كل إنسان معرض لنوبة قلبية في أي لحظة فماهي أعراضها و كيف تمنعها

النوبة القلبية حصلت على اللقب المشكوك فيه: سبب الموت القاتل رقم واحد في العالم الحديث، وليس عبثا. مع ذلك، يمكن منع النوبة القلبية وكذلك أعراض أمراض القلب عن طريق اتباع نمط حياة صحي، الحذر، العلاج الوقائي الدوائي والإصغاء إلى الجسم.
“ذلك موجود في جيناتنا”، هي الجملة الشائعة عند وصف سبب الاصابة بالنوبة القلبية. الفرضية الاساسية ان السبب الرئيسي للنوبات القلبية هو الوراثة، شائعة جدا، وبالتالي فهي ايضا خطيرة، فهي يمكن ان تجعلنا نستسلم في المعركة ضد اعراض امراض القلب، وكانه ليس هناك ما نفعله حيال ذلك. هذه الفرضية خاطئة. وتظهر الدراسات ان امراض القلب هي ليست امراض وراثية بحتة، الميل ربما يكون وراثي، ولكن يمكن التاثير عليه من خلال اتباع وسائل الحذر الاساسية. الكثير من الاشخاص يموتون سنويا بسبب امراض القلب. في المقالة التالية سوف نتعرف على كيفية الحد من خطر التعرض لواحد من اكثر اسباب الموت القاتلة في العالم الحديث.

ما هي النوبة القلبية وما هي اسبابها؟

النوبة القلبية، وباسمها العلمي، احتشاء عضلة القلب، هي الحالة التي يحدث فيها تضييق او انسداد في واحد او اكثر من الشرايين التاجية التي تغذي عضلة القلب. السبب الرئيسي لظهورها هو مرض تصلب الشرايين. عملية التصلب تبدا في جيل مبكر نسبيا وتتطور تدريجيا خلال الحياة. هذه العملية معقدة وتشمل خلايا الدم المختلفة، الكولسترول، البروتينات والهرمونات، والتي تتسبب معا في تكون الطبقة المتصلبة في بطانة الاوعية الدموية، هذه الطبقة تتطور من طبقة رقيقة الى كتلة نسيجية تدخل الى تجويف الشريان وتعيق تدفق الدم، بسبب قوى القص والضغط على الشرايين، فان هذه الطبقات قد تتصدع وتتمزق والمواد التي تشكل داخل الطبقة تنكشف لخلايا الدم المختلفة. هناك اهمية كبيرة في هذه العملية للصفائح الدموية، فعند ملامسة الصفائح الدموية للمواد الداخلية في الطبقة المتصلبة تنشط على الفور الصفائح الدموية وتتحول من خلايا “هادئة” عائمة في الدم لخلايا ذات قدرة عالية على الالتصاق للمناطق الممزقة / المتصدعة في الجدار الداخلي للاوعية الدموية. في نهاية هذه العملية المعقدة يمكن ان تتكون جلطة دم “بيضاء”، التي تتالف بالاساس من الصفائح الدموية، وفي وقت لاحق لجلطة دم “حمراء”، التي تتالف ايضا من خلايا دم حمراء، والتي قد تغطي فجاة جزأ من تجويف الشريان او كله.

كيفية تمييز النوبة القلبية؟

في الحقيقة يجب ان نميز ما اذا كنا نعاني من مرض تصلب الشرايين في القلب او اننا نوشك ان نصاب بنوبة قلبية. لان التشخيص المبكر قد يكون مصيريا لوقف النوبات القلبية ومنعها. اجراء عملية القسطرة العاجلة او اعطاء الادوية التي تذيب جلطة الدم يمكن ان تنقذ الحياة.

اعراض امراض القلب التصلبية: الشعور بالضغط في الصدر، الذي يرافقه شعور مثل: الحرقة، الشعور بالاختناق، ضيق في التنفس، التعرق والغثيان وكذلك الالم في اليد اليسرى، في اليد اليمنى، الظهر، اعلى البطن، الرقبة او الفك السفلي. ظهور هذه الاعراض في حالة الراحة قد يشير الى وجود تضيق كبير والذي يشكل حالة مهدده للحياة والتي تتطلب اهتماما فوريا.

اعراض النوبة القلبية: حدوث النوبة القلبية دون اي اعراض مسبقة يعتبر نادرا جدا. اعراضها:

الالم الشديد والضغط في الصدر، الذي لا يتوقف او يصبح اخف اثناء الراحة.
وصول الالم الى منطقة الظهر، البطن، الذراعين (وخاصة الجهة اليسرى) الرقبة والفك.
الالم المستمر في اعلى البطن الى درجة الغثيان، القيء او الاسهال، التعرق والضعف العام وكذلك ضيق التنفس.

اجمالا، الذين يعانون من النوبة القلبية يصفون الشعور قبل حدوثها وكان “النهاية وشيكه” اضافة الى الشعور بالعجز الشديد.

هل هناك فرق بين الرجال والنساء في هذا الصدد؟

اعراض امراض القلب عامة والنوبات القلبية خاصة لدى النساء تختلف قليلا، وتتميز بالاساس بضيق التنفس، الضعف والتعب، وفقط نصف النساء تقريبا يعانين من الام في الصدر، والتي تعتبر الاعراض الاكثر شيوعا لدى الرجال.

