جمعية كفاءات مواطنة للتنمية بفاس تدرس دور الاعلام و علاقته بالمشروع التنموي الجديد ..

كلمة الأستاذة ليلى لمكوم المرنيسي
رئيسة الجمعية

فاس في 25-01-2020
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين

أود في البداية أن أتقدم بالشكر والامتنان إلى الحضور الكريم على تلبية الدعوة والمشاركة في هده الندوة الهامة التي ستناقش دور الإعلام كمكون أساسي في مواكبة وإرساء مشروع النموذج التنموي الجديد استجابة للخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى العشرين لعيد العرش المجيد والذي قال فيه جلالته :
” إذا كان المغرب قد حقق تقدما ملموسا، يشهد به العالم، إلا أن النموذج التنموي الوطني أصبح اليوم، غير قادر على الاستجابة للمطالب الملحة، والحاجيات المتزايدة للمواطنين، وغير قادر على الحد من الفوارق بين الفئات ومن التفاوتات المجالية، وعلى تحقيق العدالة الاجتماعية. وفي هذا الصدد، ندعو الحكومة والبرلمان، ومختلف المؤسسات والهيئات المعنية، كل في مجال اختصاصه، لإعادة النظر في نموذجنا التنموي لمواكبة التطورات التي تعرفها البلاد”. انتهى كلام صاحب الجلالة.

أيتها السيدات أيها السادة
لقد كانت جمعيتنا سباقة إلى تنظيم ندوة حول النموذج التنموي الجديد تناولت من خلالها الجوانب المختلفة المكونة لهذا النموذج والتي كان من بينها الجانب الإعلامي نظرا لما يكتسيه من أهمية قصوى في زمننا الحالي. وقد خرجنا بتوصية هامة بخصوص دور الإعلام الهادف كمكون أساسي في مواكبة النموذج التنموي الجديد.
ومن هذا المنطلق جاءت فكرة تنظيم هذه الندوة من أجل تسليط الضوء على هذه التوصية الهامة وإبراز الدور المحوري الذي يلعبه الإعلام الهادف في مواكبة أي مشروع تنموي. كما أن عروض السادة الأساتذة والخبراء ستسلط الضوء أكثر على هذا الموضوع انطلاقا من خبرتهم وتجربتهم في الميدان.

ايها الحضور الكريم
إن التحول العميق الذي شهدته حياة الإنسان في العصر الحديث، اعترى مختلف المستويات والجوانب، فلم يكن الإعلام بمنأى أو منحى من ذلك، بقدر ما كان العنصر الأكثر حظا من ذلك التحول، وقد كان نفسه طرفا مشاركا وفعالا في تحول العالم وتغييره، فلم يعد الحديث عن الإعلام باعتباره مجرد آلية لتوصيل الخبر، وإنما بوصفه قوة تؤثر بشكل سحري في الجمهور، ومن ثم تساهم في تشكيل أفهامهم وتوجيهها، كما أنه لم يعد الحديث عن الصحافة باعتبارها سلطة رابعة، وإنما سلطة أولى.
فالدول العريقة في الديمقراطية. قد أدركت مبكرا الدور المحوري للإعلام بمختلف أنواعه، في تحقيق التنمية الحقيقية التي تجعل من الإنسان محورا وغاية لها.
فبإمكان الإعلام القيام بأدوار طلائعية في سبيل بناء نموذج تنموي جديد، مغربي/ مغربي. لكن ذلك يقتضي توفير مجموعة من الشروط الموضوعية منها:
صدقية الخبر
الرغبة في التغيير والتنمية وبناء المواطن الصالح
تقديم نماذج من التنمية للاقتداء بها
نشر المعرفة والتغلب على الجهل
تخليق الحياة العامة

