المرحوم “حربة” فارس ساحة بوجلود يعود إلى فاس من خلال جدارية ضخمة

في إطار “الملتقى الثاني لفنون الجدار”، الذي نظمته مقاطعة سايس، رسمت جدارية كبيرة بشارع “الوَفاء” بفاس على عُـلوّ عِمارَة من أربعة طوابق، تحيي ذكرى “حَـرّْبَا” في ذاكرة عُـشاقه ومُحبّيه.



وتركت الجدارية انطباعا حسنا لدى كل من شاهدها من ساكنة المدينة.

اقترح فكرتها الأستاذ “امحمد بنكيران”، حسب ما ذكره مصدر إعلامي، كما صرّح هو نفسه، بصفته مديرا لهذا الملتقى، بالاتفاق مع مجموعة من الفنانين قاموا بإنجازها طيلة شهر كامل من العمل.

وعن سيرة “حربة” الذاتية وقصة قدومه إلى فاس، تقول مصادر أنه جاء إلى فاس صُحْبَة أحد أفراد بلدته بحثا عن عمل، لكن طال بهما المقام في أحد فنادق “أبي الجنود” المتواضعة دون جدوى. وفي أحد الصباحات، سيكتشف أن صاحبه قد اختفى وبمعيّته ما تبقى من نقود، وعليه أن يتدبَّـر ثمن تذكرة الحافلة التي ستعيده إلى “قَصْـر السّوق”. وبما أنه متأكد من امتلاكه مَوْهبة إضحاك الناس، فكر في جمع مبلغ من المال قصد الرجوع إلى بلدته الصحراوية التي لا يُعرف عنها شيئا، وكأن الناس بجميع أطيافهم، من مثقفين وغيرهم، لم يكن يهمُّهم من “حَـرّْبَـا” غير ضحِكِـه، وبالتالي كل ما دُوِّنَ عن شخصية “حَرّْبَا” فيه كثير من التضاربات والتناقضات ولا يخلو أيضا من غُموض؛ لكن حصل في المُقابل إجماع حول كونه شخصية كوميدية استثنائية في تاريخ فاس، وسيكتب التاريخ له مَسارًا مُختلفا.



وكانت نهايته حزينة، فقد عاش رحمه الله أيامه الأخيرة منعزلا في أحد البيوت بحي “بن دْبابّ” الشعبي، كما يقول الأستاذ الصحافي محمد بوهلال، أحد الأوائل الذين اهتموا بسيرة هذا الكوميدي الاستثنائي، مثله في ذلك مثل من أخطأوا التقدير وخانهم حظهم وزمانهم.

عن موقع : فاس نيوز ميديا