صحيفة ساعة زمن الإلكترونية : قال مشاركون في مؤتمر مراقبة الحدود وأمن المطارات والموانئ، إن الأنظمة الأمنية الحديثة المطبقة في مطارات الدولة كافة أدخلتها في مصاف المطارات الأكثر أماناً على مستوى العالم، لافتين إلى أن نظام بصمة العين حال دون دخول أكثر من 600 ألف مطلوب ومشتبه فيه إلى الدولة منذ تطبيق النظام في عام 2002 .

بصمة العين تضبط 600 ألف مطلوب ومخالف في الإمارات

 

وذكر مدير الإدارة العامة لأمن المطارات العميد أحمد بن ثاني، أن مطار دبي اتخذ إجراءات أمنية حازمة لتأمين عملية الشحن قبل حدوث واقعة الطرود الملغومة التي كانت في طريقها إلى الولايات المتحدة، لافتاً إلى أن المطار يحوي أجهزة حديثة مختصة في كشف المتفجرات وتحليل الغبار والمواد التي تدخل في تكويناتها، كما يضم كوادر بشرية متخصصة في هذا المجال.

 

وتفصيلاً، قال مدير العمليات والتدريب في وزارة الدفاع اللواء الركن خميس بن حشر المحرزي، خلال المؤتمر الذي بدأ فعالياته، أمس، تحت رعاية وزارة الدفاع والهيئة العليا لأمن الموانئ والمطارات المدنية في الدولة، إن «التحدي الحقيقي الذي نواجهه حالياً يكمن في أن خصومنا، سواء كانوا إرهابيين، أو لصوص هوية، أو قراصنة، أو مهربين أو مجرمين، أذكى من أولئك الذين كنا نتعامل معهم في الماضي»، لافتاً إلى أن «بعضهم يمتلك مهارات تُمَكنه من الاستفادة من التقنيات المتقدمة المتاحة تجارياً، وفي كثير من الحالات تمكن من تعطيل تلك التقنيات أو إبطال فاعليتها، ما حال دون كشفه».

وأضاف أن التقنيات الحديثة لعبت أخيراً دوراً فاعلاً ومهماً في الكشف عن التهديدات، والتعرف إليها، وتعقبها، والتعامل معها، ومن ثم إرساء الأمن والحفاظ عليه، مستدركاً بأن الحفاظ على الأمن في أي منطقة من العالم يتطلب أولاً وقبل كل شيء التعاون والتنسيق على المستويين الوطني والعالمي.

وأشار المحرزي إلى أن تهديدات الأمن العالمي امتدت إلى القطاع البحري، مؤكدا أن «الأمن البحري في منطقة الخليج مهم جداً، ليس لدولنا فحسب، وإنما للعالم بأسره، فأي خرق لأمن الموانئ، ستكون له تبعاته وعواقبه على الاقتصاد العالمي».

إلى ذلك، قال مدير عام مطار الفجيرة الدكتور خالد المزروعي، إن مطارات الدولة طورت كثيراً من إمكاناتها الأمنية في السنوات الأخيرة حتى أصبحت الأكثر تطوراً في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أنها تعتمد على منظومة تقنية حديثة منها نظام البصمة التي تطبق بنسبة 87٪ لبصمة اليدين و10٪ لبصمة العين و1٪ لبصمة الوجه.

وأضاف أن نظام بصمة العين المطبق في مطارات الدولة أسهم إلى حد كبير في الحد من عملية تزوير الجوازات، لافتاً إلى أن عدداً كبيراً من المطلوبين تم ضبطهم من خلال هذا النظام، مشيراً إلى أن أكثر من مليوني شخص مسجلين فيه حالياً، وهناك مساعٍ لزيادتهم إلى أربعة ملايين شخص.

وأفاد المزروعي بأن نظام بصمة الوجه أسهم كذلك في زيادة درجة الأمن، إذ يلتقط تلقائياً صورة الوجه ويحللها ويخزنها في قاعدة البيانات في الدولة، موضحا أن هذا النظام لايزال قيد الدراسة ومن المقرر تطبيقه في مطارات الدولة كافة تحت إشراف وزارة الداخلية.

