جنايات فاس تبرئ فتاة من تسميم عشيقها

طوت غرفة الجنايات الابتدائية باستئنافية فاس، الملف رقم 334/12 المتعلق باتهام فتاة بتسميم عشيقها بمنطقة رأس الماء بجماعة عين الشقف بإقليم مولاي يعقوب، وقضت ببراءة “ع. د” مساعدة بيطرية في ربيعها الثلاثين، من جناية التسميم التي توبعت بها إثر شكاية من أسرة عشيقها “ع. ز” (32 سنة) العامل السابق بشركة للإسمنت بمنطقة رأس الماء، اتهمتها بدس مادة مسمومة في مشروب غازي تناوله الضحية قبل دقائق من وفاته في 5 نونبر 2010، إثر ارتفاع في ضغط دمه وسكتة قلبية مفاجأة، كما أكد ذلك التشريح الطبي .
وكان “ع. ز” الذي قضى ثماني سنوات في العمل بشركة (هولسيم)، نحو الرابعة مساء الجمعة 5 نونبر 2010 في طريقه إلى محطة القطار بالمنطقة، قبل أن يحس بألم شديد في بطنه ويسقط أرضا وينقل إلى المستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس، حيث وافته المنية ساعات قليلة بعد ذلك، لتفتح الضابطة القضائية للدرك بالمنطقة، بحثا في النازلة اعتقلت إثرها الفتاة المتهمة.
وأخلي سبيل الفتاة بعد 4 أيام من اعتقالها بعد إحالتها على النيابة العامة باستئنافية فاس، قبل التحقيق معها تفصيليا في موضوع المنسوب إليها من تهم تسميم عشيقها بعدما ربطتهما علاقة عاطفية دامت عدة سنوات قبل أن يقدم على خطبة فتاة أخرى، ما نفته في سائر المراحل، عكس ما ورد على لسان عائلة الضحية التي اتهمتها بالوقوف وراء مقتل ابنها عن طريق تسميمه.
وتقول عائلة الضحية إنه كان حافي القدمين حين سقوطه أرضا وبقي في كامل قواه العقلية وهو يتوجع ألما على بعد أمتار قليلة من منزل عشيقته في طريقه إلى محطة القطار، موردة إفصاحه لمسؤول بالمحطة، عن أن عشيقته ناولته مشروبا غازيا به سم، بداعي الانتقام منه لخطبته لفتاة أخرى من المهاية نواحي مكناس، بعد رفض أسرته تزويجها له لأسباب غامضة. 
وأخبر مسؤول محطة القطار، أخت الضحية بواقعة احتضار شقيقها قبل أن ينتشر الخبر بين العائلة وينقل إلى المصحة فيما انتقلت عناصر الدرك في اليوم الموالي للحادث، إلى منزل الفتاة المشتبه فيها بدوار رأس الماء، إذ أخبرهم والدها بسفرها قبل أن يسلمها لاحقا ليتم الاستماع إليها في محضر قانوني نفت فيه مسؤوليتها في وفاة الضحية، قبل أن تحال على النيابة العامة.
واتهمت عائلة الضحية، الفتاة المبرأة باستدراج ابنها إلى منزل أسرتها، إذ اتهمت في حينه مصالح الدرك بالتأخر في الاستماع إلى الضحية قيد حياته، ما كان بإمكانه كشف الحقيقة ورفع كل لبس، خاصة أمام ما أفصح عنه موظف بمحطة القطار من حقائق نفتها الفتاة وعائلتها وبعض الشهود المستمع إليه في هذا الملف الذي راج طيلة 8 أشهر أمام المحكمة.
وسبق لوالد الضحية الذي ارتبط عاطفيا بالفتاة المتهمة طيلة مدة ليست بالهينة قبل أن يتقدم لخطبتها دون جدوى ليختار فتاة أخرى بديلة عنها، مشيرا إلى أنه تم العثور بحوزة ابنه حين تفتيش جيوبه بعد وفاته، على ورقة في ظرف مغلق مدون عليها معلومات تؤكد تعرضه إلى تهديدات من قبل عشيقته وأهلها، بتصفيته، ما رأى الأب فيه “دليلا على تورط الفتاة في مقتله”.
وأنكرت المتهمة ما نسب إليها من قبل عائلة عشيقها، مؤكدة في محضر أقوالها أنها لم تبرح منزل والديها خلال يوم الحادث، مشيرة إلى تنقلها إلى فاس فور علمها بما وقع ل”ع. ز” خوفا من ردود فعل عائلته، قبل أن تعود إلى الدوار بعد أن أخبرها أقاربها بضرورة الحضور إلى سرية الدرك، فيما أجريت خبرة على عينة من دم ومعدة الضحية.