الشعبوية الشباطية قد تكلف السيد حميد شباط الشيئ الكثير، وقد تحرمه من الزعامة الحزبية والنقابية

بداية، لابد من التذكير أن مصطلح الزعيم، لقب  سياسي ليس سهل المنال أو التحصيل كما يتصوره البعض ،بل هو  نتيجة إجماع المتتبعين والمهتمين والقياديين بوعي وعن إقتناع، على تزكية كل من تتوفر فيه بعض الشروط والخصال،والتي سيأتي ذكرها تبعا في هذا المقال،حتى ينال هذا اللقب باستحقاق وبدون إعتراض.  أما صفة الأمين العام، أو الكاتب العام،أو الكاتب الأول ،فكلها مناصب قد يحصل عليها بصورة طبيعية وذلك عن طريق الإجماع وبعد الإقتناع بمؤهلات وكفاءة القيادي  ،والذي  يجب أن يكون رجل المرحلة بامتياز . وقد يحصل عليها بصورة منطقية وذلك عن طريق الديمقراطية الحقة،  بالإحتكام إلى صناديق النزاهة والشفافية وتقديس مصلحةالمؤسسة ،مع القبول بنتائجها، وقد تنتزع عن طريق ديمقراطية الوصفة الجاهزة التي تدخل في حساباتها عمليات الإغواء والإغراءوالبيع والشراء والوعد والوعيد والتهديد، وما نحو ذلك من ممارسات قانون الغاب المنبوذة والتي تساهم كلها في إغتيال الديمقراطية بإسم الشعبوية .

وبرجوعنا إلى شعبوية السيد حميد شباط المثيرة  للجدل، فقد نجدها مليئة بالكثير من الإنتقاذات الجارحة والسجالات اللفظية والتصريحات الملغومة المتناقضة في الكثير من الأحيان ،والتي لم ينج منها  حتى الزعماء التاريخيين الأبرار،وذلك وفق قاعدة حسنات المرئ تنسى وسيئاته تعد وتحصى وتستقصى.

على عكس ذلك،فالزعيم يجب أن يكون من أصحاب العقول الكبيرة التي تناقش الأفكار والتوقعات والأحداث والمستجدات بعيدا عن النبش في عورات الأحياء والأموات، يتمبز دائما بأنه في صمته كلام، وفي كلامه حكمة،لاينه عن خلق ويأتي مثله،يتخذ من كل منخرط من فئة كبار السن أبا فيوقره،ومن فئة المتوسطين أخا فيكرمه، ومن فئة الصغار إبنا فيتحنن عليه،يميل إلى الإئتلاف وينبذ الخلاف، لايتعصب لرأي ولا يتملص من تنفيذ قرار، لأن الرأي في نظره يحترم،والقرار يلزم، يعتمد الإستشارة قبل الإقدام على أية خطوة،يتقن الإصغاء والإقناع والبعد النظري وهو سر النجاح ،مصلح متسامح لا يفكر في الإنتقام، لأن الإنتقام هو أول درجات الضعف و بالتسامح  يستلهم قوته وإحترام الآخرين له.

فهل سيستطيع السيد حميد شباط الأمين العام لحزب الإستقلال مراجعة إستراتيجيته في التسيير الحزبي وإحتواء جميع مكونات تيار بلا هوادة وجبر ضررهم، حفاظا على قوة الحزب ورسالته ووحدته؟

  هل سيستطيع السيد حميد شباط التحلي بهذه القيم النبيلة والمقومات الروحيةالتي ما إن إجتمعت في قيادي، إلا ونال  لقب الزعيم بالإجماع وبوسام الإستحقاق؟

وقبل هذا وذاك ، فإن المطلوب من السيد حميد شباط، و من باب المسؤولية الملقاة على عاتقه كعمدة فاس، هوالتدخل الفعلي مع الإلتزام التام بقيم ومبادئ التسامح النبيلة، و بطريقة حلم الزعماء الكبار، من أجل إنهاء محنة مطرودي شركة سيتي باص فاس، وذلك بإرجاعهم جميعا إلى عملهم ،وإنقاذ أسرهم من التفكك و التشرد، وأطفالهم من الهدر المدرسي ،عملا بقوله تعالى (عفا الله عما سلف) وكذلك قوله جلت قدرته (فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين).  صدق الله العظيم ،الغفور الرحيم  ، الشديد العقاب، العزيز ذو الإنتقام.