أعضاء يتعرضون للتهديد إذا نبشوا في الملفات المشبوهة بتازة

بالرغم من الكتابات العديدة التي تناولتها الصحافة الوطنية والجهوية حول الغموض الذي يلف مشروع الطريق رقم 5230 الرابط بين إقليمين تازة وتاونات، ورغم العديد من المراسلات التي وجهتها جمعيات المجتمع المدني إلى السلطات المركزية الوصية والجهات المعنية بمتابعة هذا المشروع، ورغم الاحتجاجات التي عبرت عنها الساكنة المجاورة لمحور الطريق موضوع المشروع، سواء عبر تقديمها عرائض احتجاجية أو عبر التعبير عن خيبة أملها واتساع رقعة اللاثقة بينهم   والإدارات المعنية التي يفترض أن تكون حريصة على حماية مصالح المواطنين والتفاعل مع تطلعاتهم وانتظاراتهم.
 
ومع كل هذا وذاك فإن الغموض لا يزال هو سيد الموقف ولا أحد يعرف أين أهدرت الأموال التي خصصت للمشروع وأين هي الأموال التي خصصت لتعويض الساكنة التي مرت الطريق بأراضيهم، ولماذا تعطل أو توقف هذا المشروع الذي راهنت وتراهن عليه ساكنة المنطقة في تحريك عجلة التنمية المحلية  من بركة الجمود والعزلة.
 
تعطيل مشروع الطريق رقم 5230 الرابط بين إقليمي تاونات وتازة تسبب في إحداث رجات كبيرة في أوساط الساكنة خاصة على مستوى دوار القبة والدواوير المجاورة لجماعة البرارحة وجماعة عين معطوف كتعبير عن سخطهم واستيائهم على فشل هذا المشروع  الذي يربط عمالة تاونات وعمالة تازة بشكل مباشر ويساهم في رفع العزلة والتهميش اللذين طالا الساكنة لسنين طويلة، إذ أن الأشغال توقفت به منذ ما يقارب السنتين  دون إنجاز القناطر التي كانت العامل الرئيسي في إفاضة كأس السخط والاستياء نظرا لدورها الريادي في ربط التواصل أيام الشتاء وفي استمرار حركية الاقتصاد المحلي والعملية التعليمية .
الساكنة المجاورة للطريق ضاقت ذرعا بالوعود الفارغة والكلام الديماغوجي المعسول في الوقت الذي لم يتحسسوا أو يتلمسوا أي تقدم  على الأرض،إذ أن التهميش والإقصاء وغياب المرافق العمومية هي أهم ما يميز ويطبع حياة هذه الساكنة، وقد ازدادت أوضاعهم سوءا بعد فشل مشروع الطريق رقم 5230 الذي علقوا عليه آمالهم وأحلامهم في الوقت الذي انتزعت منهم أراضيهم دون حصولهم على أي تعويض.
ومن أجل تقريب قراء وزوار فاس بريس والمهتمين بالشأن العام التاوناتي والتازي من حقيقة وخلفيات فشل مشروع الطريق رقم 5230، اتصلنا في فاس بريس بالسيد عبد الكريم جلول مستشار بالمجلس القروي لجماعة البرارحة ممثلا عن دوار القبة في ذات المجلس، إذ صرح لفاس بريس أنه سيقوم بما يلزم لفضح كل الشبهات والخروقات التي يقترفها رئيس جماعة البرارحة إذا ثبت تورطه، مطالبا الجهات الرسمية الوصية بفتح تحقيق نزيه ودقيق في صفقات الجماعة وفي مشروع الطريق رقم 5230 الرابط بين تاونات وتازة الذي قال أنه يندرج في إطار الشطر الأول من مشروع فك العزلة عن العالم القروي الذي ساهم فيه مجموعة من الشركاء من عمالة تازة وتاونات على حد تعبيره.

وأضاف المستشار عبد الكريم جلول أن جماعة البرارحة  كانت قد خصصت اعتماد مالي قدره 80 مليون سنتيم لمشروع الطريق الذي وصفه بالفاشل ، إلا أن الدولة تدخلت وأعفت الجماعة من هذه المساهمة على أساس أن يتم تحويلها إلى مشاريع فك العزلة عن العالم القروي بتراب الجماعة وذلك بتاريخ 28 أبريل 2010 عندما كان المرحوم محمد شباط رئيسا للجماعة.
وقال المستشار جلول أنه من جملة المشاريع التي اندرجت تحت بند "مشاريع فك العزلة عن العالم القروي"، المسلك الأول: ترميم المسلك الطرقي بين باب شرقي ودوار الشياب على مسافة 2.5 كيلومتر، توسيع وتكسية المسلك الطرقي الرابط بين  عين أزلاف ودوار غربيين على مسافة 1.5 كيلومتر  .
وذلك يوم 28 /4/2010  كان آنذاك المرحوم  محمد شباط رئيسا للجماعة البرارحة  من بين هذه المشاريع:
المسلك الأول  
– ترميم المسلك الطرقي  بين  باب شرقي  ودوار الشياب  على مسافة  2 كيلومتر ونصف.
– توسيع وتكسية  المسلك الطرقي الرابط بين عين ازلاف  ودوار غربيين  على مسافة 2 كيلومتر، مع بناء معبر  ارضي على الواد.
– فتح  مساك  طرقي  بدوار القبة  في اتجاه  الشرفة  بوحجة على مسافة  2.5 كيلومتر.
– فتح مسلك  طرقي  بالخطرة  على مسافة  2.5 كيلومتر.
– فتح مسلك طرقي  بدوار أولاد بوسعدن  في اتجاه أولاد عبد العزيز  على مسافة 2 كيلومتر.
 
أما فيما يخص المسلك الطرقي  الذي يربط  باب شرقي  ودوار الشياب  على مسافة  2.5 كيلومتر، أكد المستشار عبد الكريم جلول أن الرئيس السابق  للجماعة قام بسحبه من الصفقة المشتركة وأدرجه تحت ما أسماه"البون كوموند"، مضيفا أنه بمجرد ما بدأت الأشغال انتقل محمد شباط إلى جوار ربه رحمة الله عليه ولم يكمل المشروع.
وأبرز المستشار جلول أن الرئيس في علاقته بذات المشروع، قام من جديد بتوقيع   "البون كوموند" دون الرجوع إلى استشارة الأعضاء مما خلف احتجاج واسع واستياء عميق لدى 8 أعضاء المجلس، موضحا أن الاعتمادات التي رصدت للمشروع تقدر ب: 150 ألف درهم.
 
واسترسل المستشار في حديثه بالقول أن صفقات الجماعة عرفت وتعرف العديد من الإختلالات والغموض ومعظمها يحتاج إلى التدقيق والتحقيق نظرا لعدم خضوعها لمساطر دفتر التحملات والتي وصفها المستشار بالصفقات غير السليمة مبرزا مثال الطريق الذي يربط البرارحة ببني فراسن التي أعطيت في إطار صفقة مشتركة وتقدر اعتماداتها ب 120 مليون سنتيم، هذا في الوقت الذي تعرف فيه هذه الطريق عدة مشاكل فضحت الأمطار والعامل الزمني هشاشتها وعدم جودتها.
 
وأكد المستشار جلول أنه بمعية سبعة أعضاء آخرين من المجلس قاموا بمراسلة في الموضوع إلى السلطات الوصية كل من خليفة  البرارحة ورئيس دائرة  تايناست  إلا أنهم لم يتلقوا أي جواب لحد كتابة هذه السطور.
والأخطر من ذلك، يضيف المستشار، أن هذين الأخيرين (أي الخليفة ورئيس الدائرة) يهددان الأعضاء  في حالة  النبش في هذه الملفات، مما حذا بهم إلى مطالبة رئيس الجماعة إلى عقد دورة استثنائية  عاجلة لتدارس   هذه الملفات والتهديدات التي يتلقونها,  مؤكدا على إصرارهم في الاستمرار بمطالبة الجهات الرسمية المختصة سيما المجلس الأعلى للحسابات بضرورة فتح تحقيق في أقرب وقت ممكن ، كما يطالب بضرورة فتح التحقيق في الطريق الجهوية رقم 5230  الذي يصفه المتتبعين بالمشروع الفاشل.
المستشار جلول  الذي كان صريحا في حديثه لفاس بريس أضاف:  "نحن نحمل مسؤولية فشل مشروع الطريق رقم 5230 لمديريتي التجهيز  الإقليمين  لكل من تازة وتاونات  , ونحمل السيد رئيس جماعة البرارحة  قسطا من المسؤولية من خلاله التزامه السكوت والصمت على هذا الملف  المشبوه، كما نعتبر أن هذا الرئيس لا يتفاعل مع المواطنين وانتظاراتهم ولا يرقى الى تطلعات السكان وأنه عوض أن يكون خدوما للساكنة فإن يخضع الى دواليب أخرى ويتخذ القرارات الانفرادية.
واختتم السيد المستشار جلول حديثه بالقول: "إن منطقتنا عانت الكثير من جميع مظاهر العزلة والتهميش والإقصاء وافتقارها لكل مقومات الحياة الكريمة والمرافق العمومية والخدماتية وما يترتب عليها من آلام ومحن وقساوة الحياة، وأخشى أن تتكرر ذات المعانات على أبنائنا وأحفادنا، وأدعو جمعيات المجتمع المدني أن تقوم بدورها في خدمة المنطقة وعلى الصحافة أيضا أن تساهم بتعرية هذا الواقع المزري الذي يعتبر بمثابة قلاع رملية لحفنة من المنتفعين الذين لا هم لهم سوى تسمين حساباتهم البنكية وتدريس أبنائهم بالمعاهد الدولية على حساب تجويع أبنائنا وحرمانهم من أبسط مقومات الحياة الكريمة. وأشكر كل الشكر صحيفة فاس بريس التي ساهمت بشكل أوفر في إبلاغ صوتنا وتعرية هذا الواقع المؤلم جدا.