تازة تراث حضري وطبيعي بمنآى عن المشاريع السياحية و عمالة صفرو تنظم حفلا تكريميا لكاتبها العام بمناسبة إحالته على التقاعد

تعتبر مدينة تازة منطقة وصل بين تضاريس جبلية متمثلة في الأطلس المتوسط الشمالي الشرقي، وتضاريس تلية تتجلى في تلال مقدمة الريف. وقد أهلها هذا الموقع الجغرافي لتلعب دورا مهما في تاريخ المغرب ، وتطورت معالمها المعمارية ووظيفتها العسكرية على عهد الدول التي حكمت المغرب، انطلاقا من الأدارسة مرورا بالمرابطين والموحدين والمرينين والسعديين وصولا إلى العلويين ثم عهد الحماية الفرنسية التي جعلت من "تازة مدينة ثكنة ذات وظيفة عسكرية"، كي تراقب الممر الذي يربط شرق المغرب بغربه بالإضافة إلى مراقبة المناطق الجبلية حيث تتمركز المقاومة. كما تحتوي على تراث حضري يتجسد في المدينة القديمة، بالإضافة إلى تراثها الطبيعي الغني الذي قل نظيره، على اعتبار أنها تحتوي على أكبر مغارة في إفريقيا ألا وهي مغارة فريواطو.

I-التراث الحضري لمدينة تازة

1- السكن بالمدينة العتيقة

يتشكل النسيج الحضري للمدينة العتيقة من القصور والمنازل ذات القيمة المعمارية، وسكن عامة الناس، ومن الدور الفخمة : دار السلطان وموقعها قرب المشور الذي تحول إلى مكتبة المشور حاليا. وتحتضن المدينة العتيقة حوالي 18 بناية أصيلة ذات قيمة  معمارية كبيرة، تتميز بهندستها التقليدية وأشكالها الزخرفية الناذرة.
وهي في ملكية عائلات عريقة، أماثل : البلغيتي، التوزاني، المجاطي، الصنهاجي، التازي، برادة، السملالي، بناني، الغيساسي…
تم تحويل بعض هذه الدور المتميزة إلى دور الضيافة ومطاعم تقليدية وقاعات الحفلات تستقبل السياح وتوفر لهم مستلزمات السياحة. ويمكن كذلك تحويل مجموعة أخرى إلى متاحف لما تتميز به من أشكال هندسية وزخرفة إسلامية
–  الأسوار  والأبراج والقصبات والأبواب

تعتبر الأسوار والأبراج والقصبات والأبواب بنايات تاريخية، فهي تشكل خطا دفاعيا يحميها من الأخطار الخارجية، وظيفتها عسكرية أمنية.

يبلغ طول الأسوار بالمدينة 3.5 كلم تقريبا، مر بناؤها عبر ثلاث مراحل أساسية تتوزع ما بين الموحدين والمرينين والسعديين، وتربط هذه الأسوار عدة أبراج أهمها: برج البستيون والبرج الملولب.

فالأول، يحتل الزاوية الجنوبية الشرقية للمدينة العتيقة، ويعود تاريخ بنائه إلى العهد السعدي، حيث أسسه السلطان أحمد المنصور الذهبي خلال القرن السادس عشر الميلادي (1578-1603)، لمواجهة الخطر التركي الذي كان يهدد المغرب. ويشتمل على عدة مستودعات للزاد والماء و العتاد الحربي، وبه ممر يبلغ 5 أمتار، وبداخله سارية عظيمة يطلق عليها سارية السبع.

والثاني (البرج الملولب)، يوجد بالواجهة الجنوبية الغربية للمدينة، ويطل على حوض واد تازة، يصل علوه ستة أمتار في الواجهة الداخلية وعشرة أمتار في الواجهة الخارجية، يرجع تاريخ بنائه، موازة مع بناء الأسوار الأولى للمدينة، إلى الموحدين؛ ويتمثل دوره في المراقبة والدفاع عن تازة العتيقة.

وتقع القصبات كمآثر تاريخية بالقرب من الأبراج، بنيت في عهد السلطان المريني أبو الحسن، وتكمن وظيفتها في إيواء الجيوش وعائلاتهم، بينما تقوم الأبواب باعتبارها مداخيل المدينة بربط الأسوار، وعددها 11 بابا تتوزع كالآتي :

باب القصبة –باب المنارة – باب الريح – باب الجمعة الفوقية- باب الجمعة التحتية – باب طيطي – باب القبور – باب الزيتونة – باب أحراش – باب شريعة – باب سيدي مصباح.

