تنظيم يوم دراسي جهوي حول التربية الدامجة بالمركز الجهوي للتكوينات والملتقيات مولاي سليمان فاس

في اليوم الدراسي الجهوي حول التربية الدامجة (9 دجنبر 2019)
بالمركز الجهوي للتكوينات والملتقيات مولاي سليمان فاس

بهدف تبادل الخبرات والتجارب، والتنسيق مع باقي القطاعات الحكومية، ومن أجل الإنصات إلى الشركاء المحليين و الجمعيات العاملة في المجال، بسط د محسن الزواق أمام الرأي العام التعليمي وشركاء الأكاديمية ملامح خارطة الطريق الجهوية للتربية الدامجة التي سيتم اعتمادها خلال السنوات الثلاثة المقبلة بالجهة . وأبرز في كلمة خلال اليوم الجهوي للتربية الدامجة الذي نظمته الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة فاس مكناس اللإثنين 9 دجنبر الجاري بمدرج المركز الجهوي للتكوينات والملتقيات مولاي سليمان بفاس تحت شعار “لن نترك أي طفل خلفنا”، أن تعبئة الأطر التربوية من مفتشين ومدبرين ومدرسين رهان لرفع النهوض بالحقوق التربوية لهذه الفئة من التلاميذ، وبداية التأسيس الفعلي لمفهوم وروح المدرسة الدامجة القائمة على قبول الاختلاف في الوسط المدرسي، والتعامل مع مختلف الأطفال بغض النظر عن الخصوصيات التي تميزهم عن غيرهم.



وتضمن برنامج اللقاء الجهوي جلستين عموميتين ،الأولى في محور السياسات العمومية القطاعية في مجال الاهتمام بالأطفال في وضعية إعاقة وتضمنت الكلمة الافتتاحية للسيد مدير الاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة فاس مكناس ثم عرض السيد محمد حابا رئيس قسم الشؤون التربوية بالأكاديمية حول البرنامج الجهوي للتربية الدامجة ،تلاه عرض ممثل المديرية الجهوية لوزارة الصحة ،عرض كلية الطب والصيدلة بفاس حول البحث العلمي واللإعاقة ،عرض المدرسة العليا للأساتذة بفاس حول تكوين الموارد البشرية في مجال اللإعاقة ، وأخيرا عرض السيد رئيس اللجنة الجهوية لحقوق اللإنسان الذي تلته مناقشة عامة لمضامين العروض المقدمة.

أما الجلسة العمومية الثانية فقد خصصت المنظمون لعرض بعض التجارب في مجال النهوض بوضعية الأطفال في وضعية إعاقة ، حيث تابع المشاركون تجربة المركز الوطني محمد السادس للمعاقين في الدمج المدرسي ، و تجربة جمعية مرآة مكناس ، تجربة جمعية تأهيل المعاق بمكناس كما استمع المشاركون إلى شهادة طفلين من ذوي الاحتياجات الخاصة باللغة العربية نالت إعجاب الحاضرين صفق لها كثيرا لتختتم الجلسة بمناقشة مستفيضة للتجارب المقدمة.



من جهة ثانية أشار مدير الأكاديمية أن فعاليات اللقاء الدراسي الجهوي حول التربية الدامجة الذي نظمته الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة فاس مكناس والذي يصادف انعقاده احتفال المنتظم الأممي باليوم العالمي للأشخاص في وضعية إعاقة المنظم في الثالث من دجنبر من كل سنة، وهو مناسبة للتعريف بحقوق هذه الفئة في جميع المجالات، وتفعيل الدور التوعوي والثقافي لدى فئات المجتمع المختلفة، معتبرا المناسبة فرصة حقيقية للتحسيس بالمكتسبات التي يمكن أن يجنيها المجتمع من إدماج هذه الشريحة في كل جانب من جوانب الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، كما يسمح ببسط الجهود المبذولة من طرف جميع المتدخلين من سلطات حكومية وجمعيات مدنية من أجل النهوض بوضعية الأشخاص في وضعية إعاقة.