وحول تحدي الثغرات الأمنية التي تواجهها مطارات العالم في ما يتعلق بالشحن الجوي، خصوصاً بعد واقعة الطرود الملغومة التي اكتشفت في أكثر من مطار في العالم منها مطار دبي، قال المزروعي إن الهيئة العامة للطيران المدني في الدولة تدرس تطبيق نظام جديد يعتمد على تحمل شركات الشحن الجوي مسؤولية تأمين شحناتها التي تدخل إلى الإمارات، فيما تتولى المطارات فحصها بأجهزتها الخاصة على سبيل الاحتياط.

وأوضح أن هذا النظام مطبق في دول مختلفة منها السعودية وألمانيا وأثبت فعالية حيث يخفف العبء عن مطارات الدولة، كما أنه يسهم في مضاعفة الإجراءات الأمنية المتعلقة بعمليات الشحن، مؤكداً أن تدريب الأفراد على التصدي لهذه المخاطر هو أحد الحلول المهمة لمواجهة هذه التحديات.

ولفت المزروعي إلى أن مطارات الدولة استحدثت أنظمة للتسهيل على المسافرين منها نظام البوابات الإلكترونية التي يبلغ عددها 137 بوابة على مستوى الدولة وتسهل كثيراً في عملية الدخول دون الحاجة إلى المرور على الجوازات، وتعتمد على بصمة اليد لمراجعة بيانات الشخص الموجود في بطاقته.

وحول الإجراءات الأمنية في مطار الفجيرة قال المزروعي، إن المطار يستقبل نحو 50 رحلة يومياً، ويعتمد على أنواع مختلفة من الأنظمة الأمنية منها بصمة العين والبوابات الأمنية وبصمة الأصابع التي توفر شهرياً نحو 250 ألف درهم تكلفة تشغيل حراس أمن، كما أنها أكثر تشدداً في منع اختراق الأماكن غير المسموح بالدخول إليها.

من جانبه، قال مدير عام المديرية العامة للموانئ والمطارات في وزارة الداخلية العميد الركن غريب محمد الحوسني، إن الإشكالية الكبرى التي كانت تواجه المطارات سابقاً هي تزوير بيانات جوازات السفر خصوصاً في ظل تمكن بعض المخالفين والمطلوبين من تغيير بياناتهم كاملة والدخول بجواز سفر مختلف كلياً، لافتاً إلى أن نظام بصمة العين حل كثيراً من هذه الإشكالية نظراً لأنه يضبط الشخص مهما تغيرت بياناته.

وأشار إلى توفير نحو 198 جهاز بصمة عين في المطارات المختلفة في الدولة بالإضافة إلى 16 جهازاً في الطب الوقائي لمنع المصابين بأمراض معدية من الهروب أو التسلل.

فميا ذكر مسؤول في وزارة الداخلية أن نظام بصمة العين ضبط أكثر من 600 ألف مطلوب ومخالف ومبعد منذ إطلاقه في عام 2002 وحتى الآن، مؤكداً أن النظام أثبت كفاءة كبيرة لأن هذا العدد من المخالفين يمثل إشكالية لأي دولة في حالة نجاحهم في الدخول.

وأفاد مدير الإدارة العامة لأمن المطارات في شرطة دبي العميد احمد بن ثاني، بأن الدولة فيها حالياً ثمانية مطارات دولية ولديها خطط تحديث للتقنيات الأمنية في المطارات كافة بحيث تعتمد على تحليل وتقريب الصور بسرعة كبيرة مع توفير سهولة التفتيش وتسهيل حركة المسافرين.

وأضاف أن مطارات دبي تحتوي على أفضل الأجهزة في مجال الفحص والتفتيش، بالإضافة إلى دوريات الكترونية تجوب أبنية المطارات وساحات المواقف ودوريات راجلة وأطواق امنية للترانزيت وأمن الطائرة ونظام التحكم في البوابات.