تكمن أهمية المسار السياحي المقترح في التعرف على العمارة الدفاعية (الهندسة العسكرية)، واكتشاف تقنيات البناء الأصيل التي تبرز مهارات المعلمين البنائين بتازة. وتمكن السائح من الإطلالة على تازة السفلى وممرها الاستراتيجي انطلاقا من سطح برج البستيون أو من باب الريح.. ولكي يقوم هذا المسار السياحي بدوره التنموي من الضروري ترميم وإعادة بناء مجموعة من الأسوار : الأسوار الجنوبية مع الخندق والأبراج المكعبة والسور الأثري بدار المخزن الممتد بين باب طيطي وباب القبور، وترميم السور "شمال غرب " الممتد بين باب الجمعة الفوقية وباب الريح مع بناء الأبواب المهدمة.

3-الأزقة و الأقواس والساحات العمومية

تعتبر الساحات العمومية متنفسا مهما في المدن العتيقة وتتوفر المدينة القديمة لتازة على ساحتين كبيرتين :

-ساحة أحراش (ساحة مولاي الحسن حاليا) : وتعتبر مجالا أساسيا لتجمع السكان في الاحتفالات بالأعياد الوطنية  والدينية.

-ساحة الطرافين التي تجمع العديد من الحرف والحرفيين، معظمهم يختص في إصلاح الأحذية.

تعتبر الأزقة والدروب من أهم العناصر العمرانية لمدينة تازة، فهي الشرايين الحيوية لهذا النسيج الحضري العتيق، إذ تحقق الأهداف الوظيفية للمباني في سهولة ويسر، وتتميز بضيقها وطولها، وتزينها أقواس مختلفة الأشكال والأحجام كما يتميز المنظر العمراني بتسع نافورات عمومية تاريخية: المشور- درب كناوة- الجامع الكبير- زقاق الوالي – الطرافين- قبة السوق سيدي عزوز، الزاوية، غالبا ما تشكل مع مرافق حيوية (المسجد، الفران، الحمام، الكتاب ودكاكين البقالة…) أقطابا لأحياء المدينة.

4-المؤسسات الدينية والتربوية

نقصد بالمؤسسات الدينية : المساجد والزوايا والأضرحة وتحتوي المدينة القديمة على عدة مساجد، كمسجد الأندلس، مسجد سيدي بن عطية، مسجد سيدي بلفتوح، مسجد السوق، مسجد لالة عدرة وأخيرا مسجد الجامع الكبير الذي يوجد بالواجهة الشمالية للمدينة.

ويعتبر مسجد الجامع الكبير بحق معلمة تاريخية، أسسه السلطان عبد المومن بن علي الكومي سنة 542هـ، ويتميز باحتضائه لثريا من النحاس تعتبر من أضخم ثريا الفن الإسلامي، حيث "أمر أبو يعقوب يوسف بتعليقها سنة 694هـ، وهي ثريا نحاسية ضخمة… يبلغ ارتفاعها أربعة أمتار ونصف المتر، وعرضها من الأسفل مترين ونصف، وتزن 32 قنطارا، وعدد كؤوسها 514 كانت تستعمل للإنارة، موزعة فوق عشرة أطباق، وقد نقشت عليها آيتان الأولى من سورة النور والثانية من آخر سورة البقرة، كما نقش في أسفل دائرتها أبيات شعرية تعرف فيها بنفسها للزائر. ومنبرا مزخرفا بالعاج.

وتضم المدينة العديد من الزوايا، كالزاوية التيجانية والقادرة و التهامية والكبشية والتوازنية.وتتوفر على 19 ضريحا لعلماء وأولياء المدينة كضريح سيدي عزوز، وضريح سيدي علي بن بري التسولي، وضريح سيدي عيسى…

أما في ما يخص المدارس، فتتوفر المدينة على مدرستين ذات قيمة تاريخية، منها مدرسة المشور، مدرسة جامع  الكبير وهما معا من أقدم المدارس العربية الإسلامية. وتوجد مدرسة الجامع الكبير بجوار المسجد، بنيت على عهد السلطان المريني أبو الحسن، ويتوفر المسجد على خزانة ضمت في العصر المريني أزيد من 10 آلاف مجلد، وهي خزانة يؤمها الطلبة للتزود بالعلم والمعرفة. نتج عن وجود مدارس، وخزانة غنية بالكتب حركة فكرية، أنجبت كثيرا من الشخصيات العلمية والأدبية والفقهية، كابن بري وسيدي عزوز، وسيدي أحمد زروق دفين ليبيا والفقيه عمر بن عبد الرحمان الجزنائي، ومحمد بن الحسن المجاصي وغيرهم من العلماء والفقهاء والشعراء والأدباء.