المسؤول الأول عن الشأن التربوي بالجهة ذكر بالاهتمام الذي حظيت به هذه الشريحة منذ الاستقلال، منذ أن صادق المغرب على الاتفاقية الدولية للنهوض بحقوق الأشخاص المعاقين، التي تعكس تعبيرا بالغا عن الإرادة السياسية الواضحة للمغرب من أجل المضي قدما في اتجاه تمتيع هذه الفئة بحقوقها، وهو الالتزام الذي كرسته المقتضيات الدستورية الملزمة بالمساواة بين المواطنات والمواطنين، وبضرورة توفير الخدمات الاجتماعية للجميع على قدم المساواة.

وأطلقت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي يوم 26 يونيو 2019 برنامجا وطنيا للتربية الدامجة، بهدف إدماج جميع الأطفال ذوي إعاقة، على المدى المتوسط، في المنظومة التربوية، وتمكينهم من حقهم الدستوري في الولوج إلى التعليم. وتطمح الوزارة إلى تطوير مقاربة جديدة في التعامل مع هذه الفئة من خلال التحول من منطق أقسام الإدماج إلى منطق المدارس الدامجة، وذلك عبر العمل على إدماج جميع الأطفال ذوي إعاقة في الأقسام العادية، تفاديا للتمييز السلبي الذي تكرسه أقسام الإدماج إزاء هذه الفئة من الأطفال، وذلك وانطلاقا من واجبها ومهمتها الأساسية المتمثلة في توفير الخدمات التربوية لكل فئة المجتمع في سن التمدرس بغض النظر عن وضعيتهم، وترصيدا للجوانب الإيجابية في مجال تمدرس الأطفال في وضعية إعاقة.

و من أجل أن تصير جميع المؤسسات التعليمية بالجهة دامجة خلال المدى الزمني المحدد من طرف البرنامج الوطني أي خلال الموسم الدراسي 2028-2027، أكد المدير رغبة الأكاديمية في التعاون والاشتغال بتدرج مع مختلف الشركاء على أربعة محاور متكاملة تشمل البنيات التحتية لتوسيع العرض المدرسي الموجه لهذه الفئة، ثم إعمال مختلف التجديدات البيداغوجية الكفيلة بأخذ خصوصياتها بعين الاعتبار، إلى جانب الاهتمام بتكوين العنصر البشري، ومواصلة التعبئة والتحسيس بأهمية هذه القضية ، مذكرا بالمرجعية الأساسية في تفعيل مضامين هذا البرنامج الجهوي هي مقتضيات القانون الإطار رقم 51.17 المتعلق بالتربية والتكوين والبحث العلمي والذي يشكل إطارا تعاقديا ملزما للجميع، وضامنا ومؤطرا للفعل المشترك بين مختلف المتدخلين.



حضر فعاليات اللقاء الجهوي للتربية الدامجة السيدات والسادة ممثل الولاية؛ رئيس اللجنة الجهوية لحقوق الانسان؛ ممثلو القطاعات الاجتماعية بالجهة؛ أطر التعليم العالي بجامعة سيدي محمد بن عبد الله؛ السيدة والسادة المديرة والمديرون الاقليميون بالجهة؛ رؤساء الأقسام والمصالح بالأكاديمية والمديريات الإقليمية؛ أطر التربية والتكوين من مفتشين ومدبرين وأساتذة؛ السادة ممثلي الجمعيات الشريكة الفاعلة في مجال النهوض بالأطفال في وضعية إعاقة.

وفي ختام هذا الملتقى الجهوي الهام الذي أدار فقراته ذ عبد القادر حاديني المدير الإقليمي لمكناس قام المشاركون بزيارة رواق بالمركز الجهوي للتكوينات والملتقيات مولاي سليمان خصص للتعريف بأنشطة الجمعية المتدخلة في مجال التربية الدامجة بالمؤسسات التعليمية.

عن موقع : فاس نيوز ميديا