إن كسب رهانات التنمية يسائل الجميع، من نخب ومؤسسات عمومية وجماعات ترابية ومجتمع مدني ومؤسسات تعليمية ومراكز بحثية وإعلام، إلى جانب الدولة، في إطار مقاربة تشاركية منفتحة، ينطوي فيها دور الإعلام على أهمية كبيرة في هذا السياق على مستوى المواكبة والتقييم. –
فمجمل القول، إن الإعلام جسر من جسور التنمية المستدامة. لذلك لم يعد مقبولا ولا مستساغا الاستمرار في اعتباره مجرد وسائل وآليات. فالإعلام علم، وفن، وحرفية، ومهنية.
وبالله التوفيق
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

جمعية كفاءات مواطنة للتنمية — فاس

برقية مرفوعة إلى السدة العالية بالله جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده
بمناسبة تنظيم ندوة حول دور الإعلام الهادف في مواكبة النموذج التنموي الجديد

مولاي صاحب الجلالة
بعد تقديم فروض الطاعة والولاء والانحناء إجلالا وإكراما لمقامكم العالي بالله، يشرفني يا مولاي أصالة عن نفسي ونيابة عن كافة أعضاء مكتب جمعية كفاءات مواطنة للتنمية أن أغتنم مناسبة تنظيم ندوة وطنية حول دور الإعلام الهادف في مواكبة مشروع النموذج التنموي الجديد يومه السبت 25 يناير 2020 والتي شارك فيها نخبة من أجود الأساتذة والأطر والإعلاميين وممثلي المجتمع المدني بأن أرفع إلى المقام العالي بالله أسمى آيات الولاء والإخلاص والوفاء مؤكدين لجلالتكم يا مولاي تشبثنا الراسخ بأهداب العرش العلوي المجيد ومتمسكين ومدافعين عن وحدة وطننا ومقدساته.
كما نعاهدكم يا مولاي بصفتنا ممثلين للمجتمع المدني العمل من أجل الصالح العام وترسيخ قيم المحبة والتسامح والتضامن والتآزر بين مختلف مكونات المجتمع ونشر ثقافة الحب الخير ومساعدة الآخر والمساهمة الفعالة في مختلف البرامج التنموية التي تخدم المصلحة العليا لوطننا السعيد في ظل سياستكم الرشيدة وقيادتكم الحكيمة.
أطال الله في عمركم يا مولاي وحفظكم بما حفظ به الذكر الحكيم وأقر عينكم بولي عهدكم المحبوب صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن وشد عضدكم بصنوكم السعيد الأمير الجليل مولاي رشيد وكافة أفراد الأسرة الملكية الشريفة.
إنه على كل شيء قدير وبالاستجابة جدير.
والسلام على مقامكم العالي بالله ورحمته تعالى وبركاته
خديمة الأعتاب الشريفة
ليلى لمكوم المرنيسي
رئيسة جمعية كفاءات مواطنة للتنمية بفاس

بعض توصيات المناظرة حول دور الإعلام في مواكبة النموذج التنموي الجديد:

  1. دور الإعلام البارز في التّداول الجماعيّ بشأن التوجّهات المجتمعيّة وتتبّع السياسات العموميّة؛
  2. تشجيع النقاش وتنمية روح النقد البناء والحوار من خلال عقد ندوات وطاولات مستديرة؛
  3. التحليل الموضوعيّ للمجتمع ولتطوره، وذلك بالانفتاح على تنوّع القراءات النقدية، وخلق تقاطعات بين الآراء، من أجل استيعاب أفضل لنموذجنا المجتمعيّ؛
  4. مساهمة الإعلام في نقل القيم الإيجابية ونماذج النجاح المغربية؛
  5. تعزيز ثقافة المساءلة والمحاسبة، ولا سيما من خلال التحقيقات الصحفية؛
  6. الاضطلاع بدور الإخبار والتربية والتعميم والتبسيط، والسماح بالمساهمة في نهوض مجتمع أكثر اطلاعا ووعيا، 
  7. التفكير في الإشكاليات الجديدة للتواصل واستيعاب تحولاتها، والحرص على الالتزام بمعايير الصحة والدقة والجودة في إنتاج الخبر الصحفي، في واقع تنتشر فيه الأخبار الزائفة بشكل كبير.

عن موقع : فاس نيوز ميديا