5- المؤسسات الخدماتية والتجارية

نقصد بالمؤسسات الخدماتية بالمفهوم الحالي، تلك التي تقدم خدمات لساكنة مدينة أو قرية كالحمامات، والفرانات، والفنادق…

وتاريخيا توزعت الخدمات المقدمة بالمدينة العتيقة لتازة ما بين التجهيزات التجارية، والفنادق التي تأوي الغرباء عن المدينة والحمامات المجاورة للمسجد والفران. وبخصوص البنيات التجارية، "فقبة السوق، تعتبر أهم مركز تجاري بتازة العتيقة، فهي تحد بالساحة من الناحية الجنوبية، وتنتهي شمالا عند ضريح سيدي عزوز،وتتقاطع مع العديد من أحياء وأزقة المدينة العتيقة كالمشور، وزقاق الحاج ميمون والقزدارين والقطانين والجوطية وزنقة سيدي مصبح وزاوية  ابن يجبش ودرب مولاي عبد السلام". واعتبارا لكونها مكانا متخصصا في بعض الحرف والأنشطة التجارية كالخضارين والعشابين، فإنها شكلت موقعا سياحيا مهما، لاكتشاف خبايا المدينة العتيقة من منازل ودروب، وحمامات فنادق واقتناء بعض الحاجيات، والاستفادة من الخدمات المتنوعة للمدينة العتيقة.

وتتوفر تازة العليا على أربعة فنادق وهي : آل توات، بنكيران، الحدادين، القطانين. وتتوزع هذه الفنادق حول المدينة كالآتي :

يقع فندق القطانين بزنقة القطانين، ورغم اختفاء معالم بنيته الأصلية بقي منه جزء صغير مغطى بالخشب. أما فندق الحدادين فيقع بزنقة القطانين وهو ورشة للحدادة اليوم.

أما الحمامات التقليدية فهي من المباني الأساسية داخل المدينة القديمة عامة وتازة خاصة، بحكم الدور الاجتماعي الذي اضطلعت به وتتميز هذه الحمامات ببنيتها الأصلية، وهندستها الإسلامية المتميزة، وتتوزع كالآتي : حمام قبة السوق، حمام صب الماء، حمام سوق الغزل.  

فيما احتضنت عمالة إقليم مدينة صفرو يوم الجمعة فاتح فبراير 2013 حفلا تكريميا بهيجا بمناسبة إحالة كاتبها العام على التقاعد. ويأتي هذا الحفل التكريمي الاستحقاقي اعترافا من العمالة للخدمات الجليلة التي أسداها المحتفى به لصالح الوطن والدولة المغربية من خلال وزارة الداخلية ، وتقديرا لخدماته الجليلة التي قدمها للوطن.

يشار أن الكاتب العام المحتفى به بمناسبة إحالته على التقاعد تقلد عدة مناصب والتي أفنى من خلالها أسدى من خلالها خدمات للوطن، ومن ضمن المهام التي تقلدها منها  باشا على مدينة المحمدية تم عين كاتب عام على عمالة اقليم اخنيفرة تم اخرها كاتب عام بعمالة اقليم صفرو وهو المنصب الذي ظل يشغله منذ تعيينه على هذه العمالة الى حين احالته على التقاعد حيث كان معروفا بالتزامه و نهج سياسة الأبواب المفتوحة وتركيز عمله اليومي على القرب من انشغالات وحاجيات المواطنين وتمكينهم من الخدمات الأساسية، ودراسة مشاكلهم بـدون تحيز بغية إيجاد الحلول المناسبة لها، والابتعاد عن كل السلوكات والمزايدات التي تمس بسمعة رجل السلطة وكانت خدماته كلها تتسم بالمجهودات الجبارة وبهذ المناسبة نظمت عمالة الاقليم يوم الجمعة 01 فبراير 2013  تحت اشراف  السيد العامل حفلا تكريميا بهيجا حضرته عدة شخصيات بارزة في الاقليم وعلى رأسهم.

السيد  رئيس المجلس الإقليمي

السادة  نواب ومستشارو الإقليم

السادة رؤساء المصالح الأمنية بالإقليم

السادة رؤساء المصالح الخارجية الإقليمية

السادة رؤساء وأعضاء المجالس الجماعية وأعيانها.

السادة رجال السلطة

كما عرف الحفل القاء كلمات معبرة من طرف السيد عامل الاقليم أبرزت الدور الفاعل الذي لعبه السيد الكاتب العام فترة مسيرته المهنية الزاخرة بالعطاءات و التضحيات الجليلة لخدمات وزارة الداخلية ولعمالة اقليم صفرو ووتتويجه بهدايا تذكارية تذل عن عدة اشياء جميلة أثناء خدماته على راس هذه العمالة ولأول مرة في تاريخ مدينة صفرو ومنذ تعيينها لعمال الأقاليم و الكتاب العامين للعمالة تحظى بتعيين مشرف وفي المستوى المطلوب للإقليم للعامل الحالي السيد عبد السلام زكار و لكاتبه العام السيد الدحني على مستوى هذه العمالة الذين منحوا الإقليم بعدة برامج و مشاريع تنموية وفك مشاكل المواطنين والاستماع اليهم كما سجلنا حضورا لبعض المنابر الصحافية التي لها وزن بالنسبة للسلطات المحلية و للرأي العام و الذين ثمنوا هذه المبادرة الفريدة التي جاءت كاعتراف تلقائي لما قدمه السيد الكاتب العام طيلة مشواره بالإقليم. .