طلبة ميسورون يستفيدون من المنح الجامعية بفاس وآخرون فقراء مقصيون منها


عبر العديد من طلبة جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس عن استغرابهم واستيائهم وصدمتهم من الطريقة التي تدار بها عملية منح الطالب أو عدم منحه، كما تساءلوا عن المعايير التي تعتمدها الجهات الرسمية ذات الصلة في اختيار من لهم الحق في الاستفادة من المنح الجامعية ومن ليس لهم الحق في الاستفادة منها، إذ صرح أحدهم  "لا نعلم من أي كوكب يتم استيراد معايير الاختيار ومعايير الإقصاء".

وقالت مصادر طلابية ، " إن الواقع المزري الذي يعيشه الطالب المنحدر من الطبقات المسحوقة والمحرومة تؤكد زيف ما يتم الترويج له من طرف الوزارة والجهات ذات الصلة، وأوضحت أن المعيار الوحيد الذي يتم اعتماده في عملية اختيار الطلبة الممنوحين يتمثل في معيار الزبونية والمحسوبية بدليل أن غالبية الطلبة الميسورين يستفيدون من المنح الجامعية فيما الطلبة المنتسبون للطبقات المسحوقة اجتماعيا والمحرومة من أبسط مقومات الحياة تم إقصاؤهم من هذا الحق الذي لا يقبل المساومة.

وأبرزت ذات المصادر أن لديهم قائمة من الطلبة ينتمون إلى أسر عاطلة عن العمل بشكل كامل وتعيش ظروفا صعبة في غاية القسوة والمعانات اليومية، ومع ذلك تتساءل ذات المصادر عن سبب إقصائهم من حقهم في الاستفادة من المنح الدراسية، يتوفرون على قائمة تضم طلبة ينحدرون من أسر ميسورة ومع ذلك يتمتعون بمنح دراسية.. وهي بالتأكيد حق أساسي من حقوقهم الأساسية في التحصيل العلمي والمعرفي.

وتساءلت طالبة ،من كلية الآداب بظهر المهراز، منحدرة من أسرة معوزة ومقصية من قائمة الطلبة الممنوحين بالقول" اذا كانت الحكومة قد حددت 1253 مليون درهم للمنح الجامعية لسنة 2013، فإننا نتساءل أين هي هذه المبالغ، خاصة وأن معظم طلبة المغرب لم يروا شيئا من هاته الوعود التي وصفتها بالكاذبة، وأضافت " لماذا يتم منح ابناء الطبقات الاجتماعية الميسورة ويتم إقصاء أبناء الطبقة المهمشة؟ والى متى سيبقى هذا الظلم ينخر الطالب المحروم؟ واستنتجت المتحدثة أن عملية الاستفادة من المنح تخضع بدورها لسوق النخاسة والرشوة والزبونية والمحسوبية لأن الميسورين لهم قدرة على الدفع وبالتالي من الطبيعي أن يكون أبناءهم ممنوحين، فيما الفقراء ليست لهم القدرة على الدفع وبالتالي من الطبيعي أن يكون أبناءهم ضمن قائمة المقصيين..

وأوضحت المتحدثة ودموع الحسرة بادية تغرغر من عيونها أن الفقراء وأبنائهم خلقوا فقط لكي يؤدون أقساط الكراء الشهرية وتأدية رسوم الكهرباء والماء ومختلف أنواع الضرائب وخدمة الميسورين…واستعمالهم كقطيع في المحطات الانتخابية واستغلال بناتهم في الملاهي الليلية وفي الليالي الحمراء  … هذه حقيقة يعكسها الواقع المعاش الذي أصبح القوي فيه يأكل الضعيف وكأننا في مجتمع يسوده قانون الغاب، تضيف المتحدثة.

وفي سياق ذو صلة، قال ناشط طلابي بالاتحاد الوطني لطلبة المغرب أن المنحة هي حق من الحقوق الأساسية لكل طالب حصل على شهادة الباكالوريا وولج إلى سلك التعليم العالي والجامعي بغض النظر عن انتمائه الاجتماعي والطبقي، مشيرا إلى أن معظم الكوارث التي تتخبط فيها الجامعة المغربية هي نتاج لقرارات سياسية كارثية تتحمل مسؤوليتها الأحزاب السياسية والمنظمات النقابية التي ارتمت في أحضان مخططات ما يسمى السياسات التقويمية التي تم طبخها بعناية مركزة في مطابخ البنك العالمي وصندوق النقد الدولي، من أجل الحصول على بعض المكاسب الضيقة الصغيرة مقابل تخريب منظومة التربية والتكوين من خلال إقرار برامج تعليمية تحت عنوان "الإصلاح"، والتي قادت المنظومة التعليمية إلى حافة الإفلاس والخراب بدليل أن تقارير المنظمات الدولية والأممية صنفت التعليم المغربي في مؤخرة ترتيب الدول.