جنازة مهيبة لقائد الهيئات العليا للأمن الحضري بفاس و القصة الكاملة لموته

تم بعد ظهر اليوم دفن جثمان  ادريس الحاضي قائد الهيئات العليا للأمن الحضري بفاس  بمقبرة باب محروق و ذلك بعد صلاة الجنازة التي اقيمت بمسجد التاجموعتي، و كان لافتا الأعداد الكبيرة الرسمية و المدنية و العسكرية التي حضرت التشييع.

وقد توفي الراحل ظهر أمس الاحد (7 اكتوبر 2012 )اثر أزمة قلبية حادة المت به بغابة زكوطة و التي تبعد عن اقليم صفرو ب 24 كلم في اتجاه بلدة المنزل.

و كان الفقيد في رحلة استجمام رفقة ابنه البكر عدنان و مع مجموعة من اقاربه و اصدقائه ،وما ان كانوا بصدد الرجوع الى مدينة فاس ألمت به أزمة قلبية حادة عجلت بوفاته بعين المكان ،فرغم نقله الى مستشفى محمد الخامس بصفرو فان الاسعافات الطبية لم تسعفه أمام بعد المسافة و تأخر رجال الوقاية المدنية الوصول الى المنطقة.

فالفقيد ازداد سنة 1959 بمدينة فاس متزوج و أب لعدنان و منال ،و تدرج سلم الخدمة في الامن الوطني منذ تخرجه عام 1984 كضابط أمن ليلتحق بمدينة فاس للاشتغال بالفرقة السابعة المتنقلة و المختصة في التدخل السريع ( سيمي 7) وبعد أن أظهر عن علو كعبه رقي لينتقل الى مدينة مكناس المجاورة لمسقط رأسه وشغل منصب قائد فرقة المرور بالعاصمة الاسماعلية .

و ما أن أظهر الفقيد تفانيه في خدمة الوطن رقته الادارة العامة للأمن الوطني و أرسلته الى العاصمة الشرقية و المتاخمة للحدود الجزائرية و شغل بمدينة وجدة قائد الهيئات العليا للأمن الحضري الذي كان يلعب دورا مهما في استتباب الامن و مراقبة الحدود .

و لم يتفانى الفقيد في تسلق سلم التدرج و الترقي حتى استعانت الادارة العامة للامن الوطني بخدماته ليتم تنصيبه بالعاصمة الاقتصادية التي عرفت توسعا عمرانيا قائدا لفرقة المرور و شغل بمدينة الدار البيضاء لسنوات .

و امام الاوضاع التي كانت تعرفها العاصمة العلمية من احداث دجنبر تحركت الادارة العامة للأمن الوطني لتنصبه بمسقط رأسه و ذلك لما راكم من تجارب وخبرته بمدينة فاس  و بازقتها وشوارعها و دروبها التي عشقها منذ طفولته بحيث تابع دراسته  بمدارسها الابتدائية و الاعدادية و الثانوية و الجامعية ،و نصب قائد الهيأة الحضرية للمنطقة الثانية دار أدبيبغ القلب النابض لمدينة فاس .و مباشرة بعد فتح المقر الجديد لولاية أمن فاس رقي الفقيد الى رتبة قائد القيادة العليا للهيئات الحضرية و المسؤول الاول عن الامن الحضري بفاس.

و امام اظهار الفقيد لروح وطنيته و نسجه علاقات طيبة مع ساكنة فاس خاصة ومع جميع من يعرفه رقي الفقيد سنة 2010 الى رتبة عقيد (كولونيل ) للأمن الحضري. و لم تستطع الادارة العامة للأمن الوطني تنقيله او تعويضه بشخص أخر لاكثر من 19 سنة و ذلك لما راكم من تجربة مشرفة ،فضلا عن ضبطه لامن المدينة و اطفائه للنيران الامنية لمرات عدة كانت ستعصف بفاس التي تحولت اجتماعيا كثيرا و ظل يشغل هذه الرتبة المشرفة الى أن وافته المنية ظهر أمس الاحد.