ما الذي يجب القيام به لمنع حدوث النوبة القلبية؟

العلاج الوقائي الذي يشمل اخذ الادوية المخففه للدم بجرعة يومية من 75 ملغ بالدمج مع اتباع نمط حياة صحي يقلل بشكل كبير من وتيرة تطور تصلب الشرايين واعراض امراض القلب وبالتالي يقلل من مخاطر الاصابة بالنوبات القلبية.

الادوية الوقائية

اثبتت الدراسات السريرية في الانسان ان العلاج بمخففات الدم (الاسبرين إصإ) في مجموعات سكانية مختلفة ء سواء في المرضى بعد الاصابة باحتشاء عضلة القلب (الوقاية الثانوية) ام لدى المرضى الذين لم يسبب بعد مرض التصلب لديهم لضرر نسيجي (الوقاية الاولية)، يقلل من خطر حدوث احتشاء عضلة القلب بنحو ء 35٪ ، خطر الاصابة بالنوبة القلبية بنسبة ء 23٪ تقريبا ومن حدوث الوفيات بسبب امراض الاوعية الدموية بنحو ء 15٪. في المقابل، اعطاء ادوية تخفيف الدم يزيد من خطر حدوث نزيف في المعدة بنسبة ضئيلة. وبالتالي، فمن الواضح ان الفائدة من العلاج الوقائي بهذه الادوية بجرعة منخفضة تفوق بكثير المخاطر الناجمة عنها. اطباء الاسرة واطباء القلب في جميع انحاء العالم يوصون باخذ الادوية المخففه للدم يوميا كعلاج وقائي بجرعة منخفضة فعالة من 75 ملغ، والتقليل بذلك من خطر حدوث الاثار الجانبية والنزيف. ميكروبيرين 75، هو دواء الذي يحتوي على كمية منخفضة من الاسبرين. هذه الحبه تكون مغلفة بطبقة التي تسمح بامتصاص المادة الفعالة في الامعاء الدقيقة (وليس في المعدة) وبذلك تقلل من خطر حدوث النزيف المعوي. من المهم في اي حال استشارة الطبيب او الصيدلي قبل اخذ هذا الدواء لاول مرة. بعد بدء العلاج يمكن شراء الدواء مباشرة من الصيدلية بدون وصفة طبية.

التغذية السليمة

الكولسترول “السيء” الء LضL هو العامل الاول الذي ينبغي الحذر منه، وكذلك ايضا من المستوى العالي من الدهون ثلاثية الجليتسيرئيدات. يفضل تناول: الخضروات، الفواكه، الاسماك، المنتجات الغذائية المصنوعة من الصويا، منتجات الالبان قليلة الدسم والمنتجات الغنية بالالياف الغذائية. والتقليل الى درجة الامتناع عن اكل اللحوم، المخبوزات، منتجات الالبان والمنتجات الغذائية الغنية بالدهون المشبعة، التقليل من استهلاك الكربوهيدرات مثل الخبز الابيض، البطاطا، الشوكولاتة، الجزر، البطيخ، الارز الابيض، الحلويات، الاطعمة المقلية والاطعمة الغنية بالملح.

النشاط البدني

اختيار الانشطة التي تحبونها ومواصلة القيام بها عدة مرات في الاسبوع، وكذلك، تحويل النشاط البدني لجزء من نمط الحياة ء الذهاب للقيام بالمهمات سيرا على الاقدام، صعود الدرج بدلا من المصعد، والنشاط المتواصل خلال النهار.

التدخين

التدخين يزيد من خطر الاصابة بامراض القلب والرئة، انواع مختلفة من السرطان، شيخوخة الجلد، السكتة الدماغية، مشاكل الانتصاب والخرف (ضيمينتيا) المبكر. واولئك الذين يعتقدون ان الوقت اصبح “متاخر جدا” بالنسبة لهم: فان الدراسات تشير الى ان خطر الاصابة بامراض القلب لدى الاشخاص الذين توقفوا عن التدخين يتساوى في غضون 2ء5 سنوات مع خطر الاصابة لدى الاشخاص الذين لم يدخنوا ابدا. لذلك، لم يفت الاوان بعد للتوقف عن التدخين!

الكحول

الكحول هو سكر يدخل مباشرة الى الدم. يرفع مستوى الدهون ثلاثية الجليتسيرئيدات في الدم، ويوجد له تاثير سلبي على ارتفاع ضغط الدم. لذلك يجب الامتناع عن شرب الكحول.

الضغط

ليس هناك دواء سحري للمساعدة على التخلص من الشعور بالضغط والتوتر، ولذلك، كل شخص ينبغي ان يجد الوسائل التي تساعده على الهدوء، واتباعها: تقنيات الاسترخاء مثل التامل او اليوغا، الراحة والنوم الجيد، خلق بيئة داعمة مع الاقرباء والاصدقاء الذين يمكن اطلاعهم على مشاكلكم واللجوء اليهم في اوقات الشدة وتخصيص وقت للراحة، لا تقلل فقط من خطر الاصابة باعراض امراض القلب، وانما توفر حياة افضل.