الشعبوية في عمق صراع التيارات والأجنحة داخل الشبيبة الاتحادية، هل هي فوضى خلاقة أم هي فوضى هدامة ؟

إن ما وقع صبيحة يوم السبت 31 غشت الأخير بمركب الحرية بفاس، من مواجهة عنيفة، وتلاسنات مخجلة، واتهامات بالتخوين متبادلة بين تيارين داخل الشبيبة الاتحادية أمام الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي ذ إدريس لشكر الذي نال حظه من شعارات مناوئة له، ليسئ إلى سمعة هذا الحزب العتيد و مرجعيته الراسخة، والى سمعة زعمائه التاريخين الذين ناضلوا وضحوا من أجل ترسيخ و تثبيت مبادئ  الديمقراطية الداخلية الحقة، وجعلها غير قابلة للاستثناء والتراجع. غير أنه ما حصل ويحصل داخل بعض الأحزاب السياسية مع الأسف، بمناسبة انعقاد مؤتمراتها الأخيرة من أجل تجديد هياكلها هو بروز زعماء

جدد يتباهون بالشعبوية ويغتالون   الشرعية، يشتغلون وفق إستراتيجية ديمقراطية الوصفة الجاهزة، التي ترتكز أساسا على انتقاء المؤيدين البراغماتيين أصحاب المصالح المتجددة، وتمكينهم من أهم  مناصب المسؤولية ومراكز القرار، وذلك من أجل إقصاء ومحاربة المخالفين، المتمسكين بالمبادئ الدائمة للحزب، وإبعادهم عن مراكز القرار وتجريدهم من أية  مسؤولية  حزبية ، لتتسع الهوة، ويكثر الخلاف، ويحدث الانشقاق، مما ساهم و يساهم في تمييع وبلقنة المشهد السياسي والحزبي ببلادنا، وتعطيل تأهيله ،خدمة لأجندة المستفيدين من هذا الوضع، الرافضين لسياسة التغيير والتصحيح،و العابثين بمصالح الوطن.

العلوي