علماء ينجحون في التحكم في مروحية موجهة بإشارات المخ

استطاع باحثون استخدام قوة التفكير في توجيه مروحية تعمل بالتحكم عن في صالة ألعاب مليئة بعقبات تعترض سبيل طيرانها.

ز العرض على إبرازعدد من المساعي الرامية إلى ترجمة الانماط الكهربائية للأفكار وتحويلها الى حركات في العالم الافتراضي والحقيقي.

وتباينت التطبيقات من حيث تقديم مساعدة لمن يعانون من اعتلالات الانتكاس العصبي إلى ابتكار طرق جديدة لألعاب الفيديو-جيم.

كما استعانت الدراسة التي نشرتها دورية معنية بهندسة الجهاز العصبي بـ”رأس” خارجي لالتقاط الأنشطة الكهربائية للمخ.

انها ليست “قراءة افكار” رواية خيالية، بل ان هذا المنهج، والمناهج الاخرى المشابهة، تتطلب “تدريب” نظام اليكتروني بغية التعرف على انماط اشارات المخ في جهاز رسم الموجات الكهربائية للمخ، وهي بمثابة خارطة للنشاط الكهربائي.

فهذه الافكار، مثل احكام قبضة كف اليد اليسرى، تترجم الى حركات للمروحية، تعني في هذا الحالة الاتجاه الى الجهة اليسرى.

ومازال جهاز رسم الموجات الكهربائية للمخ يسجل فوضى من حيث الاشارات الكهربائية غير محددة المعالم والتي يصعب فك شفرتها، لكن تلك الاشارات المتعلقة بالحركة، او مجرد التفكير فيها – اثبت انها أقوى الاشارات بل وأكثرها تكرارا.

تستخدم مثل هذه الافكار بالفعل في توجيه المقاعد المتحركة المجهزة بمحرك فضلا عن استخدام اشارات المخ التي يمكن الاعتماد عليها في أول “أوركسترا للدماغ” في العالم.

حتى شركات التكنولوجيا ترى وجود امكانيات يمكن استغلالها من وراء هذه الفكرة: حيث ذكرت انباء ان شركة سامسونغ تعكف على انتاج كمبيوتر لوحي يخضع لعمليات “التحكم بالدماغ”.

وعندما يتمكن الباحثون من الوصول الى المخ مباشرة، يمكنهم التركيز على مناطق اكثر دقة تتعلق بنشاط المخ.

مساعدة للمعاقين

دأب بين هي، مدير معهد هندسة الطب لدى جامعة مينيسوتا والمشرف على البحث الجديد، وفريق عمله على بذل جهود خلال تجارب المروحية لبعض الوقت، وكانوا قد كتبوا في دورية (بلوس وان) عام 2011 عن تجارب مماثلة مستخدمين مروحية افتراضية.

وفيما يتعلق بالعمل الراهن، جرى اختيار خمسة مشاركين لارتداء “غطاء” بسيط يضم 64 قطبا كهربيا، حيث استخدموها “لتعليم” الكمبيوتر أنماط المخ التي تستجيب للافكار المتعلقة بالحركة – وهي تتلخص في احكام القبض على الكف الايسر والايمن لتوجيه الحركة الى اليسار والى اليمين، واحكام القبض على الكفين للحركة الى اعلى، وعدم اتخاذ اي اجراء من الحركة للاسفل.

وجرى اعداد الكمبيوتر لتحريك المروحية باستخدام موجات الواي فاي من خلال الاستعانة بأفكار المشاركين خلال عملية التحكم.

وصممت المروحية للطيران عبر صالة ألعاب رياضية مليئة بالعقبات تابعة للجامعة، وبلغت نسبة نجاح المشاركين من حيث تفادي العقبات الموضوعة 90 في المئة.

وقال هين “يهدف التطبيق النهائي الى تحقيق منافع للمرضى المعاقين غير القادرين على الحركة او المرضى الذين يعانون من اعتلالات في الحركة.

واضاف “نرغب في التحكم في المقاعد المتحركة وتشغيل التلفزيون و الاكثر اهمية من ذلك – وهو حلمي الخاص – هو تطوير تكنولوجيا يمكن استخدامها في السيطرة على الاطراف الصناعية بهذه الطريقة وجعلها طبيعية قدر الامكان.

ويعتقد هي ان التطبيقات لا ينبغي قصرها على اولئك الذين يعانون من قلة الحركة.

وأضاف “استخدام تكنولوجيا الحاسب الموجهة باشارات المخ ربما لا تساعد المعاقين فحسب، بل ربما تساعد الاصحاء، وليس من اجل تعويض خسارة وظيفية، بل لتعزيز نشاط وظيفة اكبر من قدرتنا.”