


في أغرب قضايا النصب التي لازال بعض الصفريويون يرددونها حكاية ذلك الدائن بالشيك الذي طلب من مدينه أن يفي بدينه، فقال له المدين بأن دمته صافية اتجاهه و أنه لا يساله سوى رحمة الوالدين وعندما دهش الدائن وأخرج الشيك الموقع من طرف المدين قال له هذا الأخير أريني إياه وما إن أخرج الدائن الشيك حتى خطفه منه المدين و التهمه ومضغه تم بلعه و قال له وقد جحضت عيناه هانتا مابقيتي كتسال والو ؟؟ وهذا النصب يدخل في إطار الاحتيال المأكول .
حكايات كثيرة مشابهة كذاك الرجل الذي كان ضحية لنصب جراء شرائه لمسكن دفع فيه دم جوفه ودخل السجن بتهمة إصدار شيك بدون رصيد كان قد اقترضه من بائع المنزل نفسه و في الأخير تبين له وهو في سجنه أن وثائق المنزل بإسم رجل آخر فمات الرجل تقبله الله بسكتة قلبية وهو داخل السجن.
أما عن ألاعيب الغش بدأ من اللبن و الحليب إلى الزبدة البلدية والحليب إلى البسطيلة المحشوة بالحمص المصلوق والغش في الكيل فحدث ولا حرج.
نذكر أيضا ملف بقع الخاينة المعروض على النيابة العامة و الشواهد التي كانت تعطى من الجماعة لأناس خارج صفرو ليتملكوا بها. ونذكر( الله يفكرنا فالشهادة) المشعوذة التي كانت تنتحل صفة ملك نازل من السماء السابعة يحقق رغبات الزبناء بعد أن تطلق البخور و توهم الضحايا وكل ملاك يتمنه و أستغفر الله العظيم لي ولكم، وحكاية بائع المأكولات الذي كانت هوايته المفظلة هي تخليع (من الخليع) لحم البقر وهي على فراش الموت أو تكون قد ماتت بعد ساعات.
واليوم يكتوي أزيد من 300 عائلة من متطوعي المسيرة الخضراء بجمرات النصب و الاحتيال بعد إن أوهمهم رئيس الجمعية ومن معه بمساكن في تجزئة تبين أنها مجرد أوهام وطعم جعلوه في صنارة إصطادوا به حوالي مليار سنتيم من مال الفقراء وتركوهم على الحبل ، ولعل صرخة السيدة في الفيديو المصور فيه الكثير من الحكمة الشبيلي يدوز الحبس شكون يردها لينا؟؟ كما أن سؤال ضحية آخر: فين كانت السلطات وعلاش ميحاسبوش النوتيرا لي كنا كنحطوا عندها فلوسنا فيه أيضا حكمة بالغة .
خطورة النصب و الاحتيال لا تكمن فقط في الخسارة التي يتكبدها الضحايا وتخريبه للبيوت و الأسر، خطورته تكمن أيضا في تهديمه للقيم المجتمعية ذلك أن الأصل في الإنسان البراءة و المحتالون غالبا ما يدخلون من نافدة البراءة وحسن النية ليخرجوا من الباب صحة سلام وهم محملين بأموال الضحية وحتى أثاث البيت .

اh.s