الجامعة الأورومتوسطية بفاس.. الاتحاد الأوروبي والبنك الأوروبي للاستثمار يمنحان تمويلا بـ 148 مليون درهم لبناء المجمع الجامعي الصديق للبيئة

وقع الاتحاد الأوروبي والبنك الأوروبي للاستثمار والجامعة الأورومتوسطية بفاس، أمس الأربعاء بالرباط، اتفاقية تمويل بأزيد من 13 مليون أورو، أي ما يفوق 148 مليون درهم، من أجل مواكبة بناء المجمع الجامعي الصديق للبيئة وتجهيزه.

وتهدف هذه الاتفاقية، التي تم توقيعها خلال حفل ترأسه وزير الاقتصاد والمالية، السيد محمد بنشعبون، والتي تندرج في إطار آلية الاستثمار من أجل الجوار، إلى تأكيد دعم الاتحاد الأوروبي والبنك الأوروبي للاستثمار لطموحات الجامعة الأورومتوسطية بفاس من أجل تكوين متميز منفتح على المهن الجديدة وعلى الاقتصاد الأخضر.

وخلال هذا الحفل شدد السيد بنشعبون على أهمية هذا المشروع، الذي ينبع من مبادرة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والذي تروم بناء مجمع جامعي صديق للبيئة يتغيا التنمية والتطوير، في منطقة أورومتوسطية، للبحث وتعليم ذي مستوى عال في المجالات العلمية والتقنية وكذا العلوم الإنسانية والاجتماعية.

من جهته، أوضح رئيس الجامعة الأورومتوسطية بفاس، مصطفى بوسمينة، أن تمويل هذا المشروع بأزيد من 13 مليون أورو، والذي يأتي بعد منحة بأزيد من 5 ملايين أورو تم تحويلها سابقا للجامعة، سيمكن من بناء وتجهيز المجمع الجامعي الصديق للبيئة، وفق معايير دولية ومتطلبات للتنمية المستدامة.

وأضاف السيد بوسمينة أن هذا المجمع الجامعي الصديق للبيئة سيكون سهل الولوج بالنسبة للأشخاص ذوي الحركية المحدودة، وسيمكن أزيد من 18 جنسية تنتمي لدول ضفتي المتوسط من التعايش وبناء مستقبل مشترك، في تلاؤم تام مع المهام التي أسندها جلالة الملك للجامعة الأورومتوسطية بفاس، وهي أن تصبح أرضية للحوار والتبادل والتعاون بين شمال وجنوب المتوسط، بامتداد نحو إفريقيا جنوب الصحراء.

من جانبها، أعربت السيدة كلاوديا فيداي، سفيرة الاتحاد الأوروبي في المغرب، عن أملها في أن تتخرج عدة أفواج من الطلبة القادمين من مناطق مختلفة (المنطقة المتوسطية، إفريقيا جنوب الصحراء، أوروبا) من الجامعة الأورومتوسطية وهم متشبعون بقيم التسامح بين الشعوب وتلاقح الثقافات، ومزودين بالمهارات الضرورية لسوق الشغل المحلي والدولي على حد سواء.

وبعد أن وصفت هذا المشروع بـ “المتبصر”، أكدت السيدة فيداي أن المجمع الجامعي الصديق للبيئة سيمكن، من خلال التميز الأكاديمي والتبادل الثقافي، من زيادة نسبة تشغيل الشباب المنحدرين، ليس فقط من دول الجوار، ولكن أيضا من إفريقيا جنوب الصحراء.

وفي السياق نفسه، قالت السيدة أنا بارون، ممثلة البنك الأوروبي للاستثمار بالمغرب “نسعد من خلال الاتحاد الأوروبي بالمساهمة من جديد في تطوير الجامعة الأورومتوسطية بفاس، التي تشغل مكانة أساسية في مجال التعليم العالي والبحث العلمي في المغرب”.

واعتبرت السيدة بارون أن التوجه الجامع لثقافات مختلفة، الذي تتميز به هذه الجامعة واستعدادها لربط شراكات مع مؤسسات جامعية أخرى في حوض المتوسط يجعل منها فاعلا أكاديميا أساسيا في المنطقة.

وعلى هامش حفل التوقيع، الذي عرف أيضا حضور مستشار الجامعة الأورومتوسطية بفاس السيد محمد القباج، تم تنظيم لقاء بفاس مع طلبة وأعضاء هيئة التدريس بالجامعة عرف تبادلا مثمرا بخصوص سياسة حسن الجوار والروابط بين أوروبا وجنوب المتوسط.

ويهدف مشروع بناء وتجهيز المجمع الجامعي الصديق للبيئة، والذي صادق عليه 43 وزيرا للشؤون الخارجية بالاتحاد من أجل المتوسط، إلى إحداث فضاء للحوار والتبادل الثقافي في مجالات التعليم العالي والبحث بين دول ضفتي المتوسط.

وكانت الجامعة الأورومتوسطية بفاس قد استفادت، في سنة 2017، من قرض بقيمة 70 مليون أورو من البنك الأوروبي للاستثمار ومنحة بـ 5 مليون أورو من الاتحاد الأوروبي.

وتعد هذه الجامعة، التي تأسست بمبادرة من جلالة الملك، مؤسسة ذات نفع عام وغير ربحية، وتشكل إطارا أكاديميا وثقافيا يرتكز على التبادل والتعاون بين شمال وجنوب المتوسط.

وتوفر الجامعة برامج للتكوين على ثلاث مراحل جامعية بشراكة مع أرقى المؤسسات بالفضاء الأورومتوسطي، وتقود أعمال بحث متقدمة ذات ارتباط بالنسيج السوسيو- اقتصادي، لاسيما بالأوساط الصناعية المهتمة بالتكنولوجيا العالية.

و.م.ع

عن موقع : فاس نيوز